التحالف مع البون وسعيد ينهار… الخازن “يُهيكل” لائحة بمفاجأة “سوا” مع روكز
تتأكّد القوى السياسية أن الإنتخابات النيابية ستجرى في موعدها لأن هناك قراراً دولياً بضرورة إجرائها، وإلا فإن العقوبات ستتساقط كالمطر على المعطّلين.
بدأت محركات القوى في دوائر لبنان عموماً وفي كسروان – جبيل خصوصاً تدور دورتها، فهناك 8 مقاعد في هذه الدائرة، 5 للموارنة في كسروان، ومقعدان مارونيان آخران ومقعد شيعي في جبيل، لكن النسبية وضجيج المعارك النيابية المارونية خطفا الأنظار عن المقعد الشيعي وتأثير الناخب الشيعي الذي كان قادراً على حسم مقاعد جبيل الثلاثة في القانون الأكثري.
وفي السياق، فإن مفاوضات جديّة كانت تجرى بين النائب فريد هيكل الخازن من جهة والنائبين السابقين فارس سعيد ومنصور غانم البون من جهة أخرى ووصلت إلى مراحل متقدمة، لكنّ هناك «شيئاً ما» حصل في الساعات الأخيرة وأفشلها، ما دفع الخازن إلى الإنتفاضة بعد نعي اللائحة المشتركة والإتجاه إلى تأليف لائحته الخاصة.
قد يكون تأليف لائحة بالتحالف مع سعيد والبون أسهل للخازن، فالأخير حصل على 9081 صوتاً تفضيلياً في آخر إنتخابات في حين حصل البون على 6589 صوتاً تفضيلياً ونال سعيد 5617 صوتاً تفضيلياً، وبالتالي فإن فوز الخازن يصبح مضموناً.
لا شكّ أن إنتخابات كسروان – جبيل ستشهد تطاحناً بين القوى المسيحية الكبرى، لكن يبدو أن الخازن يحبّ التحدّي، فهو الذي اختار مواجهة التسونامي البرتقالي في إنتخابات 2005 و2009، ومن ثمّ أكمل مواجهته للعهد العوني في إنتخابات 2018، وهو الذي ينشط خدماتياً في كسروان ويفصل بين تحالفه العريض مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وبين المواقف الوطنية الكبرى، فهو قرر أن يخوض معركة شرسة ضدّ العهد وضدّ التسويات التي أبرمها «حزب الله».
إذاً، ينصرف الخازن حالياً إلى تركيب لائحته الخاصة بعد فشل التحالف مع سعيد والبون، وفي المعلومات أن المفاوضات قطعت أشواطاً مع النائب شامل روكز الذي يُفترض أن ينضم إلى لائحته، أما المفاجأة الثانية الكسروانية بعد روكز فتتمثل بقرب إنضمام مرشّح بهاء الحريري وحركة «سوا للبنان» في كسروان الدكتور سليم هاني إلى لائحة الخازن، ما يعني دعماً مباشراً من بهاء الحريري لهذه اللائحة، في حين أن المفاوضات تتقدّم لناحية إنضمام مرشح «الكتائب» في الإنتخابات السابقة شاكر سلامة إلى هذه اللائحة، وسلامة هو كتائبي عتيق ولا يزال لديه رصيد داخل صفوف الحزب وقادر على حصد أصوات كتائبية وكسروانية وغير راضٍ على النهج الجديد المتبع من القيادة الحزبية.
وفي سياق بحث الخازن عن مرشّح جبيلي قوي، فقد وقع الخيار على النائب السابق وليد الخوري إبن عمشيت، والذي يملك قاعدة شعبية لا بأس بها كادت أن تساهم في إيصاله إلى البرلمان في الإنتخابات الماضية، لولا تفوّق زميله على اللائحة النائب سيمون أبي رميا الذي صبّت أصوات «التيار الوطني الحر» التفضيلية لصالحه.
ويبدو أن هناك قراراً متخذاً من القيادات الشيعية والفاعليات في جبيل بعدم صبّ الأصوات «بلوك» واحد بل سيكون هناك تقسيم للأصوات، من هنا يعمل الخازن جاهداً على حصد الأصوات الشيعية وقد وقع الخيار على أحد المرشحين من العائلات الشيعية الكبيرة في جبيل، والذي سيكون قادراً على إمداد اللائحة بعدد لا يستهان به من الأصوات.
وتُستكمل الإتصالات لوضع اللمسات الأخيرة على هذه اللائحة التي تخوض معركة واضحة ضدّ العهد وسياساته والتي ستستكمل ببعض المستقلين، في حين أن حسابات الفوز بالمقاعد قد تسقط أمام حجم المعركة السياسية خصوصاً أن الناخب الكسرواني والجبيلي يصوّت بالسياسة.