الجيش واللجان الشعبية اليمنية: معركة أخلاقية بامتياز

العدوان على اليمن

ما نشهده في اليمن اليوم، من عدوان وحشي غير إنساني (لا حرباً عبثية فقط)، وما يقابله من صمود أسطوري للشعب والجيش واللجان الشعبية، فاق معادلات المنطق، ليصل الى مراتب الإعجاز، لا يمكننا تسميته سوى بالحرب الأخلاقية بامتياز. فالمعركة هناك هي ما بين طرفين، الأول يدافع عن حقوقه ويقابل الاعتداءات بردود محسوبة بدقة، تجنبه إيقاع الخسائر المدنية حتى درجة الصفر. فيما الثاني (الذي ابتدأ الحرب) يستثمر في ارتكاب المجازر وايقاع الضحايا، علّها تكون دافعاً لدى الجيش واللجان الشعبية لطلب وقف إطلاق النار (سموها استسلام)، والرضوخ لمطالب المعتدين: الولايات المتحدة الأمريكية، السعودية، والإمارات.

وهذا ما تؤكده العديد من الشواهد التي من كثرتها لا يمكن حصرها، ولكن سنستعرض أبرزها:

_ احترام الجيش واللجان الشعبية لما يُتفق عليه، عبر الوساطات أو من خلال الاتفاقيات المكتوبة كـ “اتفاق ستوكهولم”. بعكس دول العدوان التي لم تلتزم مطلقاً بكل ما يتفق عليه، بل كانت تسعى دائماً الى خرقها، مثل الاتفاق المذكور أعلاه. فقد سجلت مئات الخروق له من قبل هذه الدول، دون أن تدان من قبل راعية الاتفاق الأمم المتحدة، او حتى من الدول الكبرى.

_ يحظى تحالف العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي، بصمت كل دول العالم من دون استثناء، بل وهناك دول تقدم له الدعم المعنوي وحتى المادي أيضاً (إمدادات بالأسلحة والقذائف والطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي). كما أن هذا التحالف استطاع تجييش الكثير من السياسيين وسائل الإعلام والصحافيين المأجورين، لمساندته بتزييف الحقائق وجل المظلوم ظالماً والمعتدي معتدىً عليه.

_ احترام الجيش واللجان الشعبية القيم القبلية، في كل عملياتهم العسكرية البرية، فلم يستخدموا أبداً تكتيكات المباغتة والهجوم المفاجئ على المحافظات التي سيقومون بتحريرها، بل عمدوا دائماً الى الإعلان عن خطواتهم مسبقاً، محذرين مرتزقة العدوان من الاستمرار فيما يقومون به.

_ احترام الجيش واللجان الشعبية لقواعد الاشتباك، حتى في عمليات الرد على الجرائم والمجازر التي تزهق الآلاف من الأبرياء. بحيث دائماً ما يستبقون القيام بها، بتوجيه التحذيرات والتنبيهات. كما لم تستهدف أي من هذه العمليات، منشآت ذات طابع مدني صرف (مستشفيات، مدارس، دور عبادة، مباني سكنية، ملاعب كرة قدم…). فيما تحالف العدوان لا يتورعون عن فعل العكس، وارتكاب أي مجزرة واستهداف منشآت وتجمعات مدنية حتى الأعراس وأماكن إحياء مناسبات العزاء. ولم يسلم من هذا الأمر أيضاً، مرتزقتها والأطراف اليمنية المتعاملة معه.

وما عملية إعصار اليمن وما قبلها من عمليات، وحتى ما بعدها بالتأكيد، سوى شواهد على هذه النقطة.

وأبرز هذه الشواهد:

_ خلال العامين 2017 و2018، هدد قياديون الجيش واللجان الشعبية بضرب منشآت حيوية واستثمارية في الإمارات وحذروا المستثمرين من ذلك.

_ ـ 2 حزيران 2018: تحذير سلطات أبو ظبي ودبي من شن هجمات صاروخية، ودعوة المستثمرين إلى أخذ هذه التهديدات على محمل الجد.

ـ 26 تموز 2018: استهداف مطار أبو ظبي بطائرة دون طيار، لم تتسبب سوى بأضرار مادية.

ـ 27 آب 2018: قصف أهداف في مطار دبي بطائرة مسيّرة.

ـ 1 أيلول 2018: قصف مطار دبي الدولي بطائرة مسيّرة من طراز “صماد-3″.

ـ 23 أيلول 2018: التهديد بالقيام بهجمات على أهداف وقواعد بحرية مقابل استهداف ميناء الحديدة.

ـ 30 أيلول 2018: سلسلة غارات على مطار دبي الدولي بواسطة الطيران المسير.

_ في العام 2019: إعلان المتحدثين باسم الجيش واللجان الشعبية تجميد استهداف الإمارات بعد إعلانها عن وقف مشاركتها في العدوان.

ـ 18 أيلول 2019: تحذير العميد يحيى سريع للإمارات، بوقف مشاركاتها تحت طائلة تنفيذ عملية واحدة فقط ستكلفهم كثيرا.

ـ 17 كانون الثاني 2022: شن العملية الأخيرة التي لم تستهدف سوى مطاري أبو ظبي ودبي ومنشأة نفطية في منطقة المصفح الصناعية. لأن ما يؤلم هذه الدول هو المصالح المادية فقط، كما حصل في آرامكو.


الكاتب: الخنادق

 

Exit mobile version