حزب الله لآل سعود وصيصانهم: من يستهدفنا بكلمة فلينتظر جوابنا
وفيما كانت السعودية تنظر بعين الريبة للإعلان عن إطلاق كيان معارض يضم وجوهاً بارزة من المعارضين في الجزيرة العربية، من الضاحية الجنوبية بالتحديد، كان حزب الله «يهندس» شكل الردّ على ما فهمه من رسائل عدائية سعودية حملتها خطابات ومواقف متعدّدة المستويات بدءاً من السفير السعودي في بيروت وصولاً إلى الملك السعودي في الرياض. وعلى قاعدة «ردّوا الحجر من حيث جاء»، جاء موقف صفي الدين الصارم ليرسي أربع «قواعد اشتباك» تحكم «العداء» المتصاعد من المملكة تجاه لبنان ربطاً بحزب الله.
«على السعودية كفّ أذاها عن لبنان. وأن تعرف أن الذي يستهدفنا بكلمة يجب أن يسمع الجواب أياً كان»، هذه أولى قواعد الاشتباك التي وضعها الحزب الذي يعرف أن قراراً «سعودياً كبيراً» قد اتخذ لممارسة أقصى الضغوط على لبنان تحت ذريعة «المطالبة بتحرير القرار اللبناني من هيمنة حزب الله»، إلا أن حارة حريك تعلم أن مشكلة السعودية معها مرتبطة موضوعياً بالصراع الأكبر مع العدو الصهيوني، بالتالي فإن الاستغلال السعودي لمرحلة الفوضى والتخبّط التي تسود لبنان حالياً تهدف، من ضمن أهداف عديدة أخرى، إلى محاولة إضعاف حزب الله قدر الإمكان. ومن هنا، حدّد صفي الدين القاعدة الثانية بقوله «لن نسمح بتسميتنا بالإرهاب ونسكت، فهذا عدوانٌ علينا».
كلمة الملك السعودي في الخطاب الملكي السنوي أمام مجلس الشورى، والتي دعا فيها القيادات اللبنانية إلى «إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي»، لا يمكن فهمها إلا من زاوية الدعوة إلى فتنة داخلية، لها مَن تبرّع لتنفيذها، على غرار كمين الطيونة. وهنا القاعدة الثالثة التي وضعها صفي الدين، قائلاً إن «المطلوب أن لا تتدخّل السعودية بفرض آرائها في الداخل اللبناني (…) وأن لا تتدخّل بتصنيف اللبنانيين وتحرّضهم على بعضهم البعض».
أما القاعدة الرابعة فهي الربط بين المحور الأميركي – السعودي، بمشاريعه وأهدافه وأدواته، وهنا توجه صفي الدين إلى «الولايات المتحدة والسعودية وصيصانهم في لبنان»، بالقول «إنكم لم تعرفوا قوة هذه المقاومة، فهي قادرة على إنجاز وطن سيِّد حر مستقل من دون أي ارتهانٍ للخارج وهذا هو عنوان المرحلة».
وكان لافتاً حجم التفاعل الجماهيري والإعلامي مع «لقاء» المعارضة في الجزيرة العربية في مجمع المجتبى أمس، اذ حضره جمع غفير من الوجود السياسية والدينية والإعلامية اللبنانية والعربية.
وبقدر ما كانت مصادر «لقاء» حريصة على القول إن الكيان المعارض الجديد يمتلك رؤية ومشروعاً واضحَين، وأن ورقته السياسية باتت جاهزة وسيتم الإعلان عنها قريباً، حرصت على التشديد على التكامل بين «لقاء» وكافة أطياف المعارضة السعودية لناحية الهدف، بصرف النظر عن التكتيك. وإذ نفت أن يكون «لقاء» ورقة ابتزاز للنظام السعودي بيد حزب الله، أوضحت أن «القيادات المنضوية في المشروع المعارض الجديد ليست طارئة على المعارضة، وبعضها يملك تاريخاً يمتد إلى أكثر من 30 عاماً من القول لا لآل سعود». وقالت مصادر «لقاء» لـ«الأخبار» إنه «من الطبيعي أن نجتمع هنا (في الضاحية الجنوبية) بعدما سقطت معظم الدول العربية تحت سطوة الترهيب والترغيب التي يمارسها النظام السعودي»، وشدّدت على أن المطلوب اليوم أن «ترتفع كل الأصوات، وأن يُقال لآل سعود كفى هيمنة وتدميراً وأذيّة لشعوب المنطقة وأوطانهم».
وفي كلمة له بالمناسبة، شدد رئيس الجبهة العربية التقدمية النائب السابق نجاح واكيم على أن «ما يعانيه شعبنا في الجزيرة العربية لا يقل عما يعانيه شعبنا في فلسطين المحتلة». وتحدّث عن دور الرياض في الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وفي عدوان تموز 2006، معتبراً السعودية «أداة أميركية – إسرائيلية لتدمير الكيانات والشعوب العربية من العراق إلى سوريا واليمن». ودعا واكيم السعودية إلى «كف أذاها» عن لبنان، لافتاً إلى أنها «أخذت من لبنان أكثر من 45 مليار دولار على شكل فوائد للمستثمرين السعوديين، وأعطتنا مليار دولار فقط كوديعة في بداية التسعينيات».