رلى ابراهيم – الاخبار
في زيارته للكويت للمشاركة في الاجتماع التشاوري لنظرائه العرب، حمل وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى نظيره الكويتي أحمد ناصر الصباح، رسالتين: الأولى من رئيس الجمهورية ميشال عون الى أمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح، والثانية من الدولة اللبنانية ردّاً على ورقة «الشروط الخليجية» (راجع «الأخبار» الإثنين 24 كانون الثاني 2022).
وعلمت «الأخبار» أن رسالة عون تضمّنت خمس نقاط: 1 – شكر أمير الكويت على الاهتمام الذي يظهره تجاه لبنان؛ 2- التذكير بوقوف الكويت دائماً إلى جانب لبنان، والعلاقة الخاصة جداً مع الرئيس عون؛ 3- إبداء كامل الاستعداد للتعاون والحوار لتحقيق المصلحة اللبنانية بالتفاهم مع دول الخليج؛ 4- تجديد الالتزام باحترام لبنان واستعداده لتنفيذ كل قرارات جامعة الدول العربية؛ 5- دعوة أمير الكويت لزيارة لبنان والقيام بدور مباشر أكبر في حل المشاكل المطروحة.
وفي الرسالة الثانية، حرص لبنان على إبداء إيجابية تجاه المطالب الخليجية، وأكد التزامه اتفاق الطائف والقرارات الدولية، وطلب إنشاء لجنة لبنانية ــــ خليجية للتنسيق السياسي والأمني وإعادة بناء علاقات جيّدة مع الخليج. وفيما أبدى الجانب الكويتي إيجابية لافتة، علمت «الأخبار» أن لبنان «تلقّى وعداً من الكويت بمتابعة المسألة مع الدول الخليجية، وخصوصاً السعودية، والردّ على الأفكار المطروحة خلال فترة قصيرة». وأُبلغت الخارجية اللبنانية (عاد بوحبيب الى بيروت أمس) أن بعض الدول الخليجية بدأت تُعِدّ تصوراً حول إعادة استئناف دورها التاريخي في بيروت، وخصوصاً بعد الوضع المستجدّ إثر انسحاب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سياسياً وانتخابياً. إذ تبحث هذه الدول في تعبئة الفراغ في الملعب السنّي، من دون أن يتّضح ما إذا كان ذلك سيترافق مع إعادة التمثيل الدبلوماسي.
في أروقة القصر الجمهوري، تقول مصادر إن عون ينتظر تجاوباً سعودياً وإماراتياً مع بادرة حسن النية، وخصوصاً أن المطلب الرئيسي باستقالة وزير الإعلام السابق جورج قرداحي قد تحقق، وتم تشديد الرقابة الأمنية لإحباط شبكات تهريب المخدرات الى الخليج، كما أبدى لبنان تفاعلاً جيّداً مع الورقة الخليجية وتأييداً لمضمونها باستثناء «الإطار الزمني» لتنفيذ القرار 1559، علماً بأن عون أوضح لوزير الخارجية الكويتي أن مسألة السلاح بحاجة الى توافق إقليمي ودولي. ومن منطلق استغلال الشروط الخليجية لتحويلها الى فرصة للبنان، أكد عون في رسالته الى أمير الكويت رغبته في نسج أفضل العلاقات مع الخليج. وتضمّنت الرسالة دعوة الى أمير الكويت لزيارة لبنان وقيادة مبادرة حوار بنفسه بين الأطراف اللبنانيين في تجربة شبيهة بالدور الذي قامت به الكويت في الطائف ولاحقاً في اتفاق الدوحة، بعدما رفضت الأحزاب السياسية دعوة رئيس الجمهورية الى طاولة حوار لمناقشة الأمور الملحّة، ومن بينها الاستراتيجية الدفاعية. ويعتقد عون، بحسب المصادر، أن تفويت رفض الحوار منع لبنان من تقديم أجوبة مباشرة على الورقة الخليجية. لكن، «يسود اعتقاد لدى رئيس الجمهورية بأن الوضع الإقليمي يسمح بعقد طاولة حوار لحلّ المشكلات اللبنانية، وإذا ما تأمّن غطاء دولي فإن عون مهتم جدّاً باغتنام الفرصة لوضع كل القضايا الخلافية على الطاولة منذ الاستقلال». وتشير المصادر الى أن «النَفَس الدولي واضح في ورقة الشروط، إن كان عبر المطالبة بدولة مدنية كما يريدها الفرنسيون أو عبر المطالبة بتطبيق قرارات مجلس الأمن التي تلاقي الأولويات الأميركية. من هنا، يحاول عون الاستفادة من التناغم الخليجي والدولي لاستثماره في بيروت، لحث الأحزاب التي لم ترَ في دعوة القصر الجمهوري الى الحوار ما يثير اهتمامها، للعودة عن رفضها عند طلب الخليج وأميركا وفرنسا منها ذلك.