حماسة “القوات” تصطدم بعوائق جديّة!
ايناس كريمة-لبنان24
في إطار الكباش السياسي والاعلامي الحاصل على الساحة اللبنانية تمهيداً للانتخابات البرلمانية المقبلة يبدو أن أكثر القوى السياسية حماساً هي “القوات اللبنانية” حيث بدأت تعمل بشكل جدّي على رفع سقف الخطاب السياسي تحضيراً للاستحقاق المرتقب على اعتباره نقطة مفصلية حاسمة.
وبعيداً عن شعار “الخلاص الوطني” الذي ترفعه “القوات” في محاولة للّعب على الوتر الشعبي بهدف استقطاب الشارع اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً مستفيدة من تراجع التيار “الوطني الحر” نتيجة حراك 17 تشرين وفشل “العهد” في ضبط الانهيار الاقتصادي والمالي، الا أنها ستجد نفسها وسط عوائق كبيرة تحول دون تحوّلها الى الفريق المسيحي الاكبر وتؤدي الى عدم قدرتها على تسييل قوّتها لتصبح اكثر نفوذاً في الداخل اللبناني، خصوصاً وأن القوات” لا تسعى حصراً للحصول على كتلة وازنة وحسب، بل تريد أن تكون شريكاً أساسياً في السلطة ولاعباً رئيسياً في الساحة اللبنانية.
العائق الاول الذي يعترض “القوات” هو أن “التيار الوطني الحر” ورغم تراجعه الكبير لا يزال يمتلك كتلة شعبية صلبة من الصعب أن يفقدها، وبالتالي فإن قدرة التيار على تحمّل المواجهات في المرحلة المقبلة ستكون شديدة لأنه يدرك ان خسارته ليست بالأمر الهيّن الذي تطمح القوات لإعلانه، الامر الذي قد يخلق أمامها صعوبات للاستفراد بالشارع المسيحي ويمنعها من نيل لقب “القوة الاكبر”، وهذا كلّه ستحدّده نتائج الانتخابات النيابية.
الحاجز الثاني الذي قد تصطدم به “القوات” في المرحلة المقبلة هو أنها ستخوض معارك حقيقية مع المجتمع المدني على نفس الفئة من الرأي العام، إذ إن هدف الطرفين استقطاب المستقلين في الشارع المسيحي وتطويعهم تحت راية أطرهم التنظيمية او آرائهم السياسية بالحدّ الادنى، وبما أن المجتمع المدني يلتقي مع “القوات” في الخطاب السياسي فذلك يعني أنهما سيتنافسان على القاعدة الشعبية ذاتها.
ولعلّ هذه النقطة ستشكّل أزمة حقيقية حتى في الانتخابات النيابية المقبلة، إذ إن “القوات” الطامحة الى زيادة زخمها الشعبي معتمدة على المستقلين ستجد أن لدى مجموعات المجتمع المدني قدرة أمكن وأوسع على استقطاب هذه الفئات.
اما العائق الثالث فيتمثل في غياب الحليف السني، حيث أنه وحتى اللحظة وبالرغم من دخول رجل الاعمال بهاء الحريري على الخط السياسي ووجود بعض الشخصيات السنية التي ترغب في خوض الانتخابات الى جانب القوات، فإنه لا حاضنة سنيّة داخلية قوية لها وبالتالي فإنها لا تزال معزولة نسبياً عن القواعد السنية في ظلّ اعتكاف الرئيس سعد الحريري.
كل ذلك لا يعني أن “القوات اللبنانية” ستخسر شعبياً، بل وقد تتقدم نيابياً أيضاً، لكنّ ثمة عقبات سياسية جدّية ستحول دون تحقيقها الانتصار المنشود وقدرتها على “تقريش” أي تفوّق شعبي قد يحدث لصالحها على الساحة المسيحية، لذلك فإن أمامها تحديات كبيرة في الاشهر المقبلة قبل الانتخابات النيابية او ربّما أيضاً بعدها.