الأخبار
حتى الآن، لا يزال الرجل يحاول تفكيك الماكينة الانتخابية للتيار، ويسعى بكل الطرق إلى استقطاب الشخصيات الانتخابية المفتاحية، تحديداً تلك التي تملك «الداتا»، أي الموجودة ضمن قطاعات التيار، لتحديد الأسماء والأرقام وكل ما يمت إلى بيئة تيار المستقبل بصلة. لكن أرضية المستقبل، حتى الآن، «لم تستسغه» وفق كوادر في التيار يقرّون بأن «عامل المال بدأ بالتأثير في بعض الأحياء الفقيرة، لكن لا سحر له لدى الطبقة الوسطى البيروتية».
خطة بهاء وفريقه تستهدف الماكينة الانتخابية للمستقبل مع مساعٍ لإقناع عدد من العاملين فيها بالعمل معه. في مقدّم هؤلاء منسق المستقبل السابق في أميركا الشمالية فادي غلاييني الذي أُقيل بعد انتخابات 2018، وكانَ طامحاً إلى منصب حزبي أو نيابي، قبلَ أن يعيده رئيس جمعية «بيروت للتنمية الاجتماعية» أحمد هاشمية إلى التيار.
وتقول مصادر مطلعة إن «فريق بهاء تواصل مع غلاييني وأقنعه بالعمل معه، لكن الأخير سرعان ما تركه عائداً إلى فريق هاشمية، وتعمّد الظهور إلى جانبه في 14 شباط أمام ضريح الرئيس رفيق الحريري». كذلك، تواصل «جماعة بهاء» الضغط وتقديم الإغراءات للعميد محمود الجمل الذي قدّم شروطاً مالية ومعنوية، على ما تقول مصادر مقربة من الأخير. إذ إنه «يريد أن يكون من الدائرة اللصيقة ببهاء، وأن يتوافر له دعم مالي كبير في الانتخابات».
كذلك يستعين بهاء بالخبير الانتخابي سعيد صناديقي (الذي سبق أن عمل خبيراً انتخابياً في منظمات دولية)، وقد عيّنه مديراً تنفيذياً لحركته «سوا للبنان». ويريد بهاء منه أسماء مرشحين لاختراق عائلات بيروتية ترفض تجيير أصواتها لأحد في غياب سعد الحريري، وتفضل أن يكون لديها مرشحها العائلي. وبحسب المعلومات يجري التداول باسم كل من بشير عيتاني وحسن فيصل سنو وحسن ناصر (الأخيران سيكونان على لوائح للمجتمع المدني). إلا أن مصادر العائلات تؤكد أنها لا تريد أن تقطع شعرة معاوية مع الرئيس الحريري، تحسباً لحصول تسوية إقليمية تعيده إلى المشهد.
وفيما لفتت المصادر إلى أن فريق بهاء استطاع بالفعل استمالة كل من محمد قصب وفادي عرابي من تيار المستقبل، إلا أنه يواجه صعوبات كبيرة في الاتفاق مع شخصيات شيعية في بيروت، خصوصاً أن السقف الذي يرفعه ضد حزب الله بات أعلى من قدرة كثيرين على تحمّله.
رئيس أحد كبار التجمعات العائلية البيروتية أكد لـ«الأخبار» أنه أبلغ موفداً من بهاء أن «الناس، حتى ولو أبدت امتعاضاً من أداء الرئيس الحريري سابقاً، إلا أنها غير راضية عن قراره بالعزوف عن العمل السياسي، واللقاءات الشعبية اليومية تؤكد أن بيروت لا تزال تميل إلى سعد، وتعتبره الزعيم الذي لا يُستبدل، لا من بيته ولا من آخرين».