الحدث

لـ”ريان”، أتراب عرب

فاطمة بلال فنيش

وكالة نيوز

لا شك بأن مأساة الطفل المغربي كان وقعها مؤلمٌ لكلّ من عرفها، وجعلتنا نبلغ من الحزن أشده على طفولته التي قضت عبثاً في بئر الموت..

لكن السؤال الذي يفرض نفسه في هذه القصة الموجعة، لماذا لا نرى دائماً هذا التضامن اللّافت للأمة العربية الذي شهدناه لهذه القضية، على الرغمِ من أنها أصغر من قضية، والمسبب فيها هو قضاء الباري وقدره، ولا نملك أمامه من موقفٍ سوى التسليم لامره عزَّ وجلّ.

بينما هناك قضايا عربية كارثية المسبّبُ فيها معروف والقاتل معلوم، تنتظر منكم التعاطف الانساني، والترندات الموحّدة..

لـريان، أربعين شبهٍ وشبه في العالم العربي المُراوغ، منهم من سُلبت براءته بغارة عمياء، وآخرَ لفظَ أنفاسهُ الأخيرةَ يتضور جوعاً بين يدي والدتهِ وهي تتمنى لو كانَ بوسعها أن تقدم كسرة خبزٍ لوليدها وتخلصهُ من أنياب المجاعة القاتلة.

أما من حُزّ رأسه أمام والده وحُرقَ وتفتت جسده فلَه الله..

وأما الغلام الذي رأى والدَهُ يفجر نفسهُ وأطفالهِ وعائلتهِ خوفاً عليهم من هجومِ كائناتٍ ولِدَت بعاهاتٍ خلقيةٍ في الإنسانية والضمير، وزعمت بأنها دولة الإسلام في العراق والشام..

أيُّ اسلام هذا الذي يدعوهم لحزِّ الرأس والاغتصاب والتنكيل وقتل الاطفال..

ثمّ أي انسانيةٍ تجعلكم تتأثرون مع القضاءِ والقدر، ولا تلتفتون للإجرام والقتلِ المتعمد الذي يحصل على أيدي انسانٍ مثلكم..

انها ليست سوى خديعة الإعلام المتشدّقِ بالمثاليات، الذي يجعل منكم افواهاً تنطقُ بما يريدهُ اسياده، وتميلون لقضاياهم المزيفة التي تُجمِّل اجرامهم أو تُخفيه.

الرحمة والكثير من الأسف لفقدِ ريان، وهنيئاً لمواساته كل طفل عربي، من فلسطين إلى العراق وسوريا ولبنان، وإلى اليمن.

الحزن لأجلكم كبير، لكن ما يطمئن أنكم انتلقتم إلى جوار الخالق حيث الرحمة والأمان الذي لم يحالفكم في هذا العالم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى