–فاطمة بلال فنيش
–وكالة نيوز
نحن اليمن، واليمن نحنُ، لم يُطلَقَ هذا الشعار كواجباً تضامنياً منا كلبنانيون فحسب، بل انطلَقَ من عمق كلّ من واجهَ عدواً متغطرساً، او قاوم محتلاً حاقد، انطلق من روح الوفاء والمواساة ممن فُجع باطفاله واحبائه وابناءَ بلده، بمجازرَ دموية وإباداتٍ جماعية، لا تشبه ما نصت عليه القوانين الدولية لحقوق الإنسان، ولا ما يعادلها من الميثاقيات العالمية البالية.
فما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه اليمن بالجنوب اللبناني، وما أشبه صعدةَ بقانا، وما أقرب عدوّهم لعدوّنا، لا بل هو نفسه..
تعددت المجازر والقاتل واحد..بقرار صهيو_أمريكي، وتنفيذ مَلكي سعودي، تلطخت يد آل سعود بدماء مدنيي صعدة، وهي ليست المرة الأولى التي يكب فيها الحقد المَلَكي غيّهُ على ابرياء اليمن، وليست المرة الأولى التي يتقمص فيها العرب شخصية الشاهد الصامت على ما يُرتكبُ من جرائمَ حرب ممنهجة بحق شركائهم بالعروبة.
150 شهيداً، واكثَر من 340 جريحاً، هي الحصيلة النهائية لضحايا العدوان على اليمن خلال الشهرالماضي، فقد أمعن التحالف الاماراتي_ السعودي بسحقِ كلّ من وقف بوجه الظلم والامبريالية، خوفاً على مصالحه وعرشه المتكئ على الغرب.
خرق التحالف كل قواعد الاشتباك، واستهدف المدنيين في سجن صعدة المركزي، الذي يضم حوالي الألفي نزيل من يمنيين وجنسياتٍ أخرى، واوقع فيهم خسائر بشرية فادحة، على الرغم من تحريم استهداف السجون في النصوص الدولية، وكان قد زار سجن صعدة الصليب الأحمر الدولي، وعدد من المنظمات الأخرى، لكن هذه التفقدات الدولية تبعها ارتكاب إبادة جماعية منظمة، مما دفع بالبعض الى إثارة الشكوك بعمل هذه المنظمات ومسؤوليتها تجاه الأحداث الدولية، و معاقبة الدول التي تخالف تلك القوانين.
وكان التحالف قد سبق وقصف
مدينة الحديدة مستهدفاً مبنى الإتصالات، مما ادى الى أنقطاع شبكات الإتصالات والإنترنت على كامل الأراضي اليمنية، وحصل ذلك على الرغم من اعتبار ذلك “جريمةحرب” حسب إتفاقية جنيف، إضافة الى سقوط شهداء بينهم أطفال وعزّل، في الغارات التي نفذت على مدينة الحديدة.
وتعدّ حرب اليمن بفعل الحصار البري والبحري الذي فرضه التحالف السعودي عليه، من أخطر الكوارث الإنسانية التي تحدث اليوم، حيث تشير التقارير بأن %80 من الشعب اليمني أصبح بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، إضافة إلى مأساة الأطفال المهددين بالموت بمعدّل طفل كل عشر دقائق نتيجة معاناتهم مع سوء التغذية الحاد، فضلاً عن إنهيار النظام الصحي الذي ادى إلى تفشي
الكوليرا في اليمن وتسبب بمقتل الآلاف، ناهيك عن نقص في المواد والمعدات الطبية والأدوية اللازمة للعلاجات كافة، مما يساهم في تفاقم الأزمة الصحية في البلاد.
ان كل ما جرى ويجري من كوارث إنسانية وسفك لدماء الابرياء من أهل اليمن العزيز، هو من نتاج أجرام الولايات المتحدة الأميركية وأذيالها في المنطقة، من المملكة السعودية مؤسسة الفكر التطرفي الإرهابي، الى دويلات الإمارات العربية المتحدة والتي فضّلت إراقة دم المسلمين على نصرتهم، و مارست فيهم كل وصايا الغرب من التجويع والقتل والحصار.
وأما أهلنا المقاومين في اليمن، لله جراحاتكم وصبركم، ولله جوعكم، افترشوا الرماد، وكلوا التراب فذلك خيرٌ لكم من مناسفِ الإعراب المنكهة بالتطبيع، ومن وسائدهم المذهّبة وعروشهم المتصهينة، و من صمودكم وعزمكم سيثبت الله أقدامكم، وينصركم بنصره، ويتحقق الوعد الإلهي ويجعل من المستضعفين أئمة ووارثين.