صنعاء | لم تكد قوات صنعاء تعلن مسؤوليتها عن عملية «إعصار اليمن» التي استهدفت مطارَي أبو ظبي ودبي ومنشأة النفط الإماراتية في منطقة المصفح في العاصمة الإماراتية، ومواقع وصفها المتحدث باسم الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، العميد يحيى سريع، بالحسّاسة، حتى ظهر رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، المشير مهدي المشاط، مرتدياً بزّته العسكرية لأول مرة، على رأس اجتماع عسكري رفيع في العاصمة، في تطوّر حمل أكثر من دلالة ورسالة، خصوصاً أنه تزامن مع استمرار الهجمات الجوية اليمنية على غير موقع سعودي وإماراتي.
وتَكشّفت، لاحقاً، المزيد من التفاصيل في شأن عملية «إعصار اليمن»؛ إذ ظهر أنها شملت أيضاً هجوماً ضدّ مصالح عسكرية سعودية في العاصمة الرياض، بواسطة 8 طائرات مسيّرة من نوع «صماد 3» طويلة المدى، وهو ما أُجبرت وزارة الخارجية السعودية على الاعتراف به مساء الاثنين، خصوصاً أنه تسبّب بإرباك كبير في حركة الطيران في سماء الرياض. وتوازياً مع تلك الضربات «التأديبية»، استهدفت القوة الصاروخية اليمنية مطار عتق في محافظة شبوة، بعد ساعات من هبوط طائرة إماراتية فيه. ووفقاً لمصادر محلية في المحافظة، فقد تسبب الهجوم بإعطاب الطائرة التابعة للقوات الجوية الإماراتية وإخراجها عن الخدمة.
وحتى مساء الاثنين، كانت هجمات صنعاء مستمرّة، مما أدّى إلى تأخير بيان سريع لساعات، قبل أن يَظهر الأخير ويتوعّد التحالف السعودي – الإماراتي بالمزيد. وبحسب مصادر عسكرية في صنعاء تحدثت إلى «الأخبار»، فإن القوات المسلّحة «أدرجت عشرات الأهداف الجديدة لدول العدوان على لائحة أهدافها، وستتجه نحو استهداف التواجد الأجنبي في كافة الأراضي اليمنية، إلى جانب تكثيف هجماتها في العمقين السعودي والإماراتي». ووفقاً للمصادر، فإن الوجود الإماراتي والسعودي والأميركي والبريطاني والإسرائيلي في جزيرة ميون في باب المندب وجزيرة سقطرى وميناء بلحاف ومطارات شبوة والريان في حضرموت والغيضة في المهرة، أصبحت «أهدافاً تحت عنوان حق الردّ المشروع في وجه إمعان الغزاة والمحتلين في انتهاك السيادة الوطنية».
وبالعودة إلى ظهور المشاط مرتدياً بزّته العسكرية، فقد اعتبره مراقبون رسالة إلى الأمم المتحدة و»المجتمع الدولي»، بأن صنعاء في طوْر الانتقال إلى مرحلة عسكرية دفاعية جديدة. وهو ما ينبئ به أيضاً إعلان الإمارات «دولة غير آمنة»، وتحذير الشركات الأجنبية من مخاطر الاستثمار فيها.
في المقابل، ردّ «التحالف» على «إعصار اليمن»، باستهداف الأحياء المدنية والبنية التحتية في العاصمة صنعاء. وكون بنك أهدافه أصبح خالياً، فقد استهدف الحيّ الليبي وسط المدينة، بسلسلة غارات أدّت إلى تدمير خمسة منازل على رؤوس ساكنيها، وإلى مقتل 12 مواطناً بينهم عميد طيار متقاعد، فضلاً عن إصابة 11 آخرين، وإحداث دمار واسع. كذلك، حلّق طيران العدوان فوق مسرح الجريمة، مانعاً فرق الإنقاذ من إنقاذ الضحايا، فيما أعلن «التحالف» شنّ عملية هجومية في صنعاء مدّتها 12 ساعة، قبل أن يعاود الطيران، فجر الثلاثاء، استهداف مبنى مجلس النواب الجديد في منطقة عصر في مديرية معين، وكذا استهداف جبل النبي شعيب بخمس غارات طاولت أبراج الاتصالات.
وعلى رغم ذلك، نُظّمت حملات شعبية للتبرّع بالمال لصالح الجيش و»اللجان»، فيما ظهرت مطالبات حزبية وقبلية وأهلية للقيادتَين السياسية والعسكرية في صنعاء، بتنفيذ المزيد من الضربات المؤلمة ضدّ «دول العدوان رداً على جرائمها بحق المدنيين العزل».