ٍَالرئيسية

بايدن:العقوبات كانت بديلاً من حرب عالمية ثالثة

زيلينسكي: سنقاتل مهما تطلب الأمر لتحرير بلادنا
المدن
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لم يكن أمام بلاده بديل من العقوبات ضد روسيا سوى حرب عالمية ثالثة، فيما أكد الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي أن قواته “ستقاتل حتى تحرير البلاد”، مرحباً في الوقت نفسه باقتراحات تركيا وأذربيجان لإجراء محادثات سلام مع روسيا.
وقال بايدن في مقابلة مع المدون بريان كوهين نُشرت مساء السبت: “كان لدينا خياران: إما بدء حرب عالمية ثالثة والذهاب إلى حرب مع روسيا أو التأكد من أن الدولة التي تتصرف بشكل مخالف للقانون الدولي ينتهي بها الأمر بدفع ثمن قيامها بذلك”.

وأضاف أن “‏العقوبات التي فرضناها على روسيا هي الأكبر في التاريخ على المستويين السياسي والاقتصادي”، متابعاً أن “‏روسيا ستدفع ثمناً باهظاً على المديين الطويل والقصير لغزوها أوكرانيا”.

وأشار إلى أن “تصريحات فنلندا والسويد حول احتمال انضمامها إلى حلف شمال الاطلسي (الناتو) يظهر كيف أخطأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حساباته بشأن أوكرانيا”.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية السبت، إن روسيا تستخدم أكثر من 50 في المئة من القوات التي حشدتها على الحدود في أوكرانيا وهي تبدو “محبطة بشكل متزايد من المقاومة الصلبة للجيش الأوكراني”.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المسؤول الأميركي قوله: “تقديراتنا تُشير إلى أن أكثر من 50 في المئة من القوة التي حشدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا يتم استخدامها في الداخل الأوكراني”. وأضاف “لا نزال نرى مؤشرات إلى مقاومة أوكرانية تستطيع الاستمرار ونعتقد أن الروس محبطون أكثر فأكثر من فقدانهم للزخم خلال الساعات ال24 الأخيرة خصوصاً في شمال أوكرانيا”.

وأشار المسؤول الاميركي إلى أن “القوات الروسية لم تستولِ حتى السبت على أي مدينة أوكرانية كما لم تسيطر على المجال الجوي الأوكراني”، مضيفاً أن “المقاومة الاوكرانية كانت أكبر من توقعات الروس”.

بدوره، دعا الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار بشأن عضوية بلاده في التكتل. وقال في تغريدة السبت: “هذه لحظة حاسمة للانتهاء من المفاوضات الطويلة فوراً واتخاذ قرار بشأن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي”.

وفيما قال زيلينسكي في رسالة قصيرة إن استعداد الشعب الأوكراني للدفاع عن بلاده أحبط سيناريو “الاحتلال”، رحب باقتراحات تركيا وأذربيجان لإجراء محادثات سلام مع روسيا. وقال زيلينسكي: “سنقاتل مهما تطلب الأمر لتحرير بلادنا”، مشيراً إلى أن بلاده تحتاج إلى النفط والمنتجات النفطية.

ويأتي إعراب زيلينسكي عن استعداده للمباحثات بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الروسية أن أوامر صدرت السبت لجميع الوحدات الروسية في أوكرانيا بتوسيع الهجوم في جميع الاتجاهات. وقال الكرملين إن أوكرانيا رفضت التفاوض، إلا أن مستشار الرئاسة الأوكرانية أكد أن كييف لم ترفض “لكن روسيا وضعت شروطاً لا يمكن قبولها”.

وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الروسية أن “16 زورقاً أوكرانياً هاجمت سفناً روسية الجمعة وتم تدمير 6″، وأضافت في بيان، “لدينا شكوك بأن مسيرات أميركية قادت تحرك الزوارق الأوكرانية ضد سفننا في البحر الأسود”، متابعةً أن “طائرات أميركية من دون طيار كانت تحلق في الأجواء أثناء الهجوم على السفن الروسية”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في وقت سابق من السبت إن قواتها سيطرت على مدينة مليتوبول، كما دمرت 821 منشأة عسكرية وأسقطت 7 طائرات و7 مروحيات و9 مسيّرات في أوكرانيا.

وقالت وكالة الأنباء الأوكرانية مساء السبت إن “الاشتباكات تدور حالياً على الضفة اليمنى من نهر دنيبر بالقرب من وزارة البنية التحتية في كييف، أي على بعد نحو 5 كيلومترات من مبنى الحكومة الأوكرانية”، فيما تحدثت وسائل إعلام أوكرانية عن انقطاع شبكة الكهرباء عن محطة العاصمة كييف المركزية للسكك الحديدية بسبب الاشتباكات.

