يصادف اليوم ذكرى استشهاد القيادي في حركة المقاومة الاسلامية – حماس، الشهيد سعيد صيام الذي يلقب “بالرجل الحديدي” في الحركة، نظراً للمسؤوليات التي تحمّلها خلال فترة حياته السياسية في قطاع غزّة.
كانت البداية مع الانفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987 حيث شارك صيام في لجان الإصلاح التي شكلها الشيخ الشهيد أحمد ياسين، لحل النزاعات والشجارات بين الناس والمواطنين.
وكان معلماً في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة من العام 1980 حتى نهاية العام 2003 حيث اضطر إلى ترك العمل بسبب مضايقات إدارة وكالة الغوث على خلفية انتمائه السياسي.
كما كان عضو اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث لعدة دورات، وترأس لجنة قطاع المعلمين لمدة سبع سنوات متتالية، وكان عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة. وهو من مؤسسي أكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية بغزة وأول رئيس لمجلس أمنائها. بالاضافة الى عضويته في الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل.
وتعرّض الشهيد صيام للاعتقال من سلطات الاحتلال أربع مرات في الفترة من عام 1989 حتى 1992 حيث أُبعد خلاله إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، كما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية في العام 1995.
الوزير صيام
على الصعيد السياسي مثّل الشهيد صيام حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وكان عضو القيادة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة حيث تسلم دائرة العلاقات الخارجية في الحركة. أنتخب عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح ممثلة حركة حماس في العام 2006، وحاصلاً على نحو 76 ألف صوت. ثم تولى منصب وزير الداخلية والشؤون المدنية في الحكومة الفلسطينية العاشرة حيث أسس قوة داعمة للقوى الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة سميت بالقوة التنفيذية.
وخلال منصبه في الوزارة قام بزيارة عدد من الدول بينها سوريا وإيران، ونسبت اليه مسؤولية تأسيس علاقة حركة حماس مع إيران التي تقدّم كافة أشكال الدعم للحركة سواء في الحكومة أو لجناحها العسكري كتائب القسّام.
القوة التنفيذية
هي جهاز أمني فلسطيني، تعمل كشرطة تساعد الأجهزة الأمنية في أداء مهماتها وفرض الأمن الداخلي في القطاع، وعمد صيام إلى تشكيل القوة التنفيذية من عناصر من الفصائل الفلسطنية كافة (باستثناء حركة الجهاد الاسلامي)، وقد وصل عدد المنتسبين لها في العام الأول إلى 6300 عنصر. وكان بناءها معتداً على تمويل داخلي وخارجي وخاصة من التبرعات من الفصائل، قد جُهّزت القوة آنذاك بحوالي مئتي سيارة دفع رباعي، وبسلاح من نوع “كلاشنكوف” وقنابل يدوية مصنعة محليا، وتمركزت في 16 موقعا في قطاع غزة.
محاولات الاغتيال والاستشهاد
بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين والقيادي عبد العزيز الرنتيسي عام 2004، بدأ اسم صيام يتدوال في أوساط كيان الاحتلال حيث نشر الاعلام العبرية اسمه ضمن 16 اسما مرشحا للاغتيال قبيل العدوان على غزة في نهاية عام 2008. ونجا سعيد صيام من محاولة اغتياله بعد أن قصفت طائرات الاحتلال مكتبه، خلال العدوان على غزة بعد اختطاف الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط.
وخلال العدوان 2008 – 2009 الذي أطلقت عليه كتائب القسّام اسم معركة الفرقان، ألقى جيش الاحتلال ما يزيد على طن من المتفجرات على منزل شقيقه في حي اليرموك بغزة فاستشهد الوزير سعيد صيام في 15/1/2009.
الكاتب: الخنادق