–وكالة نيوز
يقف الشارع الليبي مترقبًا تطور الأحداث في البلاد بعد دخولها في مرحلة جديدة من الصراع والإنقسام السياسي، وهذه المرة تتمحور المعضلة بين البرلمان الليبي وحكومة الوحدة الوطنية المنتهية الصلاحية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
فهذا الأسبوع “الحاسم” كما يطلق عليه، من شانه أن يحدد رئيسًا جديدًا للحكومة وتسليمه السلطة، خلفًا لـ الدبيبة. ولكن الدبيبة اعترض علنًا على محاولات البرلمان لإزاحته عن منصبه، رافضًا تسليم السلطة لأي حكومة جديدة.
وبالنظر إلى شرعية حكومة الدبيبة، فهي تستمدها من دول الغرب التي أجمع معظمها على دعم استمرار الدبيبة في منصبه، بينما التعهدات والاتفاقات تُشير إلى انتهاء صلاحيته. وعلى الصعيد الداخلي، فالرفض الشعبي موجود، لأن سجل الدبيبة محفوف بالإخفاقات والتجاوزات وحتى “الفساد“.
وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان لن يتراجع عن تغيير الحكومة، حيث أكد النائب البرلماني علي التكبالي، أن هناك ضغوطاً تمارس لعدم تغيير الحكومة لكن البرلمان لن يتراجع عن تلك الخطوة.
وأوضح النائب البرلماني علي التكبالي في تصريح: “الحكومة الحالية من وجهة نظر البرلمان أنفقت الكثير من الأموال ولم تقدم أي شيءٍ سواء انتخابات أو خدمات للمواطن”.
وما يجعل الوضع معقدًا أكثر، هو أن البلاد من المفترض بها أن تمهد لإنتخابات رئاسية بعد فشل عقدها في موعدها الذي كان محددًا في 24 من ديسمبر الماضي، خصوصًا وأن معظم الشعب الليبي يطالب بهذه الإستحقاقات، كونها تضع الحل ومسألة تقرير المصير بين يديه.
ولكن ما يحدث الآن من مستجدات لن يسمح بإجراء إنتخابات على مستوى من المسؤولية والنزاهة، فالصراع الحالي قد يأخذ أبعادًا كثيرة، منها تشكيل حكومة موازية شرقي ليبيا وعودة الإنقسام المؤسساتي من جديد.
وناهيك عن ذلك، الأطراف الأجنبية الفاعلة في ليبيا تقوم بتغييرات كثيرة أيضًا، فالقوات الروسية التي ساهمت بتحقيق توازن قوى بدعمها للجيش الوطني الليبي أمام الجماعات المسلحة في الغرب الليبي، بدأت بالإنسحاب، وتركيا عاودت إرسال دفعات من المرتزقة لدعم الحشد العسكري في الغرب الليبي، ما قد يحدث فجوة كبيرة من شأنها أن تزيد الأطماع الخاصة بالسيطرة أو بالانتقام. التي بدورها قد تُنهي العملية السياسية والسلمية بشكل كامل.
فقد أشارت مصادر إعلامية بأن ميليشيات مصراتة المسلحة، والتي تعد إحدى أقوى الكيانات المسلحة غربي ليبيا، تتوعد بالانتقام من قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، وحاشيته المساندة له، وأضافت المصادر بأن قادة هذه الميليشيات يعتبرون المشير “طاغية” وساهم بقتل الليبيين وتصعيد الخلاف بين أبناء الوطن الواحد وإثارة الدماء بسبب طمعه بالسلطة، وبأن تصفيته “واجب” ليحل السلام في ليبيا.
والمشهد الحالي في البلاد يشهد فشلاً في جميع النواحي، حيث تخرج البلاد من دائرة وتدخل دائرة أكثر بؤسًأ، وتغيير الحكومة المرتقب، ربما سيكون الشرارة التي قد تُطلق العنان لحرب جديدة، إما على الشرعية، أو للانتقام، أو لضمان مستقبل زاهر يخلو من شخصيات مثيرة للجدل.