بداية ساخنة للعام الجديد.. عون يلاقي باسيل!…
سفير الشمال- غسان ريفي
لم يعد يختلف إثنان على أن كل خطاب رئاسي أو غير رئاسي لا يطرح حلولا لكيفية الخروج من الأزمات المتعددة التي تعصف باللبنانيين، هو خطاب دون المستوى و″لا يسمن ولا يغني من إنقاذ″؟!.
بالأمس، إنتظر اللبنانيون الاطلالة التلفزيونية لرئيس الجمهورية ميشال عون ظنا منهم أنه في موسم الأعياد المجيدة ربما يمتلك في جعبته “هدية” تتمثل بمبادرة تضع حدا للمآسي التي يرزحون تحت وطأتها، وهم الذين تجول في عقولهم مئات الأسئلة التي يتطلعون الى الاجابة عليها من قبل رئيس البلاد والمؤتمن على هذا الوطن الجريح.
ليس سرا أن أكثرية اللبنانيين أصيبوا بخيبة أمل بعد الاستماع الى الخطاب الرئاسي، خصوصا أن المضمون والاسلوب لم يتبدلا منذ خمس سنوات لا سيما لجهة تحميل مسؤولية الفشل وعدم تحقيق الانجازات والتعطيل وشل مؤسسات الدولة والقضاء الى كل الأطراف السياسية على قاعدة “ما خلونا” باستثناء رئيس الجمهورية وفريقه السياسي.
لم يوفر الرئيس عون أحدا من المنظومة السياسية إلا وحملها مسؤولية ما وصل إليه لبنان من خراب، بما في ذلك حليفه الأساسي حزب الله وبالرغم من عدم تسميته إلا أنه وجه إليه رسائل من العيار الثقيل باتهامه تلميحا بتعطيل الحكومة وشل القضاء وتعكير العلاقات مع دول الخليج، والتأكيد على أن الاستراتيجية الدفاعية هي من مسؤولية الدولة اللبنانية حصرا، وفي ذلك ترجمة واضحة للخلاف القائم بين الحزب والتيار الوطني الحر المدعوم رئاسيا.
وإذا كان عون شمل بهجومه الجميع، بدءا من الرئيس نبيه بري متهما إياه بعدم التعاون معه من أجل إقرار المراسيم المتعلقة بمصلحة المواطنين وبمصادرة صلاحياته في مجلس النواب، مرورا بالثورة لعدم تجاوبها مع دعوته الى الحوار، وقوى 14 آذار التي تعرقل التفاوض مع سوريا من أجل عودة النازحين، وصولا الى إتهام حاكم مصرف لبنان بعدم بذل الجهود لاستعادة الأموال المحولة، ومجلس القضاء الأعلى بإرسال تشكيلات قضائية غير قانونية وصفها بـ”الفضيحة”، فضلا عن محاولته شدّ العصب المسيحي بالحديث عن إستهداف موقع رئاسة الجمهورية ومصادرة صلاحياتها وعدم قدرتها على الدعوة لعقد مجلس الوزراء، إلا أن بيت القصيد كان الهجوم على حزب الله.
يمكن القول إن رئيس الجمهورية لاقى بخطابة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي ما زال الفيديو الذي سُرّب عنه في عشاء البترون يتفاعل وينتظر توضيحات، فهل يكون الخطاب مقدمة للمعركة التي وعد باسيل بفتحها مطلع العام والتي ستكون محطتها الأولى إطلالته المتلفزة في ثاني يوم من العام الجديد؟، وكيف سيتعاطى حزب الله مع هذا التطور خصوصا أن ثمة إطلالة لأمينه العام حسن نصرالله في اليوم الثالث من العام الجديد أي بعد إطلالة باسيل بيوم واحد؟، فهل ستكون بداية العام الجديد ساخنة بما يؤدي الى مزيد من التأزيم؟.
يبدو أن الثنائي الشيعي لا سيما حزب الله قد إتخذ قرارا حتى الآن بعدم الرد أو الدخول في سجال مع عون أو الفريق البرتقالي لعدم لكسر الجرة، والابقاء على قنوات التواصل مفتوحة، خصوصا أن عون أكد في خطابه التمسك بثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة”، فضلا عن دعوته الى طاولة حوار لمناقشة اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي الاقتصادي، علّ ذلك يفتح ثغرة في جدار الأزمة.
تؤكد مصادر سياسية مواكبة، أنه لم يعد من طائل لكل الاتهامات والأعذار والمبررات، لأن اللبنانيين الذين عجنتهم التجارب والأزمات والمآسي باتوا على علم ودراية بأدق التفاصيل، وهم في غالبيتهم على قناعة بأن الحل يبدأ بتفعيل عمل الحكومة، وربما هذا ما كان يجب على رئيس الجمهورية أن يتحدث به مطولا، لجهة إيجاد أو طرح المخارج القانونية وتطبيق الدستور في قضية المحقق العدلي طارق البيطار، بما يمهد لعودة آمنة لمجلس الوزراء، وليس الاكتفاء بالدعوة الى إجتماع الحكومة وطرح التساؤلات عن التعطيل والمعطلين؟!..