ومنذ منتصف الأسبوع الجاري، شنّ التحالف السعودي ــ الإماراتي أكثر من 100 غارة جوّية على أحياء العاصمة، كالحيّ اللّيبي في مديريّة معين، وحيّ عصر في المديرية نفسها، ومقلب النفايات الأساسي للمدينة، ومبنى مجلس النواب، وحيّ شارع المطار، وحيّ القيادة والتحرير الواقع في قلب صنعاء، والمكتظّ بالسكّان والمارّة. كذلك، استهدف طيران «التحالف» منطقة السّواد ودار الرئاسة ومنطقة النهدين ومنطقة عطان جنوب صنعاء، وألحق أضراراً بالغة بـ«مستشفى 48 الطبّي» والأحياء المجاورة له، كما طالت ضرباته مخزن غذاء تابعاً للقطاع الخاص في حيّ الثورة شرق العاصمة، ما أدّى إلى تضرُّره أيضاً وجواره، ومطار صنعاء الدولي، وقاعدة الديلمي العسكرية، ومنطقة جربان في مديريّة سنحان، ومنطقة باب اليمن التاريخي، فضلاً عن أحياء الكلية الحربية وسعوان والروضة وبني حشيش في شمال صنعاء. ولم يَسْلم ميناء الحديدة، الذي ارتفعت وتيرة التحريض عليه بزعْم استخدامه لاستقبال أسلحة إيرانية وفق ما ادّعى نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، من ضربات «التحالف»؛ إذ شنّ الطيران، مساء الأربعاء، غارتَين على محيطه، وأُخريَين على منطقة الكثيب، توازياً مع غارات أخرى استهدفت محافظتَي شبوة ومأرب.
وإذ أشّرت تلك الهستيريا، بحسب مراقبين، إلى عُمق الأثر الذي خلّفته «إعصار اليمن»، فهي استدعت مطالبات شعبية وحزبية بالردّ عليها بالمِثل في إطار «الدّفاع المشروع عن النفس»، وهو ما لا يُستبعد حدوثه في ظلّ إعلان قوّات صنعاء، الإمارات، «دولة غير آمنة»، وتحذيرها الأجانب من الاستثمار فيها. وفي هذا الإطار، تُفيد مصادر مطّلعة، «الأخبار»، بأن «صنعاء أدرجت برج خليفة ومنشآت حيوية أخرى في أبو ظبي ودبي ضمن بنك أهدافها الجوّي»، مُحذّرة من أن «هذه المواقع قد تتعرّض للاستهداف في أيّ لحظة». وفي الاتّجاه نفسه، أكّد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، في تصريحات صحافية، أن «اليمن لن يقف مكتوف الأيدي تجاه الجرائم الإماراتية، وعلى الإمارات أن تستعدّ لذلك»، مضيفاً أن «الحماية الإسرائيلية والأميركية لن تنفعها مطلقاً»، وجازماً أن «معادلة الردّ والردع ستشمل أهدافاً أكثر حيويّة واستراتيجيّة».