“خميس الغضب” مرّ خجولا وافتقر إلى مشهد احتجاجي شعبي

تمكّن الاضراب الذي دعا إليه قطاع النقل البري من شل البلاد امس ، رغم أنه لم يأتِ على القدر المتوقع لجهة الاستجابة الشعبية والنتائج المرجوة.

وكتبت” نداء الوطن”: انكشفت مسرحية “التظاهر بالتظاهر” ضد السلطة التي أدارها بسام طليس وفشلت فشلاً ذريعاً في استدراج الناس إلى شوارع احتجاج مدجّجة باتحادات ونقابات المنظومة.

وكتبت” الديار”: ليس مستغربا ان ينتهي ما سمي بـ «يوم الغضب» الى ما انتهى اليه من مشهد «كاريكاتوري» على الرغم من احقية المطالب المعيشية المرفوعة كعنوان «للغضب» الخجول الذي لم يعم البلد. فقد انتهى نهار امس ولم يعرف اللبنانيون ماذا عن اليوم التالي؟

فتحت شعار «يوم الغضب» كان التحرك دون المستوى المأمول، وتقطعت اوصال مختلف المناطق اللبنانية، بعدما قطع محتجون اغلبهم من اتحاد النقل البري الطرقات بالشّاحنات والسيارات والحجارة وحاويات النّفايات وإطارات السّيارات المشتعلة، فيما أغلقت جميع المؤسّسات الرسمية والجامعات والمدارس والمعاهد الرسمية والخاصّة والمصارف أبوابها. وقد مرت هذه «التنفيسة» باقل الاضرار الممكنة لكن دون اي نتائج عملية

وكتب محمد وهبة في ” الاخبار”: كان أمس يوماً شبه عادي. لم يظهر فيه «الغضب» الذي روّج له قبل أيام. الشارع لم يشهد تفاعلاً حقيقياً مع فكرة الإضراب نفسها، فبدت الخطوة تحرّكاً سياسياً ضمن أهداف لا تمتّ بصلة لمطالب السائقين. أصلاً لا يُنظر إلى تحرّكات الاتحاد العمالي العام ومتفرعاته سوى من هذه الزاوية. أما فكرة تعطيل الحياة الاقتصادية للضغط من أجل تحقيق المطالب فلا جدوى لها في ظل تعطيل متقطّع فرضته الأزمة على الحياة العامة. كما أن الضغط على نظام منهار ومُفلس سلوك عبثي، ويزداد عبثية عندما يكون المضربون من صلب النظام!
وكتبت ندى ايوب في” الاخبار”: الثابت الوحيد أمس أن قطاع النقل البري شلّ البلد وقطّع أوصال العاصمة والمناطق كافة، وهو ما ليس بحاجة إلى أكثر من مشاركةٍ خجولة من بعض السائقين الذّين ركنوا السيارات وباصات النقل وسط الطرقات، مانعين زملاءهم الكثر غير الملتزمين بالإضراب والمواطنين من سلوكها. «الغضب» اقتصر على قلّة استفزّها انقسام صفّها الداخلي وعدم التضامن الشعبي معها، ما خلق إشكالاتٍ كان أبرزها في وسط بيروت تخلله إشهار سلاح من مدني، لكن لم تثرها مجاهرة رئيس اتحادات قطاعها بسام طليس بانتمائه إلى أحد أحزاب المنظومة الحاكمة، في أحد تصريحاته خلال اليوم الذي انتهى في الثانية عشرة ظهراً بدل الخامسة عصراً كما كان مقرراً.
وأفادت مصادر المتظاهرين وقطاع النقل لـ”البناء” أن “التحرك الاحتجاجي لم يهدف الى تقطيع شرايين البلد كما قيل ولا زيادة الأعباء عن المواطنين وتوقيف أعمالهم، بل هو رسالة للمسؤولين وللحكومة ورئيسها وتصبّ في صالح كل فئات وشرائح المجتمع والقطاعات الوظيفية والعمالية، كما أنّها وسيلة ضغط على الدولة لتحقيق المطالب وتأمين حقوق العمال وقطاع النقل، خصوصاً الذي يتكبّد خسائر كبيرة في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار”، مشيرة الى أن “لا خلفيّات سياسيّة للتحرّك، بل الدافع المطلبيّ وسيتكرّر الإضراب والتحرّك حتى تحقيق المطالب”.

ورأت ” النهار”: ان جانبا كبيرا من صورة الاضراب العام الباهت الذي شهدته البلاد أمس على يد اتحاد النقل البري مدعوما من الاتحاد العمالي العام عكس معارك اهل السلطة في ما بينهم. اذ على احقية المطالب المرفوعة لحقوق السائقين والطبقات العاملة التي لا جدال حولها، فان الاضراب تحول إلى عمليات قطع طرق فقط وافتقر إلى مشهد احتجاجي شعبي ثقيل ومتنوع لسائر القطاعات.
وكتبت نوال نصر في” نداء الوطن”: من حكى مع بسام طليس أول البارحة ظنّ أن «الغضب الجامح آت» ومن تابع البارحة شؤون الأرض والحراك تأكد أن السلطة فقدت «ذكاءها المصطنع» وما عادت قادرة، من خلال كل أدواتها، على تركيب السيناريوات كيفما شاءت ومتى شاءت.

بسام طليس بدا، منذ الصباح، غاضباَ. وجال صال على التقاطعات وردّ على الأسئلة بأسئلة: «إنتو شو بدكم؟». لام طليس بعض الصحافيين. ومسح عرقه مرات. أما بشارة الأسمر فتقدم عليه شوطاً معتبراً: أن اليوم (البارحة) قد نجح لأن التضامن معه كان كبيراً. يبدو أن الأسمر وسواه يحاولون حتى تكذيب أعين الجمهور. وحدهم السائقون، ثلاثة أرباع السائقين، كانوا يتابعون مسار النهار من وراء التلفاز. فلا حول لهؤلاء ولا قوّة، كما لكثير من اللبنانيين، لا للنزول الى الشارع ولا لممارسة الألعاب الفولكلورية.
وأعربت مصادر اتحادات النقل البري في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية عن “ارتياحها لنجاح الإضراب في كل لبنان بنسبة 90 في المئة واكثر، من دون حصول ما يعكر صفو الأمن لأن الأمور بقيت تحت السيطرة، ولم يصدر عن المتظاهرين ما يسيء الى كرامات الناس”. وعزت المصادر “نجاح الإضراب الى وجع الناس في كل لبنان وليس عند فئة دون أخرى”.
المصادر كشفت عن “اجتماع تقييمي يوم الاثنين المقبل في مقر الاتحاد العمالي العام لشرح الخطوات المقبلة، والطلب من الحكومة الإيفاء بوعدها، والا فالأمور قد تتجه الى التصعيد”، وقالت إن “قطاع النقل يعي المسؤوليات الملقاة عليه وهو مؤتمن على جميع اللبنانيين الذين يتنقلون عبره ويتعاونون معه من نقل وشحن”.

Exit mobile version