صحيح ان الاوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين اللبنانيين تخطت الخط الاحمر في انحدارها وفي جوع المواطنين واحوالهم على جميع الاصعدة من ادوية واستشفاء وغلاء المواد المعيشية والاستهلاكية، وحدث ولا حرج عن كل الحقوق المدنية التي فقدها المواطن اللبناني والتي بالطبع تتطلب غضبا شعبيا.

الا ان فتيل التحرك هذه المرة جاء من الرئيس نبيه بري الذي قرر مواجهة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بطريقة غير مباشرة عبر النقابات.

رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس هو رجل يدخل في نفوذ بري مباشرة والاتحاد العمالي ايضا بشخص رئيسه بشارة الاسمر.

هكذا سيكون اليوم الخميس «يوم الغضب» النقابي ولن يقف عند هذا الحد بل سيتعداه الى غضب شعبي كبير عبر اغلاق كل الطرقات في كل لبنان من الجنوب الى الشمال الى البقاع وصولا الى جبل لبنان وبيروت من الخامسة صباحا حتى الخامسة بعد الظهر.

فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يتحرك الا باعطاء توجيهاته للجيش اللبناني والاجهزة الامنية لحفظ الامن.

لكنه سيبقى في بعبدا ينظر الى التظاهرات والاقفال والاضراب منتظرا الخطوة المقبلة لرئيس مجلس النواب نبيه بري وما هو المطلوب.

هل نحن ذاهبون لانتخابات رئاسية مبكرة؟ ام نحن ذاهبون الى انتخابات نيابية تسيطر عليها النقابات شعبيا وستكون هذه النقابات المتحالفة مع الرئيس بري هي المسيطرة على الانتخابات النيابية؟

عندها سيضعف خط التغيير نحو المجتمع المدني ويضعف ايضا التغيير المطلوب على مستوى المجلس النيابي لتغيير الاكثرية النيابية الحالية عبر الانتخابات ويكون الرئيس بري قد استطاع تأمين اكثرية نيابية جديدة برئاسته تضم اكثر من 7 قوى كبرى والحلف الاساسي فيها هو حلف بري ـ جنبلاط ـ الحريري اضافة الى تحالفات في المناطق بـ «المفرّق».

مثلاً ان يحصل تحالف مع التيار الوطني الحرّ او «القوات اللبنانية»، مع العلم ان الاحزاب اطلقت ماكيناتها الانتخابية.

«يوم الغضب» النقابي اليوم، سيعطي اشارات شعبية من خلال الشعارات التي سيحملها المتظاهرون او الكلمات التي ستلقى، وعندها يظهر المنحى السياسي لتحرك النقابات، ومدى دخول بري على الخط مباشرة في الكلام السياسي الذي سيُقال.

لن تهز التظاهرات موقع الرئيس العماد ميشال عون، لان من طباعه البقاء حتى آخر لحظة على موقفه، وكذلك لن تضعف الرئيس بري، بل ستعطيه قوة اضافية، لان مساحة قوته ستزداد من خلال امتداد جمهور النقابات الواسع على مدى الاراضي اللبنانية.

الوضع خطير وخطير وخطير….

«الديار»