–وكالة نيوز
رأى محللون استراتيجيون أن التحرك الروسي الأخير في ليبيا، المتمثل بسحب مئات المقاتلين السوريين المجندين عبر شركة “فاغنر” للقتال إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر، يشكل تحذيراً بمثابة إنذار للمشير الليبي بإنهاء الدعم الروسي تدريجياً.
مصادر محلية في ليبيا، اكد انه وخلال الساعات القليلة الماضية، سحبت الشركة العسكرية الروسية “فاغنر” نحو 300 مقاتل سوري من منطقة الجفرة الليبية إلى قاعدة حميميم في سورية، بعد ان قضوا مدة خدمتهم في الصحراء الليبية منذ أكثر من 7 أشهر كحراس لمنشآت تسيطر عليها القوات الروسية “فاغنر“.
ولفتت المصادر إلى أن فاغنر الروسية لم تستقدم دفعة جديدة من المقاتلين السوريين بدلاً من الذين تم سحبهم، ما أثار تساؤلات حول اقتراب تخلي موسكو عن دعم حفتر، لأسباب غير معروفة حتى الآن.
وتقوم قوات قاغنر الروسية بتدريب المقاتلين إلى جانب القوات الليبية التي يقودها حفتر، ما شكل دعماً له على الساحة الليبية بكافة الأصعدة لوجستياً وعسكرياً وحتى شعبياً.
كما عزز الدعم الروسي لحفتر موقعه في المشهد السياسي العالمي والمحلي، الأمر الذي استغله المشير الليبي في توطيد نفوذه الميداني والجماهيري بنفس الوقت، ليصبح المرشح الأبرز لقيادة ليبيا نحو بر الأمان كما صور نفسه بالإحاطة الروسية.
لكن، يبدو أن المشهد يتغير حالياً، مع اهتزاز صورة حفتر على الصعيد السياسي وتلويح البرلمان الليبي بإقالته بعد تجاوزت يقوم بها الأخير، ما جعل موسكو تلوح هي الأخرى بسحب الدعم العسكري تدريجياً تمهيداً ربما لسحب الغطاء السياسي، ما يعيد حفتر إلى “القاع” وفق رأي محللين.
ومن المعلوم أن حفتر، لا يملك مقومات “القائد” دون الدعم الروسي، إذ إن الجانب الروسي يتولى تجنيد وتدريب وتمويل الكتائب الأجنبية التي تقاتل إلى جانب الكتائب المحلية بقيادة حفتر، وأي تخلي عنها سيكون بمثابة هدم العرش الذي يجلس عليه المشير العسكري بدعائم روسية منذ حوالي ستة اعوام.
واعتبر مراقبون أن التخلي الروسي، قد يفسح المجال لفتح ملف حفتر على الصعيد الدولي ربما عن طريق المحكمة الدولية، وفرض عقوبات مادية وعسكرية في اتهامات كانت قد طالته عقب سقوط نظام معمر القذافي وتدخل المجتمع الدولي بالمشهد الليبي بشكل عام.