لماذا نحن على ثقةٍ بأنّ الشعب اللبناني لن يطهو طعامه على نيران الغاز الإسرائيلي؟ وهل ستسمح سورية التي رفضت مُرور أنبوب غاز قطري عبر أراضيها إلى أوروبا بمُرور آخَر إسرائيلي إلى لبنان؟

نفت وزارة الطاقة اللبنانيّة بشدّةٍ تقارير إخباريّة بثّتها “القناة 12” العبريّة تُؤكّد أن الولايات المتحدة وافقت على اتفاقيّة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى لبنان عبر خط أنابيب يَمُر بالأراضي الأردنيّة والسوريّة، وأكّدت الوزارة أن هذه الأنباء لا أساسَ لها من الصحّة.

هذه التّسريبات الإسرائيليّة قد يكون الهدف منها بذْر بُذور الفتنة في السّاحة اللبنانيّة أوّلًا، ثمّ بين لبنان وأشقّائه في سورية والأردن ومِصر، خاصَّةً أن وزراء الطّاقة في الدّول الأربع ناقشوا كُل التفاصيل اللوجستيّة المُتعلّقة بكيفيّة وصول الغاز المِصري إلى لبنان، وجاء تأخير التّنفيذ لعدم صُدور المُوافقة الأمريكيّة مثلما صرّح مسؤول مِصري قبل بضعة أيّام، ويبدو أن الإدارة الأمريكيّة التي اقترحت هذه الخطوة عبر سفيرتها في لبنان دوروثي شيا، أدركت أن الصّبر اللبناني بدأ ينفد ويُعطي نتائج عكسيّة، وأن “حزب الله” الذي كسر الحِصار النفطي بجلب ناقلات من إيران مُحمّلة بالمازوت والمحروقات الأُخرى، سيُكرّر الأمْر نفسه بالنّسبة إلى الغاز، فإيران جاهزةٌ لتوفير البدائل، ولهذا سارعت بإعطاء الضّوء الأخضر.

لا نستبعد أن تكون هذه التّسريبات مُحاولة لنشر البلبلة، وتأزيم الأوضاع في لبنان، في وقتٍ بدأت أزمة الانسِداد الحُكومي تتّجه نحو الانفِراج بعودة وزراء كُتلة دعم المُقاومة إلى حُضور الجلسات الحُكوميّة.

السّلطات السوريّة التي دفعت ثمنًا غاليًا من أمنها واستِقرارها ووحدتها الترابيّة، ودماء شُهدائها بسبب تصدّيها لدولة الاحتِلال الإسرائيلي واغتِصابها للحُقوق العربيّة، لا يُمكن أن تقبل مُرور غاز إسرائيلي مسروق عبر أراضيها إلى لبنان، وإلا لماذا لا يأتي هذا الغاز مُباشرةً عبر رأس النّاقورة إلى لبنان، اختِصارًا لمِئات الكيلومترات، وهي التي رفضت مُرور خط أنابيب غاز قطري عبر أراضيها إلى أوروبا للمُنافسة غاز حليفها الروسي، وبقيّة القصّة معروفة.

السيّد حسن نصر الله الذي كسَر الحِصار النفطي على لبنان مثلما كسَر قانون “قيصر” الأمريكي وعُقوباته على سورية لا يُمكن أن يقبل بوصول هذا الغاز الإسرائيلي المسروق والمسموم إلى البُيوت اللبنانيّة، فسابقة الأردن، التي رفضها الشعب الأردني الشّريف الوطني، في هذا المِضمار لن تتكرّر في لبنان.

الشعب اللبناني الوطني والمُقاوم لن يطهو طعامه على نيران غاز العدوّ المسروق، وهو الذي هزمَ هذا العدوّ عدّة مرّات، وحرّر بلاده من احتِلاله، وسيتمكّن بإذن الله من فرض سيادته وإرادته على حُقول غازه ونفطه في مياهه الإقليميّة وفي القريب العاجِل بالقُوّة إذا فشلت الوِساطات السلميّة.

الغاز الإسرائيلي المسروق خطٌّ شديد الإحمرار، ولن يدخل البيوت اللبنانيّة، طالما هُناك مُقاومة تَحرُس الثّوابت والقيم العربيّة والإسلاميّة، وتستعدّ عسكريًّا للمُواجهة الكُبرى لنُصرة الحقّ في فِلسطين المُحتلّة.

“رأي اليوم”

Exit mobile version