الحدث

مصادر خاصة للخنادق: صاروخ باليستي يستهدف قصر الرئيس الاسرائيلي في أبو ظبي

الرئيس الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ

أيام عصيبة عاشها رئيس كيان الاحتلال والمسؤولون الاسرائيليون قبل أيام، قوة الصدمة والدهشة مصحوبة بالقلق المتزايد لا تزال تخيم على صناع القرار في كل من ابو ظبي وتل ابيب لا سيما المستويين العسكري والأمني فيهما، فما الذي  حدث اثناء زياة يتسحاق هرتسوغ الى الامارات؟

مصادر خاصة أكدت للخنادق ان “انصار الله استهدفوا بصاروخ ذوالفقار الباليستي بتاريخ 30-1-2022 قصر الوطن في أبو ظبي أثناء تواجد الرئيس الاسرائيلي فيه”، واضافت المصادر “تم اعتراض الصاروخ من قبل الجيش الاميركي من خلال منظومة باتريوت في قاعدة الظفرة العسكرية”.

محاولة اغتيال هرتسوغ ام رسالة؟
صُدم الاسرائيليون كما الأميركيون والاماراتيون من جرأة اليمنيين، لكن السؤال الذي حيّرهم هل كانت محاولة اغتيال الرئيس الاسرائيلي!، أم انها رسالة لإسرائيل ذات أبعاد عسكرية وأمنية وسياسية وفي غير اتجاه؟ واستمر الارباك والحيرة نحو 12 ساعة في الغرف المغلقة لديهم، هل يستوجب الرد على هذا الاستهداف؟ هل نقف متفرجين ومكتوفي الأيدي امام هذه الحدث الاستثنائي والجريء؟ وأخيراً قرروا الاكتفاء ببيان هزيل لوزارة الدفاع الاماراتية يتحدث عن اعتراض وتدمير دفاعها الجوي صاروخ بالستي ولم ينجم عنه أية خسائر حيث سقطت بقايا الصاروخ الباليستي خارج المناطق المأهولة بالسكان، وان قواتها الجوية نجحت بتدمير موقع ومنصة الاطلاق في منطقة الجوف في اليمن.

هذا النجاح هو في الواقع وهمي، فمن أسقط الصاروخ ( أو الصواريخ) هي منظومات الدفاع الاميركية باتريوت، ما يشير الى تورط متزايد لأمريكا في الحرب على اليمن حسب جون جامبريل الكاتب في وكالة الصحافة الفرنسية، وثانياً تقول المصادر الخاصة للخنادق ان “قصف القصر الاماراتي بالصاروخ الباليستي كانت مجرد رسالة لاسرائيل وقد وصلت الرسالة وقرأها الاسرائيليون جيداً”، لا سيما ان “إسرائيل” معنية في الصراع، بسبب عدوانها ودعمها للتحالف العربي في حربه على اليمن.

وقد انشغلت أوساط التحليل الاسرائيلي بالحدث فقالوا لو أراد اليمنيون اغتيال رئيس كيان الاحتلال كان يمكنهم إطلاق صواريخ كروز او طائرات مسيّرة يمتلكونها ولا يمكن تعقبها او تدميرها بمنظومات الدفاع الصاروخية الموجودة في الامارات.

عملية إعصار اليمن الثالثة كما أسماها الناطق باسم الجيش اليمني العميد يحي سريع قال إنها استهدفت بعدد من صواريخ ذوالفقار أهدافاً نوعية لكن لم يكشف عن ماهيتها خلافاً للمرات السابقة، كما انها جاءت على الرغم من الاتفاق مع الجانب الاماراتي بعد عمليات اعصار اليمن الاولى والثانية، حيث تراجعت ابو ظبي واوقفت الغارات الجوية على المناطق السكنية والمأهولة في اليمن، وانسحبت قوات العمالقة التابعة للإمارات من منطقة حريب جنوب محافظة مأرب الى عتق مركز محافظة شبوة.

اهم رسائل الصواريخ البالستية
١- ربط الحرب على اليمن مع الصراع العربي الاسلامي – الاسرائيلي، واعلان واضح وقوي عن جهوزية عملية ليكون اليمن جزءً من اي معركة مصيرية مع كيان الاحتلال، لا سيما انه كان يمكن لليمنيين تأجيل العملية الى ما بعد انتهاء زيارة هرتسوغ الى الامارات او تنفيذها قبل الزيارة وهذا ما فهمه الاسرائيلي وقرأه بدقة.
٢- رسالة لأمراء الامارات المنخرطين في العدوان على اليمن هو ان الوقت امامكم قصير جدا، وان دويلة الامارات ليست آمنة كما اكد العميد سريع، وليس هناك مجال للمراوغة او المناورة امام أبو ظبي للإنسحاب من اليمن.
٣- الرسالة الثالثة هي ان القدرات الاستراتيجية اليمنية لم تتأثر ببرنامج الغارات الاخيرة لطيران العدوان، وان الصواريخ الباليستية والطيران المسيّر لا يزال في أوج قوته، وما وصول الصواريخ الى ابو ظبي والمسيًرات الى دبي الا ترجمة فعلية لاخفاق وعجز قوى التحالف وشركائهم الاميركيين والبريطانيين والاسرائيليين.

قصف رأس تنورة
في عملية توازن الردع السابعة التي استهدفت فيها القوة الصاروخية اليمنية منشآت شركة “أرامكو” في رأسِ تنورة بمنطقة الدمام شرقي السعودية، رسم اليمنيون توازنات ردع جديدة، وأعادوا خلط الأوراق الاستراتيجية في حسابات كيان الاحتلال، فالعمق الذي استهدفته الصواريخ البالستية اليمنية بعيدة المدى يصل الى 1580 كلم وأكثر، ما يعني إمكانيّة وصولها الى عمق الكيان في فلسطين المحتلّة، وانكشاف نحو 100 كلم  على الأقل من مساحة فلسطين وقد باتت تحت مرمى صواريخ اليمنيين. وتؤكد مصادر ميدانية للخنادق “ان هناك عشرات الأهداف الحيوية السعودية القريبة من اليمن لكن أنصار الله اختاروا استهداف منطقة رأس تنورة البعيدة بهذه المسافة (نحو 1500 كلم) لايصال رسالة للاسرائيلي بان صواريخنا باتت تطال اسرائيل، واننا جزء من المعادلة الاقليمة التي اعلن عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أي الاعتداء على الأقصى يعني حرباً أقليمية”.

الامارات ستخسر كل شيء ولن تفيدها “اسرائيل”
وفي سياق متصل، أكد القيادي اليمني الميداني الشيخ عبد الله الرزامي (أبو يحي) المقرّب من قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في مقابلة خاصة للخنادق على “أن ضرب الامارات بالصواريخ بالتزامن مع زيارة رئيس كيان الاحتلال يتسحاق هرتسوغ تكشف للعالم بأن مسؤولي هذا الكيان اليهود هم ضعفاء/ وليس كما يروّج له الإعلام التابع لهم”. وأضاف مخاطباً الاسرائيليين”نقول لهم باختصار لقد جاء وعد الآخرة”.


الكاتب: د. محمد شمص

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى