بازدواجية معاييره المعهودة أدان مجلس الأمن عملية “إعصار اليمن” التي استهدفت منشآت حيوية في العمق الاماراتي. فيما غاب عنه إدانة قتل أكثر من 130 شهيداً وأكثر من 120 جريحاً بعد استهداف سجن يضم حوالي ألفي شخص في صعدة إضافة لمدنيين آخرين في الحديدة وصنعاء.
إذن أصدر مجلس الأمن قراراً جاء فيه “يندد أعضاء مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات بالاعتداءات الإرهابية الشائنة التي شنها في أبوظبي” وشدد المجلس في بيانه على “ضرورة تحميل المنفذين والمدبرين والممولين والمخططين مسؤولية هذه الأعمال الإرهابية واحالتهم على القضاء”.
هذه الازدواجية بالمعايير انسحبت أيضاً لتطال رؤساء دول وحكومات شاركت مجلس الأمن والتحالف في جرائمه عبر إدانة استهداف أبو ظبي وتبرأة الأخيرة وتبرير جريمتها على أنها “رد فعل مشروع”، كالأردن والكويت والبحرين والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، لكن مَن يستحق لقب “عراب” المستنكرين تناله بجدارة “إسرائيل” التي اعتبرت على لسان وزير حكومتها نفتالي بينت انه “بالنيابة عن الحكومة وإسرائيل، أرسل تعازيّ في أعقاب الهجوم الإرهابي في أبو ظبي”، مشيراً إلى أنَّ “إسرائيل ملتزمة معهم بالعمل في الكفاح المستمر ضد المتطرفين في الشرق الأوسط، وستواصل الاتحاد معهم للعمل سويًا ضد أعدائهم المشتركين” على حد وصفه. مضيفاً “نحن مستعدّون لنقدم لكم مساعدة استخباراتية وأمنية، لحماية مواطني الإمارات من اعتداءات مماثلة، ووجهت أجهزة الأمن الإسرائيلية لتزويد نظيراتها في الإمارات بأي مساعدة مطلوبة، إذا كنتم مهتمين”. وبهذا الاستنكار يكون قد اكتمل محور الخنوع بأكمله، وبهذا الاصطفاف الدولي يتبين لنا أن المرتزقة قد يكونوا رؤساء دول ورؤساء حكومات.
على المقلب الآخر، اصطف العالم بأسره إلى جانب أطفال اليمن الذين باتوا ليلتهم تحت الركام، وقد”أراد العدو أن يرتكب مجزرة اليوم بصمت… لقد تم قطع شبكة الإنترنت عن اليمن لارتكاب المجازر بصمت وما جرى في سوريا ينفذ في بلدنا” كما أكد وزير الإعلام في حكومة صنعاء ضيف الله الشامي. وما قابلته أيضاً الكثير من الدول وحركات المقاوِمة التي نددت بالجرائم التي ارتكبتها الطائرات السعودية-الإماراتية.
كرد أولي على بيان مجلس الأمن قال رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام ان “بيان مجلس الأمن عدوانٌ على الإنسانية، وتشجيع للمعتدي لمواصلة عدوانه وحصاره على اليمن، وغطاء لارتكاب مزيد من المجازر الوحشية كما حصل في الحديدة وسجن صعدة، وتاريخ مجلس الأمن مبنيٌ على المصالح، ولا يعول عليه في أخذ أيّ حق، علاوة أنه يقف دائمًا ضد إرادة الشعوب”.
من جهته أدان حزب الله في بيان له “المجازر المهولة التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والتي أدت الى استشهاد العشرات وسقوط المئات من الجرحى من النساء والرجال والأطفال”، مشيراً إلى ان “هذه المجزرة البشعة تؤكد وحشية وهمجية قوى العدوان والشر وتجردها من كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، وهي تعويض بائس عن الفشل الذريع في المواجهة الميدانية على أرض المعركة”.
مضيفاً “إننا اذ نستنكر الصمت القاتل الذي يلف العالم إزاء هذه المجازر البشعة، فإننا ندعو جميع الأحرار في كل مكان الى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني المظلوم وإدانة هذه الجريمة واستنكارها وإدانة قوى العدوان، ونعتقد أن شعبنا العزيز الذي تحمل الصعاب والآلام طوال السنوات الماضية قادرٌ على المضي قدماً وبقوة نحو إلحاق الهزيمة بالعدوان وتحقيق الانتصار المظفر إن شاء الله”.
وبدورها اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي في بيان “المجازر التي ارتكبها التحالف السعودي، مؤكدةً أنّ استهداف المدنيين المتعمّد هو محاولة يائسة ورخيصة لكسر إرادة شعب قرّر أن لا يقبل بما تمليه عليه أنظمة ربطت مصيرها بمصير السياسات الأميركية الصهيونية في المنطقة، وتخلت عن فلسطين والقدس”.
الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أكد من جهته ان “هذه المجازر تكشف مجدداً عن الازدواجية المنحازة للمجتمع الدولي والحكومات المستسلمة”، مشدداً على التضامن التام “مع الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني”.
الكاتب: غرفة التحرير