التسوية الرئاسية قبل الانتخابات النيابية!
علي منتش Ali Mantash
احد ابرز هموم “حزب الله” التي سترافقه الى الانتخابات النيابية المقبلة ، وربما الى ما بعدها، هي توحيد حلفائه ورص صفوفهم في ظل الهجمة السياسية التي يتعرضون لها في اطار السعي الدولي لعزل الحزب وطنيا واخراجه تدريجيا من المؤسسات السياسية اللبنانية الرسمية…
من وجهة نظر الحزب فإن توحيد الحلفاء سيكون احد عوامل الحفاظ على الاكثرية النيابية بعد الانتخابات، اذ ان لا شيء يستطيع الحد من الخسائر النياببة والشعبية التي سيتعرض لها عدد من حلفاء الحزب سوى توحدهم في لوائح مشتركة.
لكن عقبات كثيرة تحول دون هذه الوحدة، ولعل الاشتباك السياسي والاعلامي الذي حصل بين حركة امل والتيار الوطني الحر خير دليل على صعوبة ايجاد ارضيات مشتركة يمكن البناء عليها بين حليفي الحزب، خصوصا ان الانتخابات النيابية باتت قريبة وبالرغم من ذلك خيضت الاشتباكات حتى النهاية من دون اي اعتبارات انتخابية.
مع ذلك، لم ينه حزب الله يوما مساعيه بين الحلفاء وهو يسعى في المرحلة الحالية الى الوصول الى تسوية مشتركة ترضيهم وتجعلهم قادرين على عقد تحالف انتخابي امام جمهورهم وبيئتهم الحاضنة من دون اي خسائر تنعكس في الصناديق.
لكن وبالرغم من المكاسب المشتركة بين حلفاء الحزب والمرتبطة بالانتخابات النيابية، الا انهم يفضلون المخاطرة بحجم كتلهم على ان يفوز خصمهم السياسي وشريكهم بالتحالف مع الحزب، بكتلة نيابية كبيرة لان ذلك سيكون مؤشرا ايجابيا له ومرتبطا بالانتخابات الرئاسية وباستحقاقات دستورية اخرى.
المشكلة الرئيسية بين حلفاء الحزب هي الاتفاق على المرحلة المقبلة، وتحديدا بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة ورئيس التيار جبران باسيل من جهة اخرى ولعل الاستحقاقات التي وضعت على طاولة البحث، كالانتخابات الرئاسية المقبلة، ستكون مدار خلاف جدي بين بري وباسيل.
واذا كان التحالف الوطني الشامل بين كل قوى الثامن من اذار هو المخرج الوحيد للانقاذ الانتخابي والنيابي فإن حل الخلافات ووضع الاولويات سيكون المحدد الرئيسي لاعادة توحيد حلفاء حزب الله انتخابيا وسياسيا، من هنا تطرح فكرة حصول تسوية رئاسية بين حلفاء الحزب يتنازل فيها احد الزعماء عن الرئاسة لحليفه مدعوما من كل الافرقاء.
وعليه تحصل الانتخابات النيابية من دون وجود اي مصالح متناقضة او اي عملية تنافسية ويصبح عدد النواب وحجم الكتلة النيابية تفصيلا في الاستحقاق الرئاسي، لا بل على العكس تصبح المصلحة بالحفاظ على الاكثرية مصلحة مشتركة بين كل احزاب وقوى الثامن من اذار ما سينعكس في صناديق الاقتراع وفي اللوائح التي سيتم تشكيلها.
المصدر: خاص “لبنان 24”