الاتفاق النووي الاميركي ـ الايراني خلال شهرين
الاتفاق النووي الاميركي ـ الايراني خلال شهرين
يبدو ان الملف النووي بين الولايات المتحدة وايران يسير نحو الاتفاق والمدة المعقولة للوصول اليه هو ما بين شهرين وحدّه الاقصى 3 اشهر، واعترف الوفد الاميركي في فيينا وكذلك الايراني انه حصل تقدم في المفاوضات بين الطرفين خصوصا على الخطوط العريضة لكن يبقى التفاصيل، حيث شد الحبال، لكن بالنتيجة سيتم التوافق على الاتفاق النووي بين واشنطن وايرن.
الولايات المتحدة الأميركية لا مانع لديها من رفع العقوبات ولكن بصورة تدريجية، انما ايران رفضت ذلك كليا، ورفضت المفاوضات المباشرة ما لم يتم الموافقة على سحب كامل العقوبات. وقال محللون في واشنطن ان ادارة بايدن مستعدة لرفع العقوبات عن ايران، اما ايران فموقفها قوي جداً، واذا حصل الاتفاق النووي بين اميركا وايران والدول الاوروبية والصين وروسيا فان ايران ستزدهر ماليا واقتصاديا بشكل كبير حيث انها تستطيع تصدير اربعة ملايين برميل نفط يوميا، هذا مع العلم ان ايران اقرت موازنتها لسنة 2022 على اساس ان العقوبات باقية وجعلت ميزانية 2022 مع عدم رفع العقوبات عليها بربح ووفر مليار و200 مليون دولار .
الخطوط العريضة تم الاتفاق عليها، خاصة ان ايران ستلتزم برقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوقف تخصيب اليورانيوم على نسبة 60 % وتعود للتخفيض على نسبة 21 % وتسمح للمفتشين الدوليين بالدخول الى مراكزها النووية دون اذن مسبق، لكن الخلاف هو على مادة اليورانيوم التي قامت ايران على تخصيبها بنسبة 60% وتريد الدول الاوروبية وخاصة الولايات المتحدة نقلها الى روسيا، بينما ايران تريد ابقاء اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في مستودعات تحت الارض ومختومة بالشمع الاحمر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اي انها لن تعمد الى استعمال مادة اليورانيوم ذات التخصيب 60%.
ادارة بايدن تعرف تماما عبر خبراء السلاح النووي ان التخصيب من 60% الى 90% يشكل النسبة لانتاج قنبلة نووية، لذلك تريد توقيف ايران عند نسبة 60% وعدم القيام بالتخصيب بمستوى اعلى، وهذا ما يجعل واشنطن تريد الاتفاق، وطلبت المفاوضات المباشرة مع الوفد الايراني، الا ان ايران مصرّة على نقطتين، النقطة الاولى هي رفع كامل العقوبات عن ايران والثانية ضمانات بعدم الغاء الاتفاق النووي مرة اخرى في المستقبل وهذا ما لا يستطيع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن اعطائه، اذ لا يمكنه توقيع ضمانة بعدم الغاء الاتفاق النووي الا في عهده لانه في الولايات المتحدة قد يتم انتخاب رئيس جمهورية جديد وهو حر التصرف ولا قدرة على الزامه بقرار الرئيس الاسبق.
ايران تفهمت موضوع الضمانات اما في مجال العقوبات فلا تراجع عن رفع العقوبات كاملة، خاصةً ان ايران اذا انتجت الغاز والنفط فانها ستصبح من اغنى دول اسيا باستثناء الصين واليابان وبعض الدول كما انها ستبيع يوميا اربعة ملايين برميل نفط وستشحن مليارات الامتار المكعبة من الغاز الى العالم.
(المصادر: وكالة نوفوستي
وجريدة لوس انجلوس تايمز)