فصل جديد من الحرب الأمنية بين المقاومة وكيان الاحتلال!

عنصر امني في المقاومة

يبدو أن التصريح السابق لرئيس وزراء كيان الاحتلال “نفتالي بينيت”، قد بدأ يتوضح مساره العملي أيضاً في لبنان. بعد أن أعلن بينت عن بدء حملة لما وصفه بإضعاف إيران، ستجري في جميع الأبعاد: عمليات ضد أهداف نووية، عمليات ذات طابع اقتصادي، عمليات سيبرانية، وعمليات علنية وسرية (أمنية استخباراتية).

فقد أشارت بعض الأوساط الإعلامية اللبنانية منذ أيام، أنه جرى في الأسبوع الماضي، إحباط تنفيذ عملية اغتيال في المرحلة الاخيرة قبل حصولها، كانت تهدف الى خلط الاوراق، لكن المعنيون استطاعوا افشال هذا المخطط. دون الجزم حتى الآن، ما إذا كان الإسرائيليون هم من كان سيتولى تنفيذ هذه العملية، أم شبكات العملاء التابعة لهم.

وبالتالي نحن أمام جولة مهمة في مسار الحرب الامنية، ما بين المقاومة الإسلامية في لبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما تؤكده العديد من المؤشرات والمعطيات، التي لا يمكن التغافل عنها، أبرزها:

_ أن الحرب الامنية بين المقاومة وإسرائيل، لم تنتهي في يوم من الأيام، بل هي مفتوحة حتى زوال هذا الكيان. وبالتالي فإن المقاومة بقيادييها ومجاهديها، سيظلون في رادار بحث أجهزة استخبارات الاحتلال، حتى العثور عليهم والتخلص منهم بأي وسيلة، والعكس صحيح. وعليه فإن الكيان قد يظن أن هذا الوقت الحساس للغاية، هو أفضل وقت لتنفيذ هكذا عمليات، قد تخلط أوراق الطاولة ليس في لبنان فقط، بل وربما في المنطقة برمتها.

_ عمليات الاستنفار والانتشار الملحوظة، للأفراد والجهات الامنية المعنية في المقاومة، والذي لا تنحصر إجراءاتهم في إطار ضمان الامن المجتمعي لبيئة المقاومة فقط، بل تتعداه الى إجراءات استباقية تمنع حصول أي اعتداء من هذا النوع.

_ عملية الاكتشاف النوعية لسلسلة من شبكات عملاء الكيان، والتي يبدو أنها ستفتح الباب أمام اكتشاف المزيد من هذه الشبكات. التي لا تقتصر أدوارها على التجسس والحصول على المعلومات وتصوير المواقع والأهداف، بل تتعداه الى القيام بمهام لوجستية تظهر في تفاصيلها نشاطاً لفرق عملياتية.

فبعض العملاء اقتصرت مهامهم على شراء شرائح الخطوط الهاتف المحمول، والقيام بإرسالها الى الخارج، وبعضهم تم تدريبه على الطائرات بدون طيار. وستكشف التحقيقات عن الكثير من المعطيات الاضافية حول هذا الموضوع ايضاً.

_ اقتراب الانتخابات النيابية في لبنان، والتي ستكون من مصلحة الفريق الامريكي ومن يتبعه ألا تتم وفقاً لمناخ مستقر سياسياً، بل يهمهم حصولها في أجواء من التوتر والتشنجات الطائفية والمذهبية والسياسية والحزبية. وبالتالي قد لا تقتصر العمليات الامنية الاستخباراتية على شخصيات من طرف واحد، بل قد تشمل أيضاً شخصيات تابعة لخط المقاومة أو حليفة لها، ويكون لاغتيالها تأثير كبير على الساحة المحلية.

إضافة إلى أن ضبابية الأجواء الدولية والإقليمية، وعدم حسم المفاوضات للعديد من مواضيع الصراع، تطلب من بعض الاطراف الضغط عبر القيام بهكذا عمليات، تكون في إطار المسار التفاوضي أيضاً.

وعليه فإن الخطر لا يقتصر على الساحة اللبنانية فحسب، بل وربما يمتد أيضاً الى كل ساحات المحور.

_ تشكيل فرق نخبوية في جيش الاحتلال، تكون مهامها ذات طابع عسكري سري (خلف الخطوط). وهذا ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ مدة، عن تشكيل وحدة خاصة في سلاح الجو لتنفيذ مهمات خطيرة في العمق، حيث سيكون أفرادها لوحدهم، وتشبه الى حد كبير العمليات الهوليودية.

وعليه فإنه لم يعد يقتصر تنفيذ هذه العمليات على جهازي الشاباك والموساد، بل وسيضاف اليهم وحدات خاصة في جيش الإحتلال أيضاً.


الكاتب: الخنادق

 

Exit mobile version