–فاطمة بلال فنيش
–وكالة نيوز
ثلاثون عاماً مضت، والأمانةُ مصانةٌ، والوصيةُ الأساس، كُتبت بحبرِ الدماء وقيادةِ رجلٍ أمميّ حمَل العهدَ على جبينهِ ومضى يرابطُ في تلالِ الجنوبِ وسهول البقاع، بقلبٍ في القدس، وعقلٍ في صنعاء وروحٍ في شام العقيلة.
تُركةً خُمينيّة، تشاطرها الأمينُ والعمادُ واللقيسُ وذو الفقار في الانتماء والولاء، حُفرَت في وجدانهم كمثلِ كلمةِ سرٍّ سماوية، يعبرونَ بها الجبال والبحار، و يتلونها بسملة مع كل فجر جهادي، أو فتح مبين.
ببسمِ اللَّه حافظِ الأمانة، ورقيب المقاومة، انطلقت ”حسان“ لمسيرتها الجهادية الميسّرة، والتي بلغت 70 كيلومتراً في عمقِ الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودامت من الوقتِ 40 دقيقة، كانت كافيةً لتكذيبِ أقوال المعادين والمثبّطين، وسحقِ منظومةِ الدفاعِ الأحدثِ للكيان الإسرائيليّ المصطَنع.
في أجواء الذكرى الثلاثون لتنصيبه أميناً على الأرواح، وبالتوقيت المناسب دولياً واقليمياً، لم يعلن السيد نصرالله عن أمتلاك المقاومة الصواريخِ الدقيقةِ والمسيّرات المزوّدة بأحدث التقنيات العسكرية فحسب، بل و أفصَحَ عن تمكُّنها من بناءِ جيشٍ من الخُبراتِ والأكفّاءِ لتصنيع تلكَ الصواريخ والمسيراتِ وتطويرها، بحيث تنافس أحدث أنظمة الدفاع العسكرية.
ان انجازاً مباركٍ للمقاومةِ في ظلِّ حقَبةٍ من التهديداتِ والتحديات، يشكّلُ فارقاً عظيماً في هذه المسيرة القويمة، ويبني لمرحلة مفصلية جديدة من المكانة الإستراتيجية والعسكرية لحزب الله في الشرق الأوسط، ويحد من القوة الجوية المطلقة التي تغنّى بها العدو على مر عقود..
هكذا أحبطَ سيدَ الانتصاراتِ آمال العدو، وهدمَ بمفاجآته قلاعهُ الحصينة، وخرقَ أمنَهُ وأمانه، بعدما كان يسجل أشواطاً مخترقًا السيادة العربية وأجوائها بلا هوادة، ودون أي حسيب و رقيب..
كما عهدناه سيدَ السماحة، وسيدَ استرجاعِ الكراماتِ المهدورة، إنا على عهدنا معه لَباقون، نعبرُ معه، إلى أقصى الأرض، فَبهِ قد ولّت الهزائمُ وأينعَتِ الأمجاد، وأدركَ بني صهيونَ أن اللّٰه قد بعثه وليّاً للمستضعفين، وناصراً للمظلومين، وما كانَ لهم، إلا كما كان موسى لفرعون وإبراهيمَ للنّمرود، ومحمداً لمُستكبري قريش، فأخذَ الله بيده وجعل من نارهم برداً وسلاماً ومن جبروتهم الذلة والهوان!