ونقل موقع “الحرة” الأميركي عن بيان عسكري أوكراني أن جهود القوات الروسية تركزت السبت على مناطق بوليسيا وسيفرسكي وسلوبوزانسكي وتافريا، لمحاصرة العاصمة الأوكرانية كييف. وقال البيان الأوكراني إن من بين أكبر الأهداف وراء الهجوم الروسي الذي بدأ به بوتين الخميس، هو “نزع السلاح” و “نزع الطابع الوطني” عن أوكرانيا، وإجبار القيادة الأوكرانية على تغيير مسارها السياسي بشروط روسية”.

وذكر البيان أن الجيش الأوكراني والمقاتلين التابعين له تمكنوا من إيقاف ما يصل إلى سبع مجموعات كتائب روسية كانت في طريقها إلى بوليسيا من مناطق مختلفة، لا سيما بوروديانكا وبوشي وفيشهورود. وتابع أن الروس حاولوا إنزال قوات جواً في منطقة توميليفكا وفي قاعدة “فازيلكيف الجوية” لكن “تم تدمير المجموعة قبل الهبوط”.

وفي منطقة سيفيرسكي، يواصل الروس هجومهم من الشمال الشرقي “ولكن تم إيقافهم من قبل وحدات من القوات المسلحة لأوكرانيا بالقرب من مدن نيزهين وأوبيشيف وكذلك تم إيقاف هجمات في مناطق سومي وبريلوكي قرب كييف”، بحسب البيان.

وذكر البيان أنه “في سلوبوغانشينا، تم إيقاف زحف القوات الروسية نحو المدينة عن طريق دبابة وقوة ثانية من الجيش المشترك للأسلحة في المناطق القريبة منها وهي أوغيتيركر وبودوخيف وكذا ديرجاجيف وبيتشينيهي”. وأضاف أن القوات الروسية حاولت السبت تركيز عملياتها الهجومية في اتجاه تافريا، “لكنها اضطرت في كل مرة على تغيير اتجاهاتها بفعل الدفاعات الأوكرانية”.

وجاء في البيان: “في المجموع يفقد الغزاة الروس عشرات الدبابات ومئات المركبات المدرعة وآلاف الجنود الروس كل يوم”. وتابع: “تواصل القوات الأوكرانية المرابطة في  منطقة سلوباجنسك القيام بعمليات دفاعية حيث أوقفت واحتجزت قوات من المحتلين الروس”.

وعن الخسائر البشرية حتى السبت، نقل البيان الاوكراني العسكري عن وزير الصحة فيكتور لياشكو الاوكراني أنه “قتل 198 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال.. كما أصيب 1115 شخصاً من بينهم 33 طفلاً”.
مساعدات عسكرية

وأعلنت الولايات المتحدة ودول أوروبية السبت عن دعم عسكري لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي منذ فجر الخميس. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) جون كيربي إن حزمة مساعدات عسكرية أميركية إضافية بقيمة 350 مليون دولار سيجري تقديمها لأوكرانيا.

وفي تطور بموقف ألمانيا، أعلنت برلين اليوم أنها ستزود أوكرانيا بمئات الأسلحة والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز في تغريدة، إن بلاده ستدعم كييف بألف سلاح مضاد للدبابات و500 صاروخ ستينغر من مخزون القوات المسلحة الألمانية حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا.

وأضاف شولتز أن “الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل نقطة فارقة، من واجبنا أن نبذل قصارى جهدنا لدعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في مواجهة جيش بوتين الغازي”. ورأى أن الهجوم الروسي يهدد نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن متحدث باسم الجيش الفرنسي أن فرنسا قررت إرسال معدات عسكرية دفاعية إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة الهجوم الروسي. وقال المتحدث الفرنسي إن قضية إرسال أسلحة هجومية لا تزال محل بحث. وأضاف “تعرفون أن شحن المعدات مسألة معقدة في الوقت الحالي”.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع التشيكية إن الحكومة وافقت السبت على إرسال أسلحة وذخيرة بقيمة 188 مليون كرونة (8.57 ملايين دولار) لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد هجوم روسيا.

وأشارت إلى أن الشحنة التي تشمل أسلحة آلية وبنادق هجومية وأسلحة خفيفة أخرى سيتم تسليمها من الجانب التشيكي إلى موقع تختاره أوكرانيا. وأضافت: “مساعداتنا لم تنتهِ بعد”.

وانضمت هولندا أيضاً إلى قائمة الدول التي أعلنت إرسالها دعماً عسكرياً لأوكرانيا، إذ أعلنت الحكومة الهولندية في بيان أنها ستقدم 200 صاروخ “ستينغر” مضاد للطائرات. وأشار البيان إلى أن بعض المعدات العسكرية المختلفة مثل الأسلحة وأنظمة الرادار والخوذات شُحنت اليوم السبت، وسيتم إرسال المعدات الأخرى في أسرع وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى