الأخبار- يوسف فارس
هذه ليست المرّة الأولى التي تُسيّر المقاومة فيها مجسّمات الدبابات في العروض العسكرية. إذ إن تلك المجسّمات، التي تُحاكي الشكل العام لدبابة «الميركافا» – عماد القوّة العسكرية البرّية لجيش الاحتلال – كانت حاضرة في التدريبات كافّة. لاقت آليات المقاومة، في المرّة الأولى التي ظهرت فيها، عاصفة من الجدل في الأوساط الشعبية في غزة، وأيضاً في الإعلام الإسرائيلي الذي أفرد مساحة لتحليل آلية تصميمها، وخَلُص أخيراً إلى أنها «مثيرة للسخرية». ووفقاً للمُشاهدة العينيّة، فإن هذه الدبّابات لا تؤدّي بالفعل أيّ وظيفة قتالية، فهي لا تعدو كونها مُجسّماً، رُكّبت أجزائه تركيباً، من الدواليب المجنزرة، إلى المدفع والبرج، ودروع الحماية، وثُبتّت جميعها بطريقة احترافية فوق عربة مدنية، تتنقل بها من مكان إلى آخر، فيما يجري تذخير المدفع بوسائط متفجّرة تؤدي وظيفة استعراضية، وليس أكثر من ذلك.
خلال «الركن الشديد 2»، ووسط تهامس بعض الحضور عن «الدبّابات التي يجُرّها توكتوك»، اقتربنا من أحد القادة الميدانيّين، وسألناه عن القيمة العسكرية التي تؤدّيها مثل هذه الآليات المثيرة للجدل. حسر الشاب عن ضحكة تحوّلت إلى الجدّ سريعاً، قائلاً: «إلى مِثل هذه الآليات يعود الفضل في تنفيذ عمليات الإنزال خلْف خطوط العدو. صحيح أنها صُنعت لأوّل مرّة لأغراض الاستعراض العسكري الذي ينتهي بتدميرها في نهاية كلّ تدريب، لكن فيما بعد، التفت الأخوة المتخصّصون في مجال التدريب، إلى ضرورة محاكاة الشكل الخارجي لدبابة الميركافا الإسرائيلية، بكافّة أبعادها وتفاصيلها الدقيقة، حتى يساهم حضورها المتخيَّل في الميدان، في كسر الحاجز النفسي بين الجنديّ المقتحِم، وبين حضورها الحقيقي في موقع العدو». ويتابع: «يحيط العدو هذه الآليةَ بهالة كبيرة من الرهبة، وعندما تَخرج من عين النفق، وتقابل في وجهك دبابة يربو طولها عن التسعة أمتار وعرضها عن الستّة، تشاهدها لأوّل مرّة في حياتك عن قرب، لا يمكن التنبّؤ بردّة فعل مضبوطة، نحن وبواسطة تلك الحيل البسيطة نقلّل تأثير الصدمة، ونطبّع عين المجاهد للتعاطي المرن مع هكذا آلية».
في السماء، أطلقت المقاومة طائرة مُسيّرة، تمكّن جمهور الصحافيّين الذي حضروا لتغطية المناورة، من مشاهدتها عن قرب. كان لافتاً أن مُسيّرات المقاومة خرجت من إطارها البدائي؛ فخلافاً للنسخة السابقة من طائرة «أبابيل» التي كشفت عنها «القسام» لأوّل مرّة في حرب عام 2014، بدت المُسيّرة هذه المرّة مَرِنة في التحرّك، صغيرة الحجم، معدومة الصوت، فيما تَهامس الحضور حول ما إن كانت قد أطلقت النار فعلاً لدى اقترابها من أهدافها، والذي يتبعه انفجار مدوٍّ. وتَفتح الطائرة المسيّرة مساحة واسعة لتحليل المستوى الذي وصلت إليه المقاومة في تطوير هذا النوع من السلاح: هل صُمّمت على نحو انتحاري؟ هل تستطيع إطلاق النار فعلاً؟ وهل يمكن إطلاقها في شكل أسراب كبيرة؟ نسأل الضابط الميداني، فيصمت، ثمّ يجيب: «هذه الأسئلة خارج صلاحيّاتي وتخصّصي أيضاً».
أمّا في الركن الأقصى من الميدان، فأظهر الجنود تركيزاً كبيراً على فعاليات الاقتحام ومهاجمة الدشم العسكرية، الأمر الذي يحمل، وفق ما يراه محلّلون، دلالة لافتة على اتّجاه المقاومة إلى نقل المعركة إلى حيّز مكاني جديد، هو أرض الخصم، ونيّتها «المبادرة الإيجابية الميدانية في داخل المواقع العسكرية المحيطة بغزة»، والتي ستتمكّن من تجاوز العوائق الأرضية والتحت أرضية. وفي الإسناد، كانت وحدة الصواريخ والدروع تُظهر أداءً منضبطاً ودقيقاً؛ إذ إن قذائف الهاون سقطت في الحيّز النُقَطي المُخصَّص لها سلفاً، فيما إسعافات المقاومة التي كانت متأهّبة لتدارُك أيّ خطأ، عادت أدراجها فارغة، بعد أن انتهت المناورة، وتمّ تكريم العشرات من الجنود المشاركين.
خلال «الركن الشديد 2»، ووسط تهامس بعض الحضور عن «الدبّابات التي يجُرّها توكتوك»، اقتربنا من أحد القادة الميدانيّين، وسألناه عن القيمة العسكرية التي تؤدّيها مثل هذه الآليات المثيرة للجدل. حسر الشاب عن ضحكة تحوّلت إلى الجدّ سريعاً، قائلاً: «إلى مِثل هذه الآليات يعود الفضل في تنفيذ عمليات الإنزال خلْف خطوط العدو. صحيح أنها صُنعت لأوّل مرّة لأغراض الاستعراض العسكري الذي ينتهي بتدميرها في نهاية كلّ تدريب، لكن فيما بعد، التفت الأخوة المتخصّصون في مجال التدريب، إلى ضرورة محاكاة الشكل الخارجي لدبابة الميركافا الإسرائيلية، بكافّة أبعادها وتفاصيلها الدقيقة، حتى يساهم حضورها المتخيَّل في الميدان، في كسر الحاجز النفسي بين الجنديّ المقتحِم، وبين حضورها الحقيقي في موقع العدو». ويتابع: «يحيط العدو هذه الآليةَ بهالة كبيرة من الرهبة، وعندما تَخرج من عين النفق، وتقابل في وجهك دبابة يربو طولها عن التسعة أمتار وعرضها عن الستّة، تشاهدها لأوّل مرّة في حياتك عن قرب، لا يمكن التنبّؤ بردّة فعل مضبوطة، نحن وبواسطة تلك الحيل البسيطة نقلّل تأثير الصدمة، ونطبّع عين المجاهد للتعاطي المرن مع هكذا آلية».
في السماء، أطلقت المقاومة طائرة مُسيّرة، تمكّن جمهور الصحافيّين الذي حضروا لتغطية المناورة، من مشاهدتها عن قرب. كان لافتاً أن مُسيّرات المقاومة خرجت من إطارها البدائي؛ فخلافاً للنسخة السابقة من طائرة «أبابيل» التي كشفت عنها «القسام» لأوّل مرّة في حرب عام 2014، بدت المُسيّرة هذه المرّة مَرِنة في التحرّك، صغيرة الحجم، معدومة الصوت، فيما تَهامس الحضور حول ما إن كانت قد أطلقت النار فعلاً لدى اقترابها من أهدافها، والذي يتبعه انفجار مدوٍّ. وتَفتح الطائرة المسيّرة مساحة واسعة لتحليل المستوى الذي وصلت إليه المقاومة في تطوير هذا النوع من السلاح: هل صُمّمت على نحو انتحاري؟ هل تستطيع إطلاق النار فعلاً؟ وهل يمكن إطلاقها في شكل أسراب كبيرة؟ نسأل الضابط الميداني، فيصمت، ثمّ يجيب: «هذه الأسئلة خارج صلاحيّاتي وتخصّصي أيضاً».
أمّا في الركن الأقصى من الميدان، فأظهر الجنود تركيزاً كبيراً على فعاليات الاقتحام ومهاجمة الدشم العسكرية، الأمر الذي يحمل، وفق ما يراه محلّلون، دلالة لافتة على اتّجاه المقاومة إلى نقل المعركة إلى حيّز مكاني جديد، هو أرض الخصم، ونيّتها «المبادرة الإيجابية الميدانية في داخل المواقع العسكرية المحيطة بغزة»، والتي ستتمكّن من تجاوز العوائق الأرضية والتحت أرضية. وفي الإسناد، كانت وحدة الصواريخ والدروع تُظهر أداءً منضبطاً ودقيقاً؛ إذ إن قذائف الهاون سقطت في الحيّز النُقَطي المُخصَّص لها سلفاً، فيما إسعافات المقاومة التي كانت متأهّبة لتدارُك أيّ خطأ، عادت أدراجها فارغة، بعد أن انتهت المناورة، وتمّ تكريم العشرات من الجنود المشاركين.