تحقيقات - ملفات
لبنانيو واشنطن: رد علينا يا بايدن
الأخبار- جمال غصن
يمكن النظر إلى الورقة السياسية الصادرة هذا الأسبوع عن لبنانيي واشنطن، بمن فيهم كبيرهم جيفري فيلتمان، على أنها رسالة عتب إلى إدارة الرئيس جو بايدن لأنها لا تفعل ما يكفي لإعلاء شأنهم في أقبية الخارجية الأميركية أو لدعم جناحهم التنفيذي على الأرض في لبنان. الوثيقة الموجّهة إلى صنّاع القرار السياسي في الولايات المتحدة هي من إنتاج «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن و«فريق العمل الأميركي من أجل لبنان» بالتعاون مع منظمة «لايف» للمدراء التنفيذيين اللبنانيين الدوليين، الذين جمعوا خبراء لبنان وأصدقاء لبنان وسليلي المنتشرين من لبنان منذ أجيال لرسم خريطة طريق للسياسة الخارجية الأميركية تساهم في إنقاذ لبنان وإنعاش اقتصاده وتفادي وقوعه تحت نفوذ الصين وروسيا وإيران وتركيا التي «تحاول توسيع أثرها في لبنان» وفقاً للورقة.
يكثر الحديث في المقالات السياسية وفي أعمال الخيال الهوليوودية عن التنافس الحاد الذي يدور في واشنطن للتقرّب من الطابق السابع في «القاع الضبابي». «القاع الضبابي» هو أحد أحياء العاصمة الأميركية حيث يقع مبنى «هاري س. ترومان» وهو مقرّ وزارة الخارجية الأميركية. القضايا الساخنة وأولويات الإدارة الأميركية يتم العمل عليها في الطابق السابع حيث مكاتب وزير الخارجية وأهم ديبلوماسييه، وكلما قلّت أهمية الملفات كلما ابتعد الموكلون بالعمل عليها عن هذا الطابق. الواضح من طريقة تصرّف اللوبي اللبناني في واشنطن هو أن ما يردّدونه لا يصل إلى مسامع أنتوني بلينكن ومعاونيه. فهم يكرّرون نفس الفرمان الذي خرج به «مؤتمر سياسات لبنان الأوّل» الذي عقدوه الربيع الماضي بهدف حث إدارة بايدن على إيلاء الملف اللبناني الاهتمام الذي يستحقه بنظرهم. لا جديد في توصياتهم غير بضعة تفاصيل انتخابية إضافية مثل الاهتمام بصوت المغترب ودعم القوى الديموقراطية التي قد تمنع حزب الله وحلفاءه من الحصول على الأكثرية النيابية. الفرق الوحيد بين توصيات شتاء 2022 وتشكيلة الربيع الفائت هو أنه تمت إضافة أسماء جديدة من دفّتي الحكم في واشنطن إلى قائمة «كتّاب الورقة» علّها تلقى آذاناً صاغية. 22 من الأسماء «الوازنة»، أو من الأسماء التي أقنعت بول سالم وإدوارد غبريال ومصرفيي «لايف» أنها وازنة، تدعو بايدن لفعل المزيد لأنه «رغم أن الولايات المتحدة أولت لبنان اهتماماً بارزاً في العام الماضي وطبّقت عدداً من السياسات والبرامج المهمة، يبقى الدعم في دوائر رئيسية متلكئاً».
ما يقوم به لبنانيو واشنطن هو العمل الذي تقوم به كل اللوبيات في مركز الإمبراطورية. إن لم ينفع ديفيد هيل في إيصالك إلى مبتغاك، جرّب العزيز جيف. وإذا فشل هو الآخر، ارمِ بمالك على اسمٍ أثقل وزناً، وهكذا دواليك. المشكلة مع اللوبي اللبناني ليست في أن إدارة جو بايدن غير مهتمّة بلبنان في الوقت الحالي، وهي فعلاً ليس لديها الوقت للنظر في تفاهات سياسيي لبنان وتغييرييه، إذ إنها غارقة في أزمات؛ الداخلية منها جعلت من بعض المحللين يطرحون فرضية الحرب الأهلية كاحتمال قريب، والخارجية تبشّر بحروب إبادة حول العالم. المشكلة الأكبر في لوبي «المصرفيين الجدد»، الذين يرون في الأزمة الحالية فرصة لاستبدال الحرس القديم كخدم للسيد الأميركي، هي أن توصياتهم الغبية بعضها غير قابل للتطبيق، مثل حلم أن يترك بايدن وماكرون همومهم ليطوفوا العالم نصرةً لهم، والأخرى تطبّق بحذافيرها حالياً لكنها غير مجدية. أحقاً أن المزيد من الطوافات لرحلات جوزيف عون السياحية والدولارات لبوطة فضلو خوري والعقوبات على جهاد العرب سوف تحقق الازدهار الموعود؟ «اللوبي» منسلخ عن الواقع اللبناني لدرجة أن المزيد من كتّاب التوصيات قد يفيدهم. ربما يلزمهم أربعون مفكراً بدل العشرين. ونذكرهم أنه إذا سئموا من جيفري فيلتمان، فهنري كيسنجر ما زال حياً.
يكثر الحديث في المقالات السياسية وفي أعمال الخيال الهوليوودية عن التنافس الحاد الذي يدور في واشنطن للتقرّب من الطابق السابع في «القاع الضبابي». «القاع الضبابي» هو أحد أحياء العاصمة الأميركية حيث يقع مبنى «هاري س. ترومان» وهو مقرّ وزارة الخارجية الأميركية. القضايا الساخنة وأولويات الإدارة الأميركية يتم العمل عليها في الطابق السابع حيث مكاتب وزير الخارجية وأهم ديبلوماسييه، وكلما قلّت أهمية الملفات كلما ابتعد الموكلون بالعمل عليها عن هذا الطابق. الواضح من طريقة تصرّف اللوبي اللبناني في واشنطن هو أن ما يردّدونه لا يصل إلى مسامع أنتوني بلينكن ومعاونيه. فهم يكرّرون نفس الفرمان الذي خرج به «مؤتمر سياسات لبنان الأوّل» الذي عقدوه الربيع الماضي بهدف حث إدارة بايدن على إيلاء الملف اللبناني الاهتمام الذي يستحقه بنظرهم. لا جديد في توصياتهم غير بضعة تفاصيل انتخابية إضافية مثل الاهتمام بصوت المغترب ودعم القوى الديموقراطية التي قد تمنع حزب الله وحلفاءه من الحصول على الأكثرية النيابية. الفرق الوحيد بين توصيات شتاء 2022 وتشكيلة الربيع الفائت هو أنه تمت إضافة أسماء جديدة من دفّتي الحكم في واشنطن إلى قائمة «كتّاب الورقة» علّها تلقى آذاناً صاغية. 22 من الأسماء «الوازنة»، أو من الأسماء التي أقنعت بول سالم وإدوارد غبريال ومصرفيي «لايف» أنها وازنة، تدعو بايدن لفعل المزيد لأنه «رغم أن الولايات المتحدة أولت لبنان اهتماماً بارزاً في العام الماضي وطبّقت عدداً من السياسات والبرامج المهمة، يبقى الدعم في دوائر رئيسية متلكئاً».
ما يقوم به لبنانيو واشنطن هو العمل الذي تقوم به كل اللوبيات في مركز الإمبراطورية. إن لم ينفع ديفيد هيل في إيصالك إلى مبتغاك، جرّب العزيز جيف. وإذا فشل هو الآخر، ارمِ بمالك على اسمٍ أثقل وزناً، وهكذا دواليك. المشكلة مع اللوبي اللبناني ليست في أن إدارة جو بايدن غير مهتمّة بلبنان في الوقت الحالي، وهي فعلاً ليس لديها الوقت للنظر في تفاهات سياسيي لبنان وتغييرييه، إذ إنها غارقة في أزمات؛ الداخلية منها جعلت من بعض المحللين يطرحون فرضية الحرب الأهلية كاحتمال قريب، والخارجية تبشّر بحروب إبادة حول العالم. المشكلة الأكبر في لوبي «المصرفيين الجدد»، الذين يرون في الأزمة الحالية فرصة لاستبدال الحرس القديم كخدم للسيد الأميركي، هي أن توصياتهم الغبية بعضها غير قابل للتطبيق، مثل حلم أن يترك بايدن وماكرون همومهم ليطوفوا العالم نصرةً لهم، والأخرى تطبّق بحذافيرها حالياً لكنها غير مجدية. أحقاً أن المزيد من الطوافات لرحلات جوزيف عون السياحية والدولارات لبوطة فضلو خوري والعقوبات على جهاد العرب سوف تحقق الازدهار الموعود؟ «اللوبي» منسلخ عن الواقع اللبناني لدرجة أن المزيد من كتّاب التوصيات قد يفيدهم. ربما يلزمهم أربعون مفكراً بدل العشرين. ونذكرهم أنه إذا سئموا من جيفري فيلتمان، فهنري كيسنجر ما زال حياً.