السعوديّة للحلفاء والوسطيين والأصدقاء: جعجع أولاً
القرار السعودي الحاسم ابلغ للحلفاء والاصدقاء والوسطيين، “جعجع اولا”، ومن يريد “رضى” الرياض ودعمها عليه ان ينال بركة معراب، وفي المعلومات ان مسؤولين سعوديين دعوا قيادات لبنانية الى الاقتداء بتحالف جعجع – ريفي في الشمال وتعميمه في كل المناطق، وأبدوا ارتياحهم لتحالف جنبلاط – جعجع، وقالوا لبهاء الحريري “شوف جعجع” وابلغوا فؤاد مخزومي الموقف ذاته، هذا القرار السعودي حسب المصادر العليمة لا يعني تبنيا سعوديا لترشيح الدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية لان الملف الرئاسي له حيثيات مختلفة وتوافقات وتسويات كبرى.
وفي المعلومات وحسب المصادر العليمة، ان الرياض تحاول الان لملمة اوراقها في المنطقة قبل الاتفاق النووي، وتعلم جيدا ان واشنطن مقتنعة بحضور ايراني في العراق والدول المجاورة وأقامة تفاهمات مع دول الخليج لكنها ضد اي نفوذ ايراني في سوريا ولبنان، وهذا الملف نقطة خلاف جوهرية بين البلدين حفاظا على مصالح اسرائيل وامنها من قبل واشنطن، وتخشى الرياض ان يتراجع دورها الاقليمي في المنطقة لمصلحة تركيا وظهر ذلك من خلال زيارة اردوغان للامارات، فيما الولايات المتحدة قبل توقيع الاتفاق النووي تريد تأمين كل عناصر القوة لاسرائيل من خلال دور اقليمي يوازي الدورين الايراني والتركي، وتدعو المصادر العليمة، الى قراءة التقارب الاماراتي التركي، والتركي الاسرائيلي مؤخرا للتوازن مع ايران بعد توقيع الاتفاق النووي.
وحسب المصادر، فان واشنطن تعامل الرياض خارج القوى الاقليمية الثلات مع انتقادات دائمة لابقاء جسدها مشوها بحرب اليمن، بالاضافة الى حملات يومية في الصحف الاميركية عن ممارسات ضد حقوق الانسان، وحسب المصادر العليمة، ترد الرياض بتعزيز علاقاتها مع الصين وفتح الاسواق التجارية للمنتوجات الصناعية، فيما الصداقة بين بوتين ومحمد بن سلمان عميقة جدا، كما تحاول الرياض تمتين دورها في العراق ودعم الكاظمي، والتواصل مع مصر، وأعادة الحرارة الى علاقاتها مع دمشق، واستخدام كل اوراقها في لبنان وتعزيزها من خلال زج الدائرين في فلكها ضد حزب الله ودعمهم وتحسين شروطهم الانتخابية لاعتقاد الرياض ان ذلك قد يشكل مدخلا لاستعادة عطف واشنطن من خلال مواجهة حزب الله.
وفي المعلومات وحسب المصادر العليمة، ان افضل من يلعب الورقة السعودية هذه الايام ويقود هذه المهمة هو الدكتور سمير جعجع وتجربة الطيونة اكبر اختبار له، فيما الاطراف الاخرى انكفأت عن خوض المواجهة لاسباب مختلفة، فكان الحريري الضحية الاولى وحصل معه ما حصل، اما جنبلاط “بين – بين” لكنه حاجة كبرى لا يمكن الاستغناء عنه، وقد بدأت علاقته بالرياض تستعيد حيويتها، ويبقى الاخرون “كومبارس” عند جعجع ويتعاطى معهم على “القطعة”.
وفي المعلومات المؤكدة ايضا، ان جعجع دخل على خط الرياض وأمن دعما ماليا لبعض القوى السياسية والشخصيات لتمكينها من خوض الانتخابات وتحسين ظروفها من اجل الحصول على الاكثرية ودعم جعجع في معادلة “المسيحي الاقوى” لتعبيد خط معراب الى بعبدا، والمدخل الاساسي لهذا الخيار بالاضافة الى الاكثرية مواجهة حزب الله حتى أنقشاع المرحلة الجديدة.