هل يخوض ″تيار المستقبل″ الانتخابات تحت ″إسم مستعار″.. ومن هم المرشحون؟…

سفير الشمال-غسان ريفي

من المفترض أن يكون 14 شباط تاريخا مفصليا حول ما يتعلق بتعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي مع تيار المستقبل، حيث من المفترض أن يعود الى لبنان لاحياء الذكرى الـ17 لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، محاطا بكتلته النيابية وقيادات المستقبل وكوادره، حيث تشير المعلومات الى أنه سوف يزور ضريح والده ويضع إكليلا من الزهر ويلقي كلمة ما تزال مجهولة المضمون، فإما أن تنحصر بالذكرى وبمآثر الرئيس الشهيد، أو أن يتم التطرق فيها الى السياسة بما في ذلك تقديم شرحا مفصلا حول أسباب الاعتكاف، وما قد يتضمن ذلك من إشارات وإيحاءات سياسية من شأنها أن تستخدم ويكون لها تأثيرا كبيرا على شرائح شعبية عدة.

من المعروف أن السياسي في لبنان لا ينتهي، وأن التيارات والأحزاب لا تموت، بل هي ربما تضعف أو تصاب بوهن أو بكبوة، لكن في أي وقت يمكن أن تنهض وتعود لممارسة عملها والتواصل مع جمهورها، ومنذ إعلان الرئيس الحريري “تعليق العمل السياسي”، تحوّل مع تيار المستقبل الى الشغل الشاغل للمهتمين بالحياة السياسية، إن لجهة البحث في أسباب هذا التعليق، والجهات التي تقف وراءه، أو في الحديث عن تداعيات هذا القرار وتأثيره على الساحة السنية وعلى الانتخابات النيابية، أو في إمكانية تراجع الحريري عنه وعودته عندما تتهيأ الظروف وما إذا كان ذلك قبل الانتخابات أو بعد إنتهاء عهد رئيس الجمهورية ميشال عون.

كما أن “التعليق” لم يترجم صمتا سياسيا لدى قيادات وكوادر تيار المستقبل الذين إزدادت إطلالاتهم الاعلامية لمقاربة هذا الحدث، يضاف الى ذلك السجال الكبير الحاصل بين المستقبل وبين حزب القوات اللبنانية وإتهام رئيسه سمير جعجع بأنه غدر بالرئيس الحريري وأقدم على طعنه في الظهر، وأنه يشكل عاملا أساسيا في ضرب علاقته مع المملكة العربية السعودية، حيث يتوقع مراقبون أن يستمر هذا السجال الى موعد الانتخابات، حيث لن يسمح المسقبل للقوات بمد اليد الى الشارع السني وسيعمل على مواجهتها بشتى الطرق، كما لن يتوانى عن التصدي لمحاولات مماثلة يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وفي ذلك حضور سياسي وتأثير إنتخابي على تيارين سياسيين كبيرين ما يتنافى مع “تعليق العمل السياسي”.

وفي هذا الاطار تشير المعلومات الى أن تيار المستقبل لن يغيب عن الانتخابات، بل سيخوضها بالواسطة، خصوصا أن نحو عشرة نواب من الكتلة الزرقاء يعتبرون أنفسهم حلفاء للتيار وغير منتسبين أو منظمين سيتقدمون بترشيحاتهم الى الانتخابات النيابية بشكل شخصي ومن الطبيعي أن يتعاونوا مع بعضهم البعض في الدوائر التي ينتمون إليها، وأن يحافظوا على شريحة شعبية قد تنضم الى مؤيديهم، خصوصا إذا ما تحالفوا مع شخصيات ليست بعيدة عن أجواء المستقبل ضمن لوائح قد تتخذ أسماء وشعارات من مشتقات التيار الأزرق أو قد تلجأ الى أسم مستعار.

وتقول المعلومات أن النواب الذين يتجهون لخوض الانتخابات هم: وليد البعريني وهادي حبيش ومحمد سليمان وطارق المرعبي في عكار، وعثمان علم الدين في المنية، وسامي فتفت في الضنية، وكريم كبارة نجل النائب محمد كبارة في طرابلس، وعاصم عراجي في زحلة، ومحمد القرعاوي في البقاع، وربما محمد الحجار في الشوف، ورولا الطبش في بيروت.

ولا شك في أن تأكيد الرئيس نجيب ميقاتي عدم مقاطعة الانتخابات، والمحاولات الجارية بينه وبين مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والرئيس فؤاد السنيورة لاحتواء الساحة السنية ولملمة الوضع فيها، إضافة الى ترشح هؤلاء النواب مع عدد من المرشحين الطامحين، من شأنه أن يعيد الأمور الى نصابها على صعيد الحضور السني في الانتخابات.

Exit mobile version