لن يتأخر الرئيس سعد الحريري في العودة الى بيروت بعد غياب غير قصير عكف خلاله بالدرجة الاولى على مراجعة كل اوراقه وحساباته بعد اعتذاره القسري عن تأليف الحكومة قبل ان يخلفه الرئيس ميقاتي ويؤلف حكومته الحالية.

ووفقا للمعلومات الشحيحة عما توصل اليه بعد هذه المراجعة التي تخللتها محاولة اعادة تسوية اوضاعه الشخصية والمالية وعلى مستوى علاقاته السياسية الخارجية، يبدو انه يتجه الى استئناف دوره ونشاطه السياسي من خلال قيادته لتيار المستقبل بعد فترة من «النقاهة السياسية» لم ينقطع خلالها عن التواصل اليومي مع بيروت والحلقة الضيّقة المحيطة به.

وعشية عودته المنتظرة يشهد بيت الوسط حركة ناشطة نسبيا في اطار التحضير للقاءات والاجتماعات التي يتوقع ان يعقدها الرئيس الحريري مع نواب كتلته والقيادات في المستقبل، مع العلم ان احدا من هؤلاء لم يتمكن حتى الان من معرفة القرار النهائي والحاسم الذي سيتخذه في شأن الاستحقاق الانتخابي.

ووفقا لاجواء المقربين من الحريري فانه حريص على عدم البوح بكامل الاسرار قبل عودته الى بيروت، لكنهم اخذوا يلمسون مؤخرا انه يتجه الى اعلان المشاركة في الانتخابات النيابية وعدم ترك الساحة السياسية السنيّة في دائرة الارباك والفراغ، لا سيما ان المنافسين له من اهل البيت الصغير والكبير لم يتمكنوا من ملء جزء يعوّل عليه من الدور الذي أداه او قد يؤديه تيار المستقبل في المرحلة المقبلة.

واذا كانت الاجواء التي تسبق عودته تبوح بنصف الاسرار لجهة ترجيح خوض تيار المستقبل الاستحقاق الانتخابي في ايار المقبل، فان ترشح رئيسه الشيخ سعد ليس محسوما، مع العلم ان هناك ضغوطا والحاحا من قبل التيار والانصار وبعض الحلفاء على اهمية خوضه شخصيا غمار الترشح والمعركة على رأس مرشحي المستقبل لاعطاء جرعة معنوية اضافية من اجل تحسين وضع «المستقبل» الانتخابي.

وفي هذا السياق يدور همس بين القلة من السياسيين الذين على تواصل مع الرئيس الحريري مفاده انه حسم امره باتجاه خوض الانتخابات من خلال تياره ولم يتخذ الموقف النهائي في شأن ترشحه شخصيا على رأس لائحة التيار في بيروت.

ويذهب مصدر سياسي بارز على تواصل مع الحريري الى القول انه بدأ اجراء مداولات اولية في بعض الاسماء التي ستستبعد وتلك الوافدة الى نادي ترشيحات المستقبل، فهناك قلّة لا يرغبون بالترشح مجدداً وآخرون ما زالوا على لائحة الانتظار وهناك عدد آخر باق على لائحة الترشيح.

ويستدرك قائلا، ان الرئيس الحريري لم يتخذ موقفا من كل هؤلاء، وهو يفضل اجراء جوجلة دقيقة وفق الحسابات التي سيجريها بعد عودته الى بيروت والاجتماع مع القياديين المكلفين متابعة الشأن الانتخابي بصورة عامة.

ووفقا للمعلومات الاولية فان تغييرات ستحصل في معظم الدوائر التي سيخوض فيها المستقبل الانتخابات حيث يتوقع ان يحصل تغيير في اكثر من نصف لائحته في بيروت وكذلك الامر في طرابلس.

اما في عكار والمنيه والضنية فيبدو المشهد ضبابيا حتى الآن، لكن المرجح ان يحصل تغيير ايضا قد يتناول 3 او اربعة اسماء. ولا يختلف الوضع في البقاع عن عكار، مع العلم ان طريقة اختيار المرشحين والاسماء مرتبطة بشكل او بآخر بالتحالفات التي سيعقدها الحريري مع القوى الاخرى.

وكما هو معلوم ومنتظر فان دائرة صيدا والجنوب عموما متروك امر البت بها للسيدة بهية الحريري، حيث يتردد كما هو معلوم ترشيح نجلها احمد. وفي اقليم الخروب يبدو ان النائب محمد الحجار سيرشح مجددا مع الاخذ بعين الاعتبار مسألة ترشح السنين الاخر من الحزب التقدمي الاشتراكي من مدينة اخرى غير برجا اي من شحيم. وفي مثل هه الحال يتوقع تجديد ترشيح النائب بلال عبدالله.

وفي شأن التحالفات الانتخابية تقول المعلومات ان التحالف المحسوم في حسابات تيار المستقبل هو التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي في الدوائر: بيروت، والبقاع الغربي، والشوف.

ولا يستبعد ان يتحالف المستقبل مع حركة «امل» ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والتقدمي في البقاع الغربي، لكن هذا التحالف غير محسوم نهائيا بعد.

وفي شأن التحالف مع القوات اللبنانية فان اي طرف من الطرفين لم يحسم موقفه النهائي بها الشأن مع العلم ان العلاقة بينهما ما زالت غير جيدة بسبب الخلافات التي تفاقمت منذ حادث احتجاز الرئيس الحريري في السعودية والموقف الذي اتخذه رئيس «القوات» سمير جعجع منه في حينه.

ومن السابق لاوانه رسم معالم التحالفات الانتخابية التي سيعقدها الحريري، خصوصا انه لم يعلن بعد قراره النهائي في شأن المشاركة او عدم المشاركة في الانتخابات. لكن هذا الموضوع سيكون على جدول اعمال رئيس تيار المستقبل بعد عودته الى بيروت وحسم امره تجاه الاستحقاق الانتخابي.