هل حمل خطاب السيد تحذير او نصيحة لدمشق ؟!
خطاب حاد باللهجة ومنظم ومتسلسل بالمضمون ، كاد يكون مكتوباً لا ارتجالياً وكأنه مصاغ بحرفية دقيقة ومرتب بالكلمة والحرف
وحتى الإشارة كانت تعرف بتعبير الوجه وقوة الصوت وهدوئه حيث تدعوا الحاجة والهدف ..
دقة هذا الخطاب تماشت مع دقة ما تمر به المنطقة وما تحمله من ملفات ساخنة وحاسمة تحتاج الى تصويب اكثر من دقيق يحذر فيه العدو وينذر وينصح به الصديق ..
بشكل مبسط لم يحمل خطاب امين عام الحزب جديداً من حيث الشكل او المبدأ ، فيما خص امريكا وإسرائيل والسعودية ! وكذلك الامر ما قاله عن دور ايران و دور صاحب المناسبة ال شهيد سليماني ،
لكن حنايا الخطاب وبوصلته كانت هي المفصل بتوجيه الرسائل والمحاذير ليس فقط للأعداء والخصوم بل للأصدقاء!!!
لم يكن الهجوم على امريكا والسعودية بشكل خاص يتصل فقط بالمواجهة مع الحزب في لبنان والمنطقة ، بل كان اشبه بنصيحة وتحذير للأصدقاء والحلفاء بشكل اساسي في العراق كي لا تكون الحكومة المقبلة منصة للعداء مع ايران على حساب الانفتاح على الحلف الامريكي الخليجي الذي ذكر وفند سماحته ماذا فعل هذا الحلف بالعراق على مدى ٤ عقود وماذا فعلت طهران وقدمت لمواجهته وهزيمته لمصلحة العراق ووحدته ..
والملفت اكثر بخطاب سماحته إطلاقه رسائل تحذيرية يمكن اعتبارها على سبيل الاحتياط لدمشق التي تتواتر معطيات يجري الحديث عنها بشكل واسع بأن هامش التمايز بينها وبين ايران اصبح مقلقاً وملفتاً وأحياناً غير مبرر ، خصوصاً وان هذا التمايز بدأ يتوسع اكثر بعد تصاعد التواصل الدبلوماسي والأمني الخليجي مع دمشق ، وعلى خط مشابه الارتياب المتزايد من الدور الروسي الغامض بالملف السوري والذي ترجم على ارض الواقع بصمت سياسي وعسكري وتقني على غارات اسرائيلية أصبحت شبه أسبوعية تستهدف ميناء اللاذقية وبشكل خاص مستودعات ومستوعبات لمواد غذائية وأدوية ايرانية مرسلة لحزب الله !!
فهل صوب خطاب السيد المسار مع دمشق وحماس وبغداد ؟؟ ام انتج حوار علني مع الحلفاء للتفاهم على مسار جديد يشكل اطار مختلف للحلف والعلاقة بالمحور تتماشى مع متغيرات المنطقة ومستجدات مفاوضات فيينا والحوار السعودي الإيراني وعودة سوريا المرتقبة للجامعة العربية من البوابة الخليجية ،
ام ان التمايز الحاصل لا يعدو كونه ترتيب وخلط اوراق وتكتيك سياسي لا يخدش او يحيد عن الهدف والحلف الاستراتيجي ؟؟؟
عباس المعلم / كاتب سياسي