الحدث

مُحاولات لفرط ثلث رئيس الجمهورية الضامن باسيل : «يلي ما بدو يكون معنا عمرو ما يكون»

ميشال نصر- الديار

يوما بعد يوم تتمدد الخلافات وتتشعب، كلما سقطت وساطة وفشل اتصال، فتتعمق الشروخ وتبتعد الحلول، على وقع بورصة الملفات والازمات، والاتهامات المتبادلة بين «اهل البيت» ، منها ما «ينشر غسيله على المواقف الانتخابية» ومنها ما يبقى مستورا «الله واعلم « لغايات في نفس مَن، فيما الزوار الاجانب يصلون بنصائحهم وتحذيراتهم ،ويغادرون «بقناعة ان الوضع فالج لا تعالج»، مع منظومة حاكمة «لا حياة لمن تنادي».

وفيما دخلت البلاد عطلة الاعياد،علها تخفف من الاجواء المحمومة و»الولعانة» ، و»اخذت الاتصالات العلنيّة فرