كل دكان سلطان زمانه… فهل تخيفهم المحاضر؟ إقفال الـcoop و”ريدي” بالشمع الأحمر وإمهال تعاونية رمّال

جولة لمراقبة الأسعار

رمال جوني-نداء الوطن

كبسة مفاجئة قام بها مدير عام وزارة الاقتصاد الدكتور محمد أبو حيدر على سوبرماركات في النبطية لم تلتزم سياسة خفض الأسعار كما تبنّت سابقاً رفعها، بالكاد انخفضت لدى بعضها 15 بالمئة، فيما عمدت اخرى الى رفع الاسعار ضاربة بعرض الحائط انخفاض الدولار، ما أدى الى ختمها بالشمع الاحمر. لم تأت جولة ابو حيدر من العبث، بل نتيجة شكاوى أبناء المنطقة من الغلاء الكبير الذي يسود السوبرماركات والدكاكين، وقد رفعت الاسعار بدلاً من خفضها، ومن خفَّض لم تتجاوز النسبة الـ20 بالمئة، وهي نسبة لا تتماشى على الإطلاق مع نسبة انخفاض الدولار من 33 الف ليرة حتى الـ20 الف ليرة.

وأسفرت جولة ابو حيدر عن اقفال سوبرماركت الـCOOP بالشمع الاحمر بناءً على اشارة القضاء المختص، وسوبرماركت «ريدي» في كفرجوز النبطية للسبب ذاته، فيما تم اقفال تعاونية ابو عامر رمال الاصلي في كفرجوز لـ 24 ساعة حتى تصحيح الاسعار لديه وتسطير محاضر ضبط بحق العديد من المتاجر. هي حصيلة جولة شكلت بارقة امل لمواطن إنتظرها طويلاً، رغم أن مراقبي وزارة الإقتصاد، وعلى قلتهم، كانوا يجولون على المتاجر لضبط الأسعار، ولكنهم لوحدهم لن يتمكنوا من مسح المتاجر كافة، ويفترض أن تؤازرهم البلديات وأجهزتها. الكل يدرك ان البلديات اليوم تعيش حالة شلل بانتظار الانتخابات، ومعظمها تكتنفه الخلافات الحزبية وتغيب عنه الرؤية التنموية، ما يدفعها لتجاهل معاناة الناس وترك السوق للتجار من دون ضبط الاسعار او مراقبتها، ما جعل كل دكان سلطان زمانه، فيما يتحمل المواطن وزر الغلاء. غير أن الخضة الكبيرة التي احدثتها جولة ابو حيدر لمراقبة الاسعار وإقفاله 3 سوبرماركات ستخيف باقي المتاجر التي ربما ستخفض أسعارها خوفاً من المحضر وهذا ما يعول عليه مراقبو الوزارة وايضا أبو حيدر، قائلاً: «ندرك ان الناس موجوعة من الاسعار، وتنادي بخفضها»، مؤكداً أنه معهم «ومع وجعهم» داعياً البلديات الى «مواكبة مراقبي وزارة الاقتصاد في جولاتهم وهكذا نكون يداً واحدة لمصلحة المواطنين وخدمتهم».

ورفض اعتبار الجولة متأخرة مؤكدا «اننا كنا متواجدين كوزارة وكنا نسطر المحاضر ولكن للاسف هذه المحاضر لم تكن رادعة ولذا اليوم استعنا بالقضاء المختص وبعض الاجهزة الامنية المختصة في هذا النطاق، ومن الاكيد ان الشكر الكبير لكافة الاجهزة الامنية في هذا المجال ومن اليوم وصاعداً سيواكبنا القضاء وسيكون الرادع في هذا المجتمع».

هل تكون الجولة رادعا للتجار لخفض الأسعار أم ستخيفهم يومين ويزاولون جشعهم مجدداً؟ لا تخفي سوسن تخوفها من الامر، فهي لم تلمس تراجعاً في الأسعار اطلاقاً، وابلغت الامر لأبو حيدر، غير انها تخشى أن يعتمد التجار قنوات التفافية تمكنهم من رفع الاسعار، ولكنها تعوّل على دور الرقابة الحالية.

بالطبع لم يقبل اصحاب السوبرماركات قرار الاقفال، اعتبروه مجحفاً بحقهم على قاعدة انهم خفَّضوا الاسعار 15 بالمئة، في حين انخفض الدولار اكثر من 10 آلاف ليرة، ولم يلمس المواطن شيئاً من هذا الانخفاض، وهو ما دفع بأبو حيدر والفريق المرافق للضرب بيد من حديد، مصلحة الناس أولا، «صحّح الأسعار تعاود فتح السوبرماركت» وهذا ما اعتبره ابو حيدر منصفاً للمواطن الذي يحق له ان يعيش لا أن يكون حقل تجارب للتجار. من السهل ان يتلاعب التجار بالاسعار،و لو حرم الفقير لقمته بسببهم، المهم بنظرهم تحقيق الارباح الطائلة، مستغلين الظرف، غير ان «الاقتصاد» كانت لهم بالمرصاد وهذه المرة لا تلاعب والا الإقفال.

في المحصلة هل يتعظ التاجر أم سيعاود الكرة ويعيد رفع الأسعار بعد خفضها؟ العبرة في الخواتيم.

Exit mobile version