غاصب المختار -اللواء
مع عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت وترقب ما سيعلنه من مواقف في مناسبة ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري اذا كان في نيته الكلام، يُفترض ان تتبلور صورة المرحلة المقبلة سواء على صعيد الوضع في الشارع السني عموماً او الوضع الانتخابي للحلفاء السابقين بعدما «كسر الجرة» معهم. مع ان معلومات «اللواء» تفيد ان احياء الذكرة سيقتصر على وقفة للحريري وقيادات المستقبل والمناصرين امام ضريح الشهيد في وسط بيروت، وتمت دعوة وسائل الاعلام لتغطية الحدث ما يشير الى احتمال وجود كلمة للحريري في المناسبة.
وذكرت بعض المصادر التي كانت مؤخراً على تواصل مع قياديين في تيار المستقبل، ان الرئيس الحريري قرر ان يخفف كثيراً من كلامه السياسي بعد الذي قاله خلال اعلانه تعليق عمله السياسي والانتخابي وعدم خوض الانتخابات، ما يُرجّح احتمال عدم تحميل كلمته في ذكرى استشهاد والده اي مواقف سياسية جديدة او عالية السقف وستكون كلمة وجدانية، لكنه سيقول كلاماً كثيراً في الجلسات المغلقة مع نواب ومسؤولي التيار وكوادره حول توجهات المرحلة المقبلة، لاسيما حول المشاركة في الانتخابات سواء تصويتاً او ترشيحاً.
وقد افادت معلومات من بيروت وبعض المناطق ان مناصري المستقبل يتحضرون للمشاركة الكثيفة في الوقفة التي تقام بعد ظهر اليوم الإثنين أمام ضريح الرئيس الشهيد في وسط بيروت. حيث بدأت التحضيرات في القرى والبلديات من قبل الفعاليات والمخاتير وأنصار الرئيس الشهيد والرئيس سعد الحريري، مع ان قيادة تيار المستقبل لم توجه الدعوات بشكل مركزي للمشاركة في هذه الوقفة تجاوباً مع دعوة الرئيس الحريري الى تعليق العمل السياسي، ولكن حسب مصادر مناصري «المستقبل»، هناك حماسة من قبل الفعاليات والمخاتير وأئمة المساجد وأنصار الرئيس الشهيد للمشاركة بكثافة في هذه الذكرى،فتم توجيه الدعوة مناطقياً وستكون المشاركة بشكل شخصي.
وحسب مصادر «المستقبل»، حتى لو لم يُعلن الحريري في المناسبة اي موقف فسيكون صمته في مرحلة كهذه ابلغ من الكلام، فالصمت يعني انه توقف عند رسالته الاخيرة التي اعلن فيها عزوفه وتيار المستقبل عن خوض الانتخابات واعلن «تعليق» عمله في الحياة السياسية، متمسكاً بالاسباب التي كانت وراء موقفه هذا، ومنها «أن منع الحرب الأهلية فرض عليَّ تسويات، هذا كان سبب كل خطوة اتخذتها، كما كان سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الإخوة». مضيفاً سبباً آخر، «أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة».
ترك «الشيخ سعد» وراءه ازمات الحكم والحكومة وترك اركانهما يتخبطون كالعادة في الخلافات والقرارات والاجراءات على اختلافها فارتاح من هذا الهم ليتفرغ لمعالجة الهموم الاخرى المتصلة بوضعه الشخصي ووضع تيار المستقبل، ولعله يشارك ولو من بعيد مع مفتي الجمهورية وبعض القيادات السنية في ترتيب الوضع السنّي العام نظراً لما تركه قراره بالعزوف من انعكاسات على الساحة السنية، فيما اغلب جمهوره ما زال يعلن ولاءه له كما اظهرت اللافتات والتحركات الشعبية التي حصلت في بيروت وبعض المناطق كالشمال والبقاع الغربي.
لكن بغض النظر عمّا سيكون عليه المستقبل القريب وحركة الرئيس الحريري، فإن مسيرة العمل السياسي العام «ماشية» كما في السابق وستتأقلم القوى السياسية الاخرى مع قراره ومع اي حركة سياسية له، بدليل استمرار التشاور بين القوى السياسية حول التحضيرات الانتخابية وتركيب التحالفات وتسمية المرشحين في كل الدوائر تبعاً للمصلحة الانتخابية، برغم ما تركه قرار الحريري من إرباك في صفوف بعض الحلفاء السابقين او المفترضين حول استقطاب الصوت السني المؤيد للحريري، لذلك لجأ البعض منهم الى التحرك لنسج تحالفات مع شخصيات سنية مستقلة او من المجتع المدني كما هو حال القوات اللبنانية وحزب الكتائب وتيار النائب فؤاد مخزومي والى حد ما الحزب التقدمي الاشتراكي، فيما ينصرف الآخرون كما ثنائي امل وحزب الله والمردة والحزب القومي و«الاحباش» والحلفاء الى ترتيب اوضاعهم الانتخابية حسب المصلحة الانتخابية ووفق حسابات مدروسة، بحيث قد يخوضون الانتخابات بلائحتين لا بلائحة واحدة في الدائرة الواحدة منعاً لخسارة حواصل انتخابية يخسروا جراءها مقعداً او اثنين في هذه الدائرة او تلك.