علي منتش -لبنان24
منذ ما قبل اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمل تيار المستقبل السياسي، والاسئلة المرتبطة بالواقع السني في لبنان تتكاثر، خصوصا في ما يرتبط بالنظام اللبناني وموقعهم فيه وامكان تعديله او تغييره، لكن هذه الاسئلة بقيت من دون اجابات شافية الى ان تحدث الحريري قبل ايام.
حديث الحريري نقل النقاش من كونه نقاشا حول مستقبل الواقع السني في لبنان الى مدى الاحباط الذي يعيشه الشارع السني، حتى ان البعض ذهب الى حد تشبيه الاحباط السني اليوم بالاحباط المسيحي بعد اتفاق الطائف، فما هي دقة هذا التشبيه؟
ترى مصادر مطلعة ان هناك اختلافا جذريا بين الواقع المسيحي بداية التسعينيات من القرن الماضي وبين الواقع السني اليوم، اذ ان المقاطعة المسيحية للانتخابات النيابية الاولى بعد الطائف والتي كانت ناتجة عن احباط سياسي كبير كانت مقاطعة شاملة من الغالبية العظمى من القوى السياسية والشخصيات المسيحية.
اما اليوم فلا مقاطعة سنية ولا دعوة من المؤسسات الدينية لعدم المشاركة في الانتخابات، كما ان جزءا كبيرا من القوى والشخصيات السنية ستكون مشاركة في الاستحقاق النيابي ما يعطي شرعية ميثاقية للانتخابات و لا يمكن الطعن فيها دستوريا او ميثاقيا..
تحديات كبيرة ستواجه الساحة السنّية في المرحلة المقبلة ، ولن تكون نتيجة لغياب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، بل هي من بعض اسباب في هذا الغياب، وبالتالي فإن التطورات ستكون جزءا من مسار تطور الحضور السني سياسيا.
التحدي الاول هو الحفاظ على الحضور الانتخابي، لان هذا الحضور هو المقدمة الضرورية للحفاظ على الحضور في المؤسسات الدستورية في المرحلة المقبلة خصوصا حساسية الواقع السياسي المفتوح على احتمالات تأسيسية.
التحدي الثاني هو كيفية حماية دستور الطائف او اقله الحفاظ على النفوذ الحالي في اي نظام سياسي جديد يتم بحثه او الاتفاق عليه بين القوى السياسية الاساسية في لبنان.
اما التحدي الثالث فهو اعادة بناء علاقات ودية ووثيقة مع الامتداد السني العربي.
هذه العناوين هي التي ستحكم مصير السنية السياسية في المرحلة المقبلة، وكيفية تعايش الشارع السني مع التطورات السياسية والتحديات المرتقبة التي قد تصيب شوارع طائفية اخرى..