فرنجية في بعبدا: المشروع الاستراتيجي مع عون والافتراق عن باسيل

مصباح العلي-لبنان24

بعيدا عن حسابات الربح و الخسارة فإن لبنان يعتبر الخاسر الأكبر من فشل طاولة الحوار كونه  يتدحرج نحو الهاوية ،فيما وقف الانزلاق نحو المجهول يحتاج الى ذهنية بعيدة عن الأداء السياسي الراهن.

حضرت معظم الأطراف الأساسية إلى قصر بعبدا ، لكن في المقابل أتت النتائج مخيبة لامال رئيس الجمهورية لناحية الاحجام عن المشاركة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، رغم سعي بعض القوى إلى التوازن بين احترام موقع رئاسة الجمهورية وعدم التورط في الدعوة إلى الحوار كونها تحمل في طياتها تعويما سياسيا مبطنا.

يمكن إعتبار سليمان فرنجية نجم بعبدا خلال الساعات الماضية لعدة اسباب اولها ان زيارته رئيس الجمهورية  تأتي رغم جبل الجليد المتراكم بين الشخصين منذ وصول عون الى الرئاسة وابتعاد فرنجية عن المشهد بشكل مباشر بعد انتخاب 2018. اما السبب الثاني فهم ان اللقاء جمع  حليفين مسيحيين لحزب الله في ظل منافسة حامية على الجبهة النيابية كما في الميدان الرئاسي.

يؤكد مراقبون ، بأن فرنجية ضرب عدة عصافير بحجر واحد حيث يسجل له ثباته على مواقفه السابقة وتحديدا مقولته الشهيرة بأنه جاهز لتلبية دعوة رئيس الجمهورية وهذا ما ينم عن كونه رجل دولة ومن  قماشة باتت نادرة في الوسط السياسي الحالي القائمة على الأنانية والفردية والكيدية في السلوك الشخصي والممارسة السياسية.

فضلا عن ذلك، اعطى فرنجية إشارة ملفتة حين وضع الخلاف مع التيار الوطني في الأطار الانتخابي الضيق، وبالتالي هو قطع الطريق على التكهنات بوجود قواسم مشتركة مع القوات اللبنانية قد تسمح بتطوير المصالحة بين المردة والقوات نحو تفاهم سياسي وانتخابي وهذا ما يرفضه فرنجية انطلاقا من الافق الاستراتيجي الذي يجمعه مع عون تحديدا.

على أن الهدف المركزي الذي حققه فرنجية، يكمن في إثبات بأن  تحالفه العميق مع حزب الله اكبر من العوامل المستجدة وهو وضع حدا لكل الاجواء التي راجت في الفترة الأخيرة عن جهد حزب الله تنظيم صفوف حلفائه المسيحيين لمواجهة الحرب الضروس لكسره َ عزله في الانتخابات النيابية المقبلة.

بناء عليه، رغم التصويب الفوري على زيارة  فرنجية فإنه استطاع تظهير وجهته السياسية في المرحلة المقبلة القائمة على تثبيت موقعه السياسي المتحالف استراتيجيا مع حزب الله لكن مع تظهير الافتراق النهائي عن  التيار الوطني الحر ولو من باب السخرية  عبر احترام  رغبة جبران باسيل عدم  ” التحالف مع الفاسدين “.

Exit mobile version