جونسون يدعم أوكرانيا ضد «من يحاولون تدميرها» وموسكو تجهز ردا موحدا للغرب

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تزال تبحث ردّ واشنطن والناتو على مقترحاتها للضمانات الأمنية، وأنه «أصبح واضحا لروسيا أن الغرب يتجاهل هواجسها على هذا الصعيد»، مشيرا الى أن «واشنطن أرادت استدراجنا الى حرب وصراع عسكري لفرض عقوبات علينا».

وفي ختام محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان في الكرملين أمس الثلاثاء، أكد بوتين أن موسكو لم تتلق جوابا مناسبا من واشنطن وبروكسل على المطالب الروسية المحورية الثلاثة بعدم تمدد الناتو شرقا، والتخلي عن نشر أسلحة هجومية قرب حدود روسيا، وإعادة البنية العسكرية للحلف في أوروبا إلى خطوط عام 1997.

وأضاف بهذا الصدد: «وعدونا بعدم تقدم الناتو بوصة واحدة نحو الشرق لكنهم خدعونا وتصرفوا بشكل آخر».

وفي الملف الأوكراني، قال بوتين إن الغرب يستخدم أوكرانيا أداة لاحتواء روسيا وكبح تقدمها الاقتصادي، مشيرا إلى أن انتهاك حقوق الإنسان في هذا البلد اتخذ طابعا شاملا.

وأكد الرئيس الروسي أن هنغاريا تبقى شريكا هاما لروسيا في أوروبا، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين ازداد بنسبة 30% خلال الـ11 شهرا الماضية ليبلغ 5,5 مليار دولار، على الرغم من المشكلات الناجمة عن جائحة كورونا.

وقال بوتين إن موسكو مستعدة لتطوير تعاونها مع بودابست في توريد الغاز الطبيعي الروسي إلى هنغاريا.

من جانبه قال أوربان إن بلاده تسعى لنزع فتيل التوتر بين الغرب والشرق، وإن قادة الاتحاد الأوروبي لا يريدون نزاعا مع روسيا.

أما العقوبات الاقتصادية الأوروبية المفروضة على روسيا فأعرب رئيس الوزراء الهنغاري عن ثقته بأنها أضرت بأوروبا نفسها أكثر من روسيا.

جونسون في زيارة الى كييف

هذا ووصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الثلاثاء إلى العاصمة الأوكرانية كييف، لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن التوتر المتصاعد على الحدود مع روسيا التي أعلنت انطلاق تدريبات عسكرية مع بيلاروسيا، وكشفت عن تحضيرها ردا موحدا للغرب بشأن الضمانات الأمنية.

وصرح جونسون قبيل الزيارة بأن بلاده «ستواصل دعم أوكرانيا في مواجهة أولئك الذين يسعون لتدميرها»، حسب تعبيره.

كما دعا جونسون روسيا إلى التراجع، والدخول في حوار للتوصل إلى حل دبلوماسي، وتجنب المزيد من إراقة الدماء، حسب قوله.

من جانب آخر، نقلت وكالة رويترز عن الرئيس الأوكراني قوله إن بلاده تعمل مع روسيا وألمانيا وفرنسا للاتفاق على موعد محادثات السلام المقبلة.

وفي كلمة أمام البرلمان الأوكراني أكد زيلينسكي أن الدعم العسكري والدبلوماسي الغربي لبلاده في الوقت الراهن بلغ أعلى مستوى له منذ العام 2014، تاريخ ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا.

وفي سياق متصل، شدد زيلينسكي على أن كييف تعمل بنشاط لتحديد موعد اجتماع مستشاري قادة «رباعية النورماندي» المزمع عقده في برلين.

شحنة سلاح

على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن بلاده تسلمت شحنة خامسة من المساعدات العسكرية الأميركية، وأن شحنة سادسة في الطريق. وبلغ حجم المساعدات العسكرية المعلنة التي قدمتها واشنطن لكييف في غضون أسبوعين نحو 400 طن وشملت صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات.

وكانت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية قد كشفت أن عدد الشحنات العسكرية يفوق بكثير ما أُعلن رسميا.

رد موحد

وفي سياق متصل، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر روسي رفيع قوله إن موسكو تعمل على إعداد رد موحد ستقدمه إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «ناتو» (NATO) بشأن الضمانات الأمنية.

وأشار المصدر إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجه رسائل إلى نظرائه في الناتو يستفسر فيها عن كيفية فهم الحلف مبدأ عدم تجزئة الأمن، مشددا على أن روسيا بصدد دراسة وتحليل الرد الأميركي على المقترحات الروسية.

وكان ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي نفى في وقت سابق صحة الأنباء التي تحدثت عن قيام روسيا بإرسال رد مكتوب إلى الجانب الأميركي.

بدروها، قالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ نظيره الروسي لافروف أن أي احتلال روسي جديد لأوكرانيا سيقابل بعواقب سريعة وشديدة.

و خلال اتصال هاتفي بينهما أمس الثلاثاء، «حضّ» بلينكن نظيره الروسي على أن تسحب روسيا «فورا» قواتها المحتشدة عند حدودها مع أوكرانيا، مناشدا موسكو انتهاج الدبلوماسية سبيلاً لحلّ الأزمة الراهنة بينها وبين كييف.

وفي وقت سابق، جدد الرئيــس الأميــركي جو بــايدن وعيــده لروسيا بعواقب «قاسية وخطيرة» في حال غزوها أوكرانيا.

وأعلن مسؤول أميركي أن بلاده تلقت رسالة خطية من روسيا تتضمن ملاحظات الكرملين على الجواب الخطي الذي سلمته واشنطن إلى موسكو الأسبوع الماضي، والذي ضمنته ردها على مطالبه الأمنية واشتراطاته لحل الأزمة الأوكرانية.