صراع عون بري الى الشارع در… وقطاع النقل يقفل الطرقات في كل لبنان

«الجوع كافر» والبلاد نحو الهاوية او الانفجار الكبير، في ظل اسوأ  ازمة  غير مسبوقة طالت كل اللبنانيين اللاهثين وراء «لقمة الحلال «» وحبة  الدواء»  وابسط مقومات الحياة الكريمة المفقودة  في هذه الدولة المحكومة  من تجار السياسة والدين والاخلاق، الذين شرعوا لبنان  على كل الاحتمالات «المرة»، جراء ممارساتهم المحصورة  بالتفتيش عن حفنة من الدولارات…  طبقة سياسية  لا تعرف  الرحمة والشفقة، تتعاطى  مع الناس «كقطعان ماشية والدفع على الرأس» و»الانكى ان  كل ما يرتكبونه مغلف بسياسات «فرق تسد» و»حماية طوائفهم» ونسوا ان معاناة ابناء بيروت والاشرفية والدورة وبرج حمود وطرابلس وجونية  وكسروان وجبيل وعكار والكورة وصيدا وصور والنبطية وبعلبك وزحلة وراشيا وشتورا وعالية والشويفات والدامور وزغرتا وبشري وكل المناطق اللبنانية واحدة  في الفقر والعوز والاذلال،  وان «الليرة» ليست مسيحية او اسلامية او درزية، والتاجر و»السمسار والحرامي»  لاعلاقة له بالاديان السماوية الشريفة، بل هؤلاء  جميعا شلة واحدة في النهب ونقل البلاد من ازمة الى ازمة ومن  حرب الى حرب اكبر، ولا خلاص للبنانيين  الا باسقاط هذه «الشلة» بكل الوسائل المشروعة، رغم ان المستقبل لا يبشر بالخير مطلقا،  و»البدائل المطروحة» تحوم حولها مئات الاسئلة بغض النظر عن النوايا.

رسائل بري لعون واقفال البلد اليوم

وبالعودة الى التفاصيل السياسية، فان المصادر السياسية العليمة،  تؤكد  ان الايام القادمة تحمل معها «غيوما سوداء» جراء انتقال حرب «داحس والغبراء» ببن عون وبري وباسيل الى الشارع، وتترجم اليوم بقطع شامل للطرقات الدولية واقفال مداخل العاصمة بيروت والمناطق من قبل قطاعات النقل البري التي  يقودها القيادي في حركة امل بسام طليس، ورغم احقية مطالب السائقين ومعاناتهم وفقرهم وعذاباتهم ومشروعية تحركاتهم لكنها  لن تخرج عن الكباش السياسي في البلاد بين عون وبري المفتوح على كل السيناريوات، وهنا تسال  المصادر السياسية القوى التي تهاجم الدولة؟ من الدولة اليوم؟ ومن رموزها منذ الطائف حتى الان؟ ومن اوصل الدولة  الى هذا الحضيض، ومن افلسها  معظمهم من فريق سياسي ادار  الدولة مع شركائه منذ التسعينات؟ ولم ينفذوا خطة للنقل العام؟ وهم من حولوا الدين من العملة اللبنانية الى الدولار، ووقعت الكارثة؟ وتؤكد المصادر السياسية،  ان الناس يريدون  حلولا «للقمة عيشهم « بدلا من  خلافات ومطولات المكاتب الاعلامية لعون وبري وميقاتي والحريري وكل الجوقة، وحصرهم ازمات البلد بخلافات على الدساتير والصلاحيات ومن هو رئيس الجمهورية القادم؟ ومن يتولى  رئاسة المجلس النيابي بعد الانتخابات؟  وباتت اخر اهتماماتهم الناس، وعلى اركان الطبقة السياسية ان  يدركوا ان صورهم اهتزت،  وعروشهم  اكلها الصدأ الفكري والاخلاقي والعملي، وماذا ينتظرون؟ وهم يعرفون جيدا كيف جاءت نتائج مراكز الاحصاءات الاولية للانتخابات التي قامت بها احزاب من 8 و14 اذار  واجمعت على تقدم المجتمع المدني والقوى المعارضة  لرموز الطبقة السياسية في قلب مناطقهم، وتراجع كل القيادات السياسية باستثناء حزب الله الذي حافظ على حضوره وقوته في كل مناطقه مع  تراجع كل حلفائه وهذا الامر يسري على 14 آذار باستثناء القوات اللبنانية التي حافظت على حصتها في كل الدوائر مع تقدم طفيف ومحدود لا يغير شيئا في المعادلات  الا اذا حصل التحالف مع المجتمع المدني والحالات الاعتراضية، وعندها هناك احاديث اخرى في البلد، ومن هنا فان البلاد قادمة على توترات متنقلة، وقد شهدت العاصمة بيروت ليلا موجة اضرابات وقطعا للطرقات وصلت الى  مختلف المناطق وستتصاعد خلال الايام القادمة مصحوبة بموجة جنونية من خطابات التحريض الانتخابية…

الاتصالات السياسية ووساطات حزب الله

اما على صعيد الاتصالات السياسية، فان جهود المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا لم تحدثا اي خرق جدي  على جبهة بري ـ باسيل، وقد التقى الحاج وفيق صفا باسيل نهار الاثنين الماضي لساعات والتقى بعدها الوزير السابق علي حسن خليل، كما جرى تواصل بين بري والحاج حسين خليل، ويبدو حسب المصادر، ان حزب الله امامه مهمة صعبة لكن ليست مستحيلة  حتى الان، ولم يفقد الامل، وهناك صيغ عديدة يجري البحث فيها لعقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي، لكن الحلول ما زالت تصطدم بالاتي:

١ـ اصرار بري على «قبع» القاضي طارق البيطار واقرار محاكمة الرؤساء والنواب في المجلس النيابي وتصويت نواب التيار على هذا «القبع» كي يمر المشروع  في المجلس النيابي نتيجة رفض الحريري وجنبلاط التصويت على ازاحة البيطار.

٢ـ الوزير باسيل غير موافق  على الطرح، ويرفض التصويت او ترك الحرية لنوابه ويقول للحلفاء «مجرد تصويت التيار على» قبع» البيطار  يعني المزيد من خسائر  التيار مسيحيا، ولن اقدم على هكذا خطوة، وانا مع اي حل لا يؤثر على  صورة التيار.

٣ـ يخشى باسيل فعليا وكل حلفاء حزب الله بما  فيهم سليمان فرنجية من النسبة المرتفعة لاصوات المغترببن في دائرة البترون وزغرتا وكل الدوائر، ولدى التيار الوطني معلومات بان جهات رسمية اغترابية ومخابرات دول في واشنطن واوروبية وصولا الى كندا واوستراليا بالاضافة الى دول الخليج بدات بالتواصل مع المغتربين مباشرة او عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحذرهم من التصويت لحزب الله وحلفاء الحزب وتحديدا التيار الوطني، وان التصويت لهؤلاء سيعرضهم لاجراءات قانونية والغاء «الاقامات» كونكم ستصوتون لحزب موضوع على لوائح الارهاب ولرئيس تيار بحقه عقوبات دولية، وهذا ما يقلق التيار ويتعاطى بري مع الامر دون اكتراث حتى ان حزب الله لم يضغظ على بري الذي تدخل بكل قواه لمنع المجلس الدستوري من تعديل قانون  الانتخابات، وهذه مشكلة كبيرة لم تجد طريقها الى الحل حتى الان، ومن هنا يسال التيار، هل يريد الثنائي الشيعي الاكثرية النيابية فعليا؟

٤ـ الرئيس بري مستاء من تقييد الدورة الاستثنائية ببرنامج محدد، ويعتبر ذلك  رسالة موجهة ضده،  ولا تعبر عن حسن نية من بعبدا وباسيل لتشريع الحلول لكل الملفات المطروحة، وربما لن يدعو لجلسة عامة في ظل هذه الاجواء ولن يشرع الدائرة الـ ١٦ للمغتربين والتصويت لـ ٦ نواب يمثلونهم؟ وهذا ما يفاقم الخلافات بين التيار والحركة ويشل الدولة، وهذه مسالة لم تحل حتى الان ايضا؟

٥ـ الخلافات على موضوع التعينات واصرار العهد على اقالة رياض سلامة ورفض بري، وبالتالي  الخلافات على حالها، وحزب الله مستمر في مساعيه لايجاد مخرج توافقي يرضي الجميع.

  لا جلسة للحكومة قبل الانتخابات

اما على الصعيد الحكومي فان الامور ما زالت مقفلة مع ترجيح المصادر السياسية ان لا تعقد جلسة للحكومة قبل الانتخابات، وفي آخر الاتصالات، ان الثنائي الشيعي وافق على عقد جلسة للحكومة لاقرار الموازنة مع اضافة بند يتضمن اقالة رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود،  وهذا ما رفضه الرئيس ميقاتي، والاتصالات متوقفة والحكومة الى الشلل بعد رفض عون الاستمرار في توقيع المراسيم الجوالة والمطالبة بجلسة للحكومة لن تعقد مهما كانت الاسباب، قبل اقالة عبود وازاحة طارق البيطار عن قضية المرفأ وهذا امر بالغ الصعوبة في ظل التشعبات  المحلية والاقليمية. وعندها يطرح السؤال، كيف ستجري الانتخابات النيابية؟ مع غياب الاستعدادات في كل المناطق وعدم اطلاق الماكينات الانتخابية حتى الان، والتريث باعلان التحالفات، مع تاكيدات ان الرئيس الحريري سيعود الى بيروت ولن يحسم ترشيحه بعد، وابلغ نوابه ان مرشحيه معظمهم سيكونون من الشباب، اما تحالفاته مستبعدة كليا مع حركة امل لانه لا يريد الخروج من القرار السعودي الرافض لاي تحالف انتخابي مع حزب الله وكل حلفائه حتى ولو كانت مواقفهم معتدلة من الرياض، وهذا يسري ايضا على سليمان فرنجية رغم انه من المبكر الحديث عن الاستحقاق الانتخابي قبل حسم حصوله.