الحريري انتظر أجّل فاستسلم : الساحة السنية بلا خرزة زرقاء!

جويل بو يونس- الديار

«النادي» يعرض على الحريري لوائح بادارته والاخير مصر على موقفه
فهل يتولى السنيورة ادارة المعركة؟ او يقلب بري وجنبلاط المعادلة؟

خطف سعد الحريري كل الاضواء على الساحة السياسية راهنا، فتوجهت كل الانظار منذ عودته الى بيروت الى بيت الوسط والى ما قد يخرج من مدخنة هذا البيت الذي له باع طويل في السياسة اللبنانية، فكثرت الاسئلة وكثرت معها التحليلات: فهل ينكفئ ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن الحياة السياسية؟ هل اتى زعيم التيار الازرق ليعلن نهاية» التيار الازرق؟ ماذا عن المستقبل ونواب المستقبل؟ هل انتهت الحريرية السياسية؟ من سيرث ارث الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ هل يتمكن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيلتقيه الحريري اليوم ومعه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي اجتمع به بالامس من تبديل راي الحليف التاريخي سعد الحريري؟

الف سؤال وسؤال يطرحه اكثر من طرف الا ان الجواب اليقين بقي بيد الحريري وحده الذي «سيبق البحصة» الاثنين، لكن معلومات الديار التي كانت اشارت سابقا الى ان «الرئيس الحريري سيغيب ويغيّب معه لوائح «الزيي ما هيّا « في ايار، تفيد بان الامر الذي بات شبه محسوم هو بالفعل عزوف الحريري عن الترشح شخصيا وما بقي يناقش حتى اللحظة هو كيفية مشاركة المستقبل التي يمثل الشريحة الاكبر في الطائفة السنية في هذه المعركة.

اوساط موثوقة بارزة مطلعة على جو الاتصالات والاجتماعات التي عقدها الحريري منذ وصوله الى بيروت كشفت للديار بان اجتماعا عقد الجمعة لرؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط ابلغ خلاله الحريري قراره عدم الترشح ورغبته بعدم مشاركة المستقبل ومن يريد ان يترشح من النواب فليترشح بصفة شخصية الا ان هذا الامر عارضه «النادي» الرافض لعدم خوض المستقبل الاستحقاق.

وتشير الاوساط الى ان ما طرحه رؤساء الحكومات السابقون تمثل بان يخوض المستقبل وداعموه سنيا الانتخابات تحت راية «نادي رؤساء الحكومات السابقين» اي ان تشكل لوائح مدعومة من هذا النادي الذي يتكفل هو بادارة المعركة الانتخابية الا ان معلومات الديار تكشف بان الحريري كان حتى مساء امس رافضا لهذه الفكرة فتوجهت الانظار الى لقائه مع جنبلاط واجتماعه المرتقب مع بري اليوم علّهما ينجحا بتبديل موقف الحريري اقله باتجاه القبول بعدم الانكفاء والمشاركة ولو تحت راية او عباءة نادي رؤساء الحكومات السابقين.

هذا الموقف للحريري لم يكن مستجدا لديه ولا جديدا لا على الرئيس بري ولا على زعيم المختارة اذ تكشف معلومات خاصة بالديار بان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كان بجو ما يضمر عليه الحريري الذي فاتح رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط الذي القتاه بالامارات سابقا بنيته عدم خوض الانتخابات كما ان النائب بهية الحريري كانت زارت منذ شهر وليد جنبلاط في كليمنصو شارحة موقف الرئيس سعد الحريري، كما تكشف المعلومات بان ما حاول جنبلاط عبر موفديه او وسطائه(تيمور ووائل) ان ينصح الحريري به هو عدم اخلاء الساحة السنية لمن «يتحين الفرصة «الملائمة لمنافسة سعد الحريري.

وفيما كانت معلومات الديار قد افادت سابقا بان الرئيس ميقاتي يتجه ايضا لعدم الترشح للانتخابات شخصيا، والسنيورة يبحث بهكذا خيار ايضا الا اذا قرر الترشح في بيروت باعتبار انه لن يتجرأ فيخوض المعركة في صيدا التي لن تشهد على ترشح للنائب بهية الحريري ايضا اذا ما اعلن رئيس تيار المستقبل العزوف، كما كشفت مصادر خاصة بان اسم الرئيس فؤاد السنيورة طرح في الكواليس ضمن اطار ان يكون هو القائد لنادي رؤساء الحكومات السابقين لادارة المعركة الانتخابية ودعم اللوائح التي سيدعمها النادي، الا ان هذه النقطة لم تبت بعد (ولاسيما ان ادارة السنيورة تعني عمليا تسلمه زمام الامور سنيا وتقدمه على حساب سعد الحريري وهذا ما لا بحبذه ضمنا سعد) كما ان المسالة كلها اي ادارة المعركة من قبل نادي رؤساء الحكومات السابقين على ان يخوض المستقبل المعركة تحت رايته لم تحسم بعد،وهي تركت لاجتماع اخر سيعقده الحريري بالساعات المقبلة قبل اعلان موقفه نهائيا الاثنين مع الكتلة ورؤساء الحكومات السابقين وسط معلومات مؤكدة بانه لن يتخذ اية خطوة من دون التنسيق مع هذا النادي.

وبانتظار «حسم الاثنين»، وفيما طلب الحريري من كل نوابه عدم التعليق وتسريب اية معطيات قبل الكلام الذي سيصدر عنه شخصيا، اشارت المعطيات الى ان كلام الحريري في اجتماع الكتلة الجمعة والذي قدّم خلاله عرضاً للمشهد والسياسات والتحالفات التي انتهجها المستقبل منذ دخوله المعترك السياسي حتى اليوم والتي لم تكن مشجعة بحسب رأيه، عارضته الاغلبية المطلقة من النواب الذين خالفوا الحريري الراي معتبرين ان وجوده ضرورة اليوم على الساحة السنية وكذلك تيار المستقبل ولاسيما ان بعض النواب كان اعلن بشكل واضح انه ماض بالترشح حت لو عزف الحريري عن خوض الانتخابات. وعلم ايضا ان الحريري قال لنوابه في اجتماع الجمعة ان اية اكثرية لن تتمكن من تغيير المعادلة والمشهد الاقليمي المتغير لصالح فريق معين (حزب الله و٨ اذار) وبالتالي فان خوض الانتخابات من عدمه لن يؤثر ولن يقدم ويؤخر.

على اي حال وبانتظار ما قد يخرج عن الحريري نفسه، يبدو ان رئيس تيار المستقبل الذي انتظر طويلا فرصة ما لاصلاح العلاقة مع السعودية، ظل يراهن حتى اللحظة الاخيرة على امكان تدخل فرنسي مثمر على خط الرياض ولاسيما ان المعلومات تفيد بان تأخير عودة الحريري في كل مرة وارجاءها من موعد لاخر كان سببها الاساس هو انتظاره في كل مرة امكان حدوث خرق ما مع المملكة، خرق بقي بعيد المنال فدفع بزعيم التيار الازرق الى لملمة الاوراق وحسم القرار فالاستسلام والانكفاء عن السياسة لصالح الاعمال، فهل لم تعد الساحة السنية تحتاج «لخرزقة زرقاء»؟

حتى اللحظة هذا ما بات الحريري مقتنعا به الا اذا حصلت مفاجأة ما (ولاسيما ان البعض يرى في ما يحصل مناورة من الحريري). فهل نكون امام مفاجأة عكسية عراباها عين التينة وكليمنصو في اللحظات الاخيرة في بلد اعتاد على المفاجآت السياسية في اللحظات المصيرية!

على هذا السؤال يختم مصدر بارز بالقول :في لبنان كلو وارد لكن الرجل لا يناور والارجح انه سيعلن الاثنين عدم الترشح وعدم خوض المستقبل المعركة ومن يريد ان يكمل فليرَ المناسب ويفعله!

Exit mobile version