ينتظر أن تكتمل صورة ما سيكون على مستوى العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و ««حزب الله» بكلمة السيد حسن نصر الله اليوم وسط توقعات بأن يتلقّف بهدوء الكثير من النقاط التي أثارها النائب جبران باسيل ويتفهّم مقتضياتها، المسيحية والانتخابية، ولكن مع معاودة تثبيت مدوْزنة لثوابت تتصل بنقاط جوهرية مثل العلاقة مع الرئيس بري على قاعدة «أن الخلاف لا يفسد في الود قضية».
وكتبت” النهار”: الكلمة التلفزيونية “الماراتونية” لباسيل لمدة ناهزت الساعة الكاملة في افتتاحية مواقفه لهذه السنة المصيرية بالنسبة الى العهد وتياره وبالنسبة اليه شخصيا جاءت اكثر من كل مرة حمالة أوجه ولو انه رفع سقف الانتقادات لحليفه وشريكه في تفاهم مار مخايل “حزب الله ” . ذلك ان مغالاة باسيل في الحديث عن الاثمان التي تكبدها تياره في مقابل تغطية الحزب وصلت الى حدود وصفتها أوساط وثيقة الصلة بالثنائي الشيعي بانها ابتزاز مكشوف من خلال تخيير الحزب بين منع انهيار تفاهم مار مخايل والتحالف الوثيق بين الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري . هذا الخط الأحمر الذي يعرف باسيل قبل سواه انه غير قابل للمس استعمله امس ليبرر أيضا كل طموحاته في تصفية الحسابات مع خصومه من غير الشيعة فاذا به يحيد تماما الموقف من المقاومة ومن الارتباط الإقليمي لحليفه ويحصر انتقاداته العلنية بمسالة محاصرة العهد وشل الحكومة تحت ستار مشروع بناء الدولة . ولو كان باسيل راغبا فعلا في ما لمح اليه من تمزيق التفاهم لما كان أيضا رفع لواء تحالفه المتجدد مع بشار الأسد معلنا استعداده لزيارة دمشق قريبا وكأنه يقول للحزب الحليف انه قادر على اللعب على التحالفات إياها التي تربطهما . ولذا ستتجه الأنظار اليوم الى ثلاثية ردود وتعليقات أساسية متوقعة على باسيل من الرئيس بري عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل والأمين العام ل” حزب الله ” السيد حسن نصرالله في كلمته المقررة مساء و”القوات اللبنانية” التي اطلق باسيل مجددا اتهاماته المقذعة في اتجاهها بما يرسم مزيدا من علامات الريبة والشكوك في مضامين مواقفه واتجاهاته .
وكتبت” الديار”: رفع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سقف المواجهة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مؤتمره الصحافي المنتظر ظهر اليوم حيث صوب مباشرةً على بري من باب اتهامه بتعطيل مجلس النواب واتباع الاستنسابية في عرض القوانين على الهيئة العامة، كما اشار الى الى السلبطة على صلاحيات رئيس الجمهورية من قبل مجلس النواب ورئيسه. بالمقابل، ترك باسيل الباب مفتوحاً للحوار مع حزب الله حول تطوير تفاهم مار مخايل رغم توجيهه كم كبير من الانتقادت لمقاربة الحزب السياسية في السنوات الأخيرة وللعلاقة الثنائية مع الوطني الحر قائلاً “هيك مش ماسي الحال”.
وكتبت” الشرق الاوسط”: هاجم رئيس التيار الوطني الحر النائب اللبناني جبران باسيل حليفه ««حزب الله» في مواقف هي الأولى من نوعها، ملوّحاً بفك التحالف بينهما، ومنتقداً انخراطه في الحروب خارج لبنان. ودعا إلى أن «يكون سلاحه تحت كنف الدولة»، مطالباً في المقابل بـ«تغيير النظامين السياسي والمالي في لبنان»، ورافضاً «المسّ بصلاحيات رئيس الجمهورية»، ومبدياً استعداده لزيارة سوريا قبيل الانتخابات النيابية.
وتأتي مواقف باسيل التي لم تخل أيضاً من هجوم على رئيس البرلمان نبيه بري بعد مواقف مماثلة وإن أخف حدّة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ضد ««حزب الله»، وانتقاده سلاحه، داعياً إلى «البحث في الاستراتيجية الدفاعية».
وكتبت” الانباء ” الكويتية: المسألة، محاصصاتية بقدر ما هي سياسية وكيدية أكثر منها قانونية او توازنية، بدليل الحملة التي شنها رئيس التيار الحر جبران باسيل على الرئيس بري، مصحوبا بعتاب المحب لحزب الله، وبالغمز القوي من قناة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، مذكرا بأولوية الدولة على أي كائن آخر، ومستعملا قاعدة «ضربة على الحافر وضربة على المسمار»،
وكتبت ” الرأي” الكويتية: رغم أن باسيل، لم «يكسر الجرّة» مع ««حزب الله»، إلا أنه بدا وفق خصومه وكأنه «يقايض» الحزب بين «الوحدة الشيعية»، أي العلاقة مع بري، وبين تجديد الغطاء المسيحي له بإزاء «محاولات عزله التي ستستمر»، معتبراً أن أمام بناء الدولة والإصلاح وضرب «المنظومة» عائقاً من «3 أحرف: بري، وهو الجواب الذي يعطوننا إياه حين نسألهم»، كما «أغرى» حزب الله بإعلان «لم يعد لدينا مبرّر لعدم زيارة سورية، وأنا على استعداد لزيارتها قبيل الانتخابات»، وإعلائه خيار انتماء لبنان إلى «المشرقية»، إلى جانب تذكيره بالأثمان (العقوبات الأميركية) التي دفعها جراء تمسكه بالتحالف مع الحزب.
وكتبت” نداء الوطن”: بفارق أكثر من عامين عن تهديده بقلب الطاولة على الجميع في لبنان والمجاهرة بنيته زيارة دمشق قبل أن تباغته ثورة 17 تشرين وتقلب الطاولة على مخططاته، بدأ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل خطابه أمس، من حيث انتهى في خطاب 13 تشرين 2019 من الحدت… فلفّ ودار وعاد إلى مربع “الممانعة” الأول، ليجدّد العزم والنية على القيام “بزيارة علنية” إلى سوريا “ولو قبل الانتخابات لأنه ما عاد إلنا مبرّر لعدم الزيارة”. ومن العنوان السوري العريض الذي توّج به كلمته، بدا واضحاً أنّ باسيل حسم خياراته ورسم “استراتيجيته” للمرحلة المفصلية المقبلة، فأعد العدّة لأن يلعب “صولد” ويرمي جميع أوراقه على المكشوف، ضمن إطار استراتيجية ثلاثية الأبعاد، سياسياً وانتخابياً ورئاسياً، تقوم على “استعداء” رئيس مجلس النواب نبيه بري وشيطنته لشدّ العصب المسيحي، مقابل “استجداء” العطف والاحتضان من قيادة “حزب الله” وتحميلها واجباً أخلاقياً بانتشال “التيار الوطني الحر” من أزمته المسيحية والسياسية والشعبية، بالتوازي مع “استرضاء” الرئيس السوري بشار الأسد لإعادة تعويم حظوظه الرئاسية في دمشق وفرضها فرضاً على حلفائها في بيروت.