علي منتش
بالتأكيد هذه ليست المرة الاولى التي يرسل فيها حزب الله طائرة مسيّرة فوق الاراضي المحتلة، لكن تصدي اسرائيل لهذه الطائرة والفشل في اسقاطها جعل الاعلان عنها امرا لا بد منه، وليكون استكمالا عملانيا لخطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
استغل حزب الله الاخفاق الاسرائيلي الكامل بالتعاطي مع المسيّرة، ليراكم انجازا ميدانيا جديدا، اذ ان فشل القبة الحديدية في التصدي للطائرة والارباك الاسرائيلي السياسي والاعلامي بالتعاطي مع الحدث كان مادة دسمة اتقن الحزب الاستفادة منها.
ولعل ردة الفعل الاسرائيلية من خلال خرق الطائرات الحربية للمجال الجوي اللبناني على علو منخفض كرس عن غير قصد المرحلة الجديدة التي اعلن عنها الامين العام للحزب في خطابه الاخير والتي قد تشكل منعطفا حقيقيا في الصراع بين الحزب وتل ابيب…
للمرة الاولى في تاريخ الصراع بين حزب الله واسرائيل، كان حزب الله هو المبادر على صعيد المعركة الجوية ، وكانت اسرائيل تقوم برد فعل لا يوازي الفعل بأهميته، ما يعني ان احتمالات تضرر الردع بين الطرفين باتت كبيرة، اذ ان ما قامت به اسرائيل امس من طلعات استعراضية لن يمنع حزب الله من ارسال المزيد من المسيّرات وهذا ما قد ينتج عنه توترات مستمرة في المرحلة المقبلة.
ليس بسيطا ما اعلنه نصرالله خلال كلمته قبل يومين، فهو اطلق مرحلة التصنيع، او الاصح، اعلن عنها، وهذا يعني ان الحزب بات قادرا على التطوير الذاتي لقدراته الصاروخية والعسكرية، والاهم انه وبالتوازي مع هذا الإعلان اعاد نصرالله التذكير بأن المسيّرات الاسرائيلية لم تعد تملك حرية الحركة ما يعني ان المنظومة العسكرية للحزب بات هي التي تتمتع بهذه الحرية من دون رقابة وتجسس اسرائيليين.
مع اصرار الحزب على تقييد عمل سلاح الطائرات المسيّرة الاسرائيلية في اجواء لبنان ارسل طائرة استطلاع جديدة اسماها “حسان” الى الاجواء الاسرائيلية الامر الذي يكرس بداية مرحلة جديدة يكون الحزب فيه قادرا، تقنيا وضمن وضمن قواعد الاشتباك، على ارسال مسيّرات بشكل شبه دائم نحو اسرائيل.
خلال المرحلة المقبلة ستكون التطورات متسارعة خصوصا بعد ما اعلنه نصرالله وبعد تضرر الردع الجوي لاسرائيل والتفوق النوعي الذي كان احد اهم عوامل قوتها، اذ ان الاسئلة اليوم تكمن حول مدى رغبة حزب الله في تكريس وترسيخ المعادلة الجديدة ومدى قدرة اسرائيل على تحملها؟
المصدر: خاص “لبنان 24”