ككل عام، تحتفل إيران بذكرى انتصار الثورة الاسلامية على طريقتها الخاصة، حيث تصر دائماً على ان يتذكر العالم بأسره خاصة أولئك الذين انتظروا فشلها نتيجة العقوبات التي فرضوها، تاريخ سقوط عميل الولايات المتحدة الأول في المنطقة، حيث كشف حرس الثورة الاسلامية عن صاروخ “خيبر شكن” في خطوة وصفها الاعلام الإسرائيلي على أنها “تحدٍّ إيراني”.
بما يتميز صاروخ “خيبر شكن”؟
هو صاروخ باليستي جديد صممه وصنعّه علماء سلاح الجو في الحرس الثوري. وهذه أبرز خصائصه:
-يعد من الجيل الثالث لصواريخ الحرس البعيدة المدى التي تتميز بخصائص فريدة.
-يصل مداه إلى 1450 كلم مع قدرة على إصابة الأهداف بسرعة.
-يتميز هذا الصاروخ عن الصواريخ من طراز “فاتح” هو زنة الرأس الحربي والمواد المتفجرة TNT المحشوة فيه والتي ضاعفت قدراته أكثر ، حيث يمتلك قدرة تدميرية هائلة.
-الصاروخ يعمل بالوقود الصلب مع إمكانية المناورة والمراوغة لتخطي الدروع الصاروخية والأنظمة المضادة للصواريخ وهو ما جعله ضمن الأسلحة الاستراتيجية الحديثة.
-تم تقليص وزنه إلى الثلث مقارنة مع الجيل السابق كما تم تقليل وقت إعداده وإطلاقه إلى السدس.
-حرصت إيران في تصميم هذا الصاروخ على اختيار معادن خفيفة لصناعة هيكله ما سينتج بطبيعة الحال سرعة وخفة في الحركة، وهو ما سيجعله يبلغ بعد الانفصال ما يوازي 9 ماخ.
– من مميزاته هو القدرة على التحكم بالرأس الحربي بعد عملية انفصاله عن الهيكل لضمانة إصابة الهدف بدقة وتجاوز أي صواريخ قد تطلقها أي منظومات دفاع جوي.
وبحسب الصور التي عرضها فإن الحرس الثوري قد تسلم أعداداً كبيرة من هذا الصاروخ والذي دخل مرحلة الإنتاج الوفير نتيجة تقليل حجم الوقود الذي عادة ما يستهلكه أي صاروخ آخر.
خيبر: قادر على ضرب “إسرائيل” وكافة القواعد الأميركية في المنطقة
يُعرف الإيرانيون بالحرفية التي يمتلكونها في التوقيت والتسمية، حيث أن اإطلاق هذا الاسم “كاسر خيبر” له دلالته التاريخية عند اليهود، وهو ما يذكر بغزوة خيبر التي قام بها النبي محمد (ص) والتي هزم فيها اليهود هزيمة مدوية بعدما كانوا محصنين في “خيبر”.
الإعلان عن التجربة الناجحة للصاروخ الباليستي وعن مداه الذي يصل إلى 1450 كلم، جدد العزاء في كيان الاحتلال، حيث ان مداه يغطي كل المناطق في فلسطين المحتلة، فالمسافة بين الحدود الايرانية (الاهواز مثلا) ومفاعل ديمونة 1296 كلم، والى تل أبيب 1315 كلم، أي ان صاروخ “خيبر شكن” يصل الى عمق الاراضي الفلسطينية بسهولة. في حين أكدت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنّ “اسم الصاروخ “كاسر خيبر” يرمز بنحوٍ واضح إلى أنّ هدفه هو “إسرائيل”. مشيرة إلى ان” الصاروخ يشكل “تحدياً إيرانياً مقابل جهود الغرب… وذلك بعد يوم من استئناف المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى،..”، وأضافت ” إن الصاروخ الجديد قادر، بحسب طهران على الوصول إلى مدى 1450 كلم، أي قادر على ضرب إسرائيل ومعظم القواعد الأميركية في المنطقة”.
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد أكد في حديثه التلفزيوني يوم الثلاثاء على ان “ايران لا تمزح وقالت أنّها سترد واذا قُصفت من الاسرائيليين هي ستردّ بالمباشر”. مشدّدًا على أنَّ “ردّ الجمهورية الإسلامية سيكون قاسيًا وعنيفًا وشديدًا وستكون الضربة الاسرائيلية حماقة لها تداعيات كبيرة جدًا”.
رسالة صاروخ “خيبر شكن” للمفاوضين النوويين في فيينا
أما عن توقيت الإعلان عن الصاروخ البالستي الحديث فيحمل دلالاته أيضاً، خاصة أنه يتزامن مع المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا، فعلى الرغم من الإيجابية التي يظهرها كافة الأطراف، إلا ان هذه الخطوة تزيد من أوراق القوة لدى طهران، خاصة ان الولايات المتحدة والدول الغربية كانوا قد حاولوا طيلة سنوات مضت وضع البرنامج الصاروخي الإيراني الدفاعي على الطاولة لمناقشته وزجه في الاتفاق النووي، وها هي طهران اليوم، بعدما رفضت ذلك، تستمر في الإعلان عن صناعاتها الصاروخية المحلية وبالتزامن مع هذه المفاوضات، وكأن واشنطن وحلفاءها خاصة المشاركين في المباحثات قد بلعوا ألسنتهم يتفرجون على هذا الاستحقاق دون أن يراودهم طرح البرنامج الصاروخي الإيراني على الطاولة مرة أخرى، بعدما تلمسوا حجم القوة والاقتدار والجرأة الإيرانية على رفض ذلك.
الكاتب: الخنادق