غير أن المتحدّث رفض الكشف عن محتوى الردّ، معتبراً أنه «من غير المجدي الحديث عنها علناً»، وتاركاً حرية الاختيار لروسيا حول ما إذا كانت تريد مناقشة هذا الردّ. وتابع: «سنبقى ملتزمون تماماً بالحوار، كما سنستمرّ بمناقشة حلفائنا وشركائنا، من بينهم أوكرانيا»، بحسب الوكالة.
وتصاعد التوتر بين روسيا والغرب بعدما اتّهمت حكومات غربية موسكو بحشد مئة ألف جندي عند حدود أوكرانيا استعداداً لغزو محتمل، فيما تنفي موسكو هذه المزاعم، وتؤكّد أن تحرك قواتها يهدف إلى حمايتها من التوسع الغربي باتجاه حدودها.
وفي محاولة لحلّ النزاع بالأساليب السلمية، أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 17 كانون الأول، مشروع اتفاقية حول ضمانات أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومشروع اتفاقية حول ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تشمل الحدّ من التوسّع الغربي باتجاه حدودها وعدم ضمّ أوكرانيا إلى الحلف والإبلاغ عن التدريبات الأمنية مسبقاً وغيرها، وجرت مفاوضات عدّة حول هذه المطالب في كييف، من دون التوصل إلى نتيجة واضحة بعد.
لا تراجع روسي
وبالرغم من التلويح بالعقوبات، أكّدت موسكو، اليوم، أنها لن تتراجع بمواجهة التهديدات الغربية، وذلك قبيل اتصال مرتقب بين وزيرَي الخارجية الروسي والأميركي.
في السياق، أكدت السفارة الروسية في واشنطن، على صفحتها على «فيسبوك»، أن «واشنطن هي من يؤجّج التوترات، لا موسكو». وتابعت: «لن نتراجع، ونستمع بانتباه للتهديدات الأميركية بعقوبات».
ومن المقرّر أن يتحدّث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لاتّخاذ قرار حول كيفية المضي قدماً بالأزمة الأوكرانية.
بوريس جونسون في أوكرانيا
وتعبيراً عن دعم لندن لكييف، يزور رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أوكرانيا، اليوم، على أن يلتقي في زيارته، بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ويبحث معه كيفية مساعدة كييف في مواجهة روسيا.
وقال جونسون في تصريحات قُبيل وصوله: «نحثّ روسيا على التراجع والانخراط في حوار، لإيجاد حل ديبلوماسي وتجنّب المزيد من إراقة الدماء»، لافتاً إلى أنه «من حقّ كل أوكراني تحديد كيف سيُحكم. وباعتبارها صديقة وشريكة ديموقراطية، ستواصل المملكة المتحدة دعم سيادة أوكرانيا في وجه أولئك الذين يسعون إلى تدميرها»، على حدّ تعبيره.
وتعكس زيارة جونسون رغبته في جعل بريطانيا لاعباً في الشأن العالمي، فيما يواجه فضيحة سياسية في بلاده بسبب تجمّعات سابقة في مكاتبه ومقرّ إقامته، تزامناً مع إجراءات الإغلاق المرتبطة بـ«كوفيد-19» آنذاك، والتي قد تطيح به من منصبه.
وكانت بريطانيا قد هدّدت، أمس، أن أي توغّل سيؤدّي إلى عقوبات غير مسبوقة ضد من تربطهم صلات وثيقة بالكرملين من الشركات والأفراد في روسيا.