تحقيقات - ملفات

الحريري قال ما له ولم يقل ما عليه ..!؟

جرى تعديل خطاب تعليق سعد الحريري عمله السياسي وتياره في لبنان الى حد كبير ..منذ وصوله الى بيروت قبل ايّام حاملاً معه هذا الخطاب بنسخته المصححة لا مسودته ،
وسبب هذا التعديل عائد الى ما سمعه وناقشه رئيس المستقبل مع من التقاهم على مدى الأيام التي سبقت خطابه اليوم ..
التعديلات على أسباب قرار الحريري لم تكن تقنية او فرعية ، لا بل طالت الجوهر ذاته ، ومروحة الاتصالات واللقاءات التي اجراها لم تكن السبب الوحيد بهذا التعديل ، بل ترافقت مع اتصالات خارجية تخطت حدود الاقليم وحملت كلام وضمانات للحريري لم يحصل عليها منذ بعد احتجازه بالرياض عام ٢٠١٧ ..
قال الحريري كلام مقتضب اليوم وجعل خطابه مخصب ، ولعب كعادته دور الضحية الذي ضحى وقدم بكل شيء من اجل الوطن ، ولم يتحمل او يحمل نفسه وما ورثه من ابيه ما يتحملون من مسؤولية ما وصل اليه لبنان من انهيار اقتصادي ومالي واجتماعي ..
كرر “تربيح الجميلي ” لأنصاره واللبنانيين بأنه خسر ثروته بسبب خياراته السياسية ، وتغافل عن قصد او قصد بأن خسارته المالية الشخصية سببها الأساسي فشله كرجل اعمال بادارة مشاريع واستثمارات ورثها عن ابيه في الرياض وتركيا وروسيا والقاهرة وحتى الإمارات ، ومن يطلع على ملف سعودي أوجيه بالسعودية يدرك حجم فشله واستخفافه بادارة أعماله وانه لا يوجد سبب حتى هامشي بالسياسة لخسارته المالية ..
تناسى الشيخ سعد أن هذه الثروة التي ورثها عن ابيه هي جزء من ما جناه الشيخ رفيق اثناء توليه للسلطة في لبنان وأنها جزء لا يتجزأ من قطع حساب لسنوات عديدة احرقت اوراقها وأخفيت اوراق اخرى ووضع لما تبقى منها خطوط حمراء دينية وطائفية ..
لم يقل سعد للبنانيين ما اذا كانت المبالغ المالية التي خسرها على أهوائه الشخصية والتي عرف منها طربوش ” كانديس ” تدخل بتضحيته الوطنية وحفظ السلم الأهلي ..
اما على الصعيد السياسي جاء التعديل الى حد رمي الكرة بشكل متساوي بين ايران والسعودية وبين حلفائه ما رحل وطعن وافترق منهم وما تبقى منهم وبين حزب الله ..
قال ما قال ومشى كعادته تاركاً الخيار لمن رمى الكرة بملعبهم ، لبن سلمان ان يتحمل مسؤولية التشتت السني لمصلحة تعاظم الحزب ومحوره ، ولجنبلاط وجعجع على وجه الخصوص كيف سيخسرون مقاعد نيابية بزحلة والبقاع الغربي والشوف وبيروت الاولى والثانية وعكار وأصوات سنية قريبة للترجيح بالشمال الثالثة وغيرها من دوائر ..
ولمن انقلب عليه من قلب التيار والطائفة ان يعاينوا حصول حزب الله وحلفائه على ١٤ مقعد سني ، ولحزب الله ان يتحمل تداعيات الإحباط السني بمنطقة لم تنفض غبارها بعد عن داعش ومتفرعاتها وتنامي الإخوان والسلفية في لبنان ومحيطه…
قال كلامه المعدل والمخصب ومشى ، منتظراً ترجمة عزوفه بمواقف واحداث محلية واقليمية تتيح له كتابة خطاب العودة عن العزوف ..

عباس المعلم / كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى