الانتخابات النيابيّة: «الثنائي» مُرتاح.. وضياع لدى «المستقبل» باسيل «مُتوتّر».. جنبلاط يضع اللمسات الأخيرة..وجعجع يتطلّع الى الرقم «١»
لا يزال الغموض الذي يغلّف العملية الإنتخابية . ويعزو احد الخبراء الانتخابيين أسباب التباطؤ الحاصل الى عدم امكانية الأحزاب والقوى صياغة تحالفات كما في الماضي، بسبب العلاقات المتوترة مع الحلفاء من جهة، الى الأحداث السياسية التي غيرت المعادلات الإنتخابية وصولا الى حرص كل طرف سياسي للحصول على مكاسب له وحده.
موقف رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري بتعليق عمله السياسي، أثّر في المعادلة الانتخابية لتياره، كما اثّرعلى وضعية حلفائه في الإستحقاقات الماضية الذين استفادوا من الكتلة السنية، وفق الخبراء الانتخابيين الذين يؤكدون ان حالة من الضياع تسيطر على المشهد السني بالدرجة الأولى.
ووفق المعلومات المسربة من أروقة «التيار الازرق»، فان عددا من النواب باشروا عملهم الانتخابي من ضمن حيثيتهم المناطقية، فيما ينتظر آخرون اشارة من الحريري في ذكرى ١٤ شباط تجيز لهم العمل، لكن من وراء ستارة «المستقبل»، فيما صار واضحا ان الشخصيات السنية الأخرى غير الحليفة للتيار تعمل وفق أجنداتها، مستفيدة من غياب المنافس السني القوي الذي كان يمثله سعد الحريري.
يختصر العارفون الحركة الإنتخابية بالخجولة لدى عدد من القوى المربكة بتحالفاتها ووضعيتها الجديدة، وهذا ما يفسر التباطؤ الشديد للتيار الوطني الحر المربك في قراراته الإنتخابية، فالتحالف مع حزب الله قائم، مع لغط كبير في عدد من الدوائر المشتركة مع «حركة أمل» .
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حسمها بسرعة عقب قرار الحريري»لن نقفل المختارة» ، ومن الواضح ان للبيك الدرزي أسبابه، فلا حساب يعلو فوق مصلحة المختارة، والانتخابات «رأس برأس» مع الجاهلية وخلدة. ووفق العارفين فان المختارة في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على لوائحها.
مسيحيا التيار الوطني الحر متباطىء ومربك مع عدم وضوح التحالف مع «الثنائي» في زحلة وجبيل، مقابل وتيرة متسارعة وإعلان ترشيحات مناطقية ل «القوات».
حلف «الإشتراكي»- «القوات» واضح وضوح الشمس، وينتظر الحسم النهائي في الشوف وعاليه.
كل القوى مربكة، فحزب الله مرتاح الى وضعيته الخاصة، لكنه منشغل بترتيب العلاقة والمقاعد مع حلفائه.
إنتخابات ٢٠١٨ لـ «القوات» تختلف عن اي انتخابات، لأنها تخوضها بهدف الحصول على الرقم المسيحي الأول والفوز بالأكثرية مع حلفائها ، وهذا ما يفسر الحماسة «القواتية» للاستحقاق، حيث صار واضحا ان «القوات» تريد الحفاظ على مكتسباتها من مقاعد وانتزاع مقاعد جديدة من خلال مضاعفة حواصلها الإنتخابية عبر التحالفات مع «الإشتراكي» و»الأحرار» وشخصيات مستقلة، وان كانت العلاقة المتدهورة مع «المستقبل» تهدد مقاعد «القوات» في عكار وطرابلس والمنية والضنية.