شادي هيلانة – ‘أخبار اليوم‘
التراجع من اصوات المغتربين الى الشعبية على الساحة المسيحية
اشهر قليلة تفصل عن الانتخابات النيابية في ١٥ ايار المقبل. وفي هذا اليوم الموعود، وعلى حدّ ما يقول المثل الشعبي ‘رح يذوب الثلج ويبيّن المرج‘، وسينزل كثيرون من أعلى الشجرة التي تسلّقوها على أكتاف الشعارات، وسينزلون الى الأرض، وعندها ‘ستنفّس‘ حتماً، كل البالونات الحرارية والسياسية التي نفخت بعض الرؤوس الحامية، وتقديم جردة الحساب في يوم الحساب أمام الجمهور الذي جرى تعليقُه على أوهام كاذبة.
فيما تتصاعد هواجس التيّار الوطني الحر بشأن احتمالية خسارته عددا من المقاعد النيابية نتيجة الانتخابات، لا يعرف النائب جبران باسيل كيف سيتعامل مع الثنائي الشيعي، ولا الأخير مرتاح رغم التحالف معه، خصوصاً أنّ هناك مخاوف من تراجع نسبة الاقتراع عند الشيعة إلى ما دون الخمسين بالمئة. في وقت تبقى فيه العلاقة مع ‘حزب الله‘، وهي توافق سياسي بين نقيضين، لا يتشابهان، ولا يلتقيان.
وفي واقع الحال أنّ التيّار منهار، بحسب وصف جهة سياسيّة مراقبة، وهو يعيش ضياعاً وتخبطاً، وكأنه يضرب بلا هدف، مرة ذات الشمال وأخرى ذات اليمين. فلا الحوار متاحاً ولا تعديل الدستور ممكناً قبل الانتهاء من الاستحقاق الانتخابي.
وتؤكد هذه الجهة في حديثها الى وكالة ‘اخبار اليوم‘ ، انّ باسيل رئيس التيّار محكوم عليه بالخسارة، بدءا من أصوات المغتربين وتراجع الشعبية في الساحة المسيحية، وستتراجع حجم كتلته إلى ما دون الثمانية نواب، مشيرة الى انّهُ فقد كل حلفائه، الذي استند إليهم للفوز بأكبر كتلة نيابية في العام 2018.
وتسأل، في زحلة مثلاً من سينقذه بعدما ‘إنفك‘ عن كل حلفائه؟ وفي بعلبك الهرمل لن يخسر الثنائي مقعداً لهُ، ليُرضي باسيل، كذلك يسري على دائرة مرجعيون – حاصبيا، حيث لن يضحي بالنائب اسعد حردان على مذبح باسيل.
حتى في البترون، ففي حال ترشّح فتحالفه مع الثنائي الشيعي لا يغير بالمعادلة في ظل عدم تأثير الصوت الشيعي هناك. اما في جزين، حيث الخلافات الداخلية تظهر الى العلن.
امام كل هذه الاستطلاعات، يُثار جدل لدى الخبراء والمحللين السياسيين حول إمكانية رفض عون مغادرة قصر بعبدا في حال هُزم التيّار المحسوب عليه في الانتخابات.