كيف يقرأ ″المستقبل″ تحركات السنيورة؟…

سفير الشمال-غسان ريفي

جاء الرد السريع لأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري على المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس فؤاد السنيورة ودعا فيه اللبنانيين والمسلمين وخصوصا أهل السنة الى المشاركة في الانتخابات، حيث وضع على موقع تويتر صورة للرئيس الحريري وأرفقها بعبارة “موقفك وحده يمثلني”، ليؤكد رفض “المستقبل” لحركة السنيورة الانتخابية التي تابعها أمس بزيارة دار الفتوى ولقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان حيث أكد على موقفه، رافضا الافصاح عن نيته الترشح من عدمه، بالرغم من إيحاءاته بأنه ماض نحو الترشح.

لا شك في أن موقف السنيورة لجهة رفضه مقاطعة الانتخابات، جاء متأخرا جدا، خصوصا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لدى إستقباله المفتي دريان في السراي الحكومي بعد إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي أكد على رفض المقاطعة ودعا الى المشاركة، ما يعني أن السنيورة لم يأت بجديد، وأن دعوته للمشاركة ربما تكون مجرد غطاء لاعلان ترشحه للانتخابات والذي من المرجح هذه المرة أن يكون في الدائرة الثانية لبيروت أي في الدائرة التي يترشح فيها الحريري.

يبدو واضحا من ردات الفعل المستقبلية أن ثمة غضبا كبيرا على السنيورة، وقد ترجم ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تعرض لهجوم من جمهور “المستقبل” الذي اعتبر أن السنيورة يتجه لكسر قرار الرئيس الحريري، أو لوراثته سياسيا، أو لتقديم أوراق إعتماده للمملكة العربية السعودية بدعم أميركي.

وترى مصادر مستقبلية أن ما يقوم به السنيورة اليوم غير مبرر، وهو يتعارض مع توجهات الحريري التي إلتزم بها الرئيس تمام سلام، فماذا يريد السنيورة؟، هل يريد خوض الانتخابات حقا؟ أم أنه يسوّق نفسه سياسيا مستفيدا من الفترة المتبقية لاغلاق باب الترشيح قبل أن يعلن عدم ترشحه؟، وفي كلا الحالتين ثمة عملية إستغلال لغياب الرئيس الحريري لا تليق بالسنيورة الذي كان دائما على يمين الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ورئيسا لكتلة المستقبل النيابية.

يمكن القول إن السنيورة في حال قرر الترشح فإنه سيكون أمام معضلة التحالفات، فهو حتما غير مقبول من المجتمع المدني أو الثورة، أو من لائحة 8 آذار، أو من لائحة فؤاد مخزومي، فهل سيتجه الى تشكيل لائحة من الذين يدورون في فلك المستقبل او من العائلات من دون إستخدام أي من شعارات التيار الأزرق، أم أنه سيكسر الجرة ويتحالف مع القوات اللبنانية ليوضع على لائحة “الخونة” للرئيس الحريري.

يقول منسق الاعلام في تيار المستقبل الزميل عبدالسلام موسى: الحركة التي يقوم بها الرئيس فؤاد السنيورة توحي بأنه يتجه لكسر قرار الرئيس سعد الحريري، علما أن تيار المستقبل رسم الحدود السياسية لأعضاء التيار وأصدقائه وحلفائه من خلال التعميم الذي صدر عن قيادته وحدد الموجبات التنظيمية لعملية الترشح.

ويضيف: نحن لسنا معنيين بتاتنا برسم حدود لأي من الشخصيات الحليفة والصديقة لتيار المستقبل، والرئيس السنيورة في مؤتمره الصحافي لم يتحدث بإسم تيار المستقبل أو بإسم جمهور الرئيس الحريري، وطبعا فإن إحترام السنيورة في تيار المستقبل ليس محل تشكيك فهو له حضوره وله بصمته وتضحياته في هذه المسيرة، والثوابت التي طرحها تشكل جزءا لا يتجزأ من طروحات وثوابت تيار المستقبل، لكن بموضوع الانتخابات لديه وجهة نظر أخرى إختار من خلالها أن يسلك مسارا مختلفا عن المسار الذي حدده الرئيس الحريري وهذا لا يلزم تيار المستقبل بشيء، بل يلزم الرئيس السنيورة بموقفه.

ويتابع موسى: نحن في تيار المستقبل نلتزم بقرار الرئيس الحريري لجهة عدم خوض الانتخابات ترشحا، ومن يترشح عليه أن يلتزم بالتعميم، أي إذا كان المرشح من ضمن التيار عليه أن يستقيل، وإذا كان من الحلفاء أو من الأصدقاء عليه ألا يستخدم لافتة تيار المستقبل في أي نشاط إنتخابي وهذا الأمر ينطبق على الجميع.

ويرى موسى أن ثمة موجة إعتراض من جمهور المستقبل على إعلان البعض الرغبة بالترشح من الأصدقاء والحلفاء أو من نواب الكتلة، على إعتبار أن قرارهم يخالف توجهات الرئيس الحريري، وبالنسبة لنا، فإن الجميع لهم الحق بالترشح وبالتالي على الناس أن تقرر إما بالمشاركة أو بالمقاطة أو بالتصويت بورقة بيضاء.

Exit mobile version