الخارجيّة الأميركيّة لـ”أساس”: سنسحب “ورقة الغاز” من روسيا

 

ابراهيم ريحان -أساس ميديا

أين أميركا ممّا يحصل في أوكرانيا؟

سؤالُ يتكرّر منذ اللحظة الأولى لدخول القوّات الرّوسيّة أوكرانيا. كثيرون اتّهموا أميركا بأنّها “تركت حليفتها” أوكرانيا، وبأنّها لا تحمي حلفائها”.

كيف يجيب المُتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة سامويل وربيرغ على هذه الأسئلة؟

يبدأ “سام” حديثه مع “أساس” بدعوة “العالم” إلى ألا يستهين بقوة العقوبات على المدييْن القصير والبعيد. وذلك بعدما وعد الرئيس الأميركيّ جو بايدن أنّ العقوبات ستكون الأشدّ فتكاً بروسيا واقتصادها، وأقوى من أيّ وقت مضى. ويذكّر بأنّ العقوبات ضدّ روسيا تتزامن مع إجراءات حاسمة يتمّ اتّخاذها من كلٍّ من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ودول أخرى في العالم.

العقوبات ستُدمّر روسيا

يتحدّث وربيرغ عن جبهة دوليّة موحّدة ضدّ روسيا، من شأنها إضعاف الدولة الروسية اقتصادياً، واستطراداً إضعاف قدرتها العسكريّة وكلّ قدراتها الأخرى. فـ”العقوبات هي إحدى الأدوات المتاحة لدينا، ونحن لا نستبعد أيّ خيارات أخرى أو سيناريوهات أخرى، وعلى العكس تماماً فإنّ هذه الحزم من العقوبات هي البداية وحسب إذا استمرّت روسيا في حربها ضدّ الشعب والحكومة الأوكرانيّيْن”.

لا يقف المُتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة عند هذا الحدّ. يردّ على مَن يقول إنّ العقوبات “ليست أداة فاعلة”، بقوله إنّ النّتائج ستكون واضحة للعالم كلّه على المدييْن القصير والبعيد: “العقوبات ستُدمّر الاقتصاد الروسي”. يؤكّد. ويُكمل: “ما زلنا في البداية ولم نُظهر جميع أوراقنا بعد. تفرض الولايات المتحدة الآن، بالتعاون مع المجتمع الدولي، تكاليف فورية على الكرملين، من شأنها أن تعزل روسيا عن النظام المالي العالمي، وتعطّل وتقوّض الأسس الاقتصادية لقدرة روسيا على زعزعة استقرار أوروبا وتهديدها”.

يكشف سام أنّ “لواشنطن خطة شاملة لتقييد تعاملات روسيا مع النظام المالي العالمي بشدّة وحرمانها من التكنولوجيا المتطوّرة، وجعل اقتصادها أكثر هشاشة، وتقويض طموحات الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين، وتقويض قدرته على تهديد السّلام والاستقرار في أوروبا، ونحن نظلّ على استعداد تامّ لفرض المزيد والمزيد من التكاليف الباهظة على روسيا”.

 

سنسحب ورقة الغاز من موسكو

تتوجّه “أساس” بالسّؤال إلى وربيرغ: “ماذا لو استخدم بوتين الغاز كورقةَ ضغطٍ؟”، فيجيب: “لقد ناقشنا هذه النّقطة مع حلفائنا في أوروبا منذ أشهر، وكنّا نتوقّع أنّ بوتين قد يستغلّ ورقة الغاز للضغط على المجتمع الدولي نظراً إلى أهمية الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة في أوروبا”. ويكشف أنّ “بلاده تعمل مع منتجي الغاز الرئيسيين في الدّاخل الأميركي وحول العالم لدعم الإمدادات الإضافية إلى أوروبا. لم يقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ إنّ صادرات الغاز المسال الأميركي إلى أوروبا ازدادت خلال شهر كانون الثّاني الماضي مقارنة بالمتوسط في أواخر عام 2021، وقد أُعيد بالفعل توجيه العديد من شحنات الغاز الطبيعي المسال من آسيا وتسليمها إلى أوروبا قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وستواصل واشنطن في الأيام المقبلة التنسيق الوثيق مع شركائها الأوروبيين والآخرين حول العالم لضمان توصيل إمدادات الغاز وتوزيعها على المناطق الأكثر احتياجاً، بما في ذلك الشّعب الأوكراني الذي يواجه هذا العدوان الروسي غير المبرّر”.

أمّا على المدى المتوسّط، فبحسب وربيرغ ستزيد الولايات المتحدة من الجهود لتسريع تزويد أوروبا بالطاقة بعيداً عن روسيا، وتأمين العالم من استخدام موسكو للنفط والغاز سلاحاً.

لم نتخلَّ عن أوكرانيا

يرفض الكلام عن تخلّي بلاده عن أوكرانيا: “غير صحيح وغير منطقيّ على الإطلاق”. ويؤكّد أنّ “الولايات المتحدة والمجتمع الدولي كلّه يقفان إلى جانب أوكرانيا حكومةً وشعباً. لو كان هذا الكلام صحيحاً لما كنّا قدّمنا أمس الأوّل مساعدات دفاعية عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 350 مليون دولار”، ولتأكيد ذلك يقول إنّ قيمة المساعدات العسكرية الدفاعية لأوكرانيا خلال سنة وصلت إلى مليار دولار.

يذكّر أيضاً أنّ بلاده “من أوّل الدول التي تحدّثت عن الحشد العسكري الروسي غير المبرّر على حدود أوكرانيا، وبادرت إلى محاولة حلّ الأزمة بشكل دبلوماسيّ، وعرضنا كلّ المساعي الدبلوماسية على روسيا، لكنّ روسيا هي التي أغلقت باب الدبلوماسيّة”.

ويسأل: “هل تريد روسيا أن تكون معزولة عن العالم بهذا الشكل؟ هل تريد أن تصيرَ دولة منبوذة مثل كوريا الشمالية وإيران؟”. ثم يجيب: “العالم كلّه في صفّ واحد، في صفّ الشعب الأوكراني والحكومة المنتخبة ديمقراطياً، وفي صف حرية وسيادة أوكرانيا. المتّهم الحقيقي هنا هو الرئيس بوتين ونظامه، لأنّ روسيا هي المعتدية، وهي التي تحاول استرجاع إمبراطوريات قديمة وتحاول إعادة العالم 100 سنة إلى الوراء”.

 

بيان الخارجيّة اللبنانيّة

لا ينسى مُحدّثنا التعليق على بيان وزارة الخارجيّة اللبنانيّة، إذ يعتبره “أمراً إيجابياً”، ويتمنّى أن يرى كلّ الدول العربية تقوم بذلك أيضاً لأنّ “ما يحصل في أوكرانيا الآن هو انتهاك واضح وصريح لكلّ القوانين والمواثيق الدولية، وهو اعتداء على سيادة دولة أخرى ومحاولة لتغيير حدودها”. ويختم إجابته عن هذا الموضوع بالقول: “على الدّول الآن الاختيار بين أن تقف مع الشعب الأوكراني أو لا. هذا ليس وقتاً مناسباً لتقف أيّ دولة على الحياد لأنّ هذا العدوان لا يحترم المبادئ الأساسية التي قام عليها القانون الدولي والقواعد الدولية”.

 

ترسيم الحدود

نكمل عن لبنان، الذي يرتبط بشكلٍ مباشر أو غير مُباشر بمجريات الأوضاع في أوكرانيا، خصوصاً لناحية ملفّ ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل، والغاز اللبناني والإسرائيلي الكامن تحت هذه المفاوضات. لكنّ وربيرغ يعتبر أنّ بلاده لا تربط كلّ الملفّات بعضها بالبعض الآخر.

بالنّسبة إلى هذا الملف، “تحترم واشنطن قرارات الدّول، هذا الأمر يرجع إلى لبنان وإسرائيل، ونحن نحترم قراراتهما”. ويُعيد التّذكير بأنّ بلاده على استعداد لتسهيل المفاوضات بين الجانبين، وأنّها تدعم بـ”قوّة” الجهود المبذولة للتوصّل إلى اتفاق مفيد للطرفين. ويختم بأنّه “ليس هناك أيّ معلومات جديدة في الوقت الحالي”.

Exit mobile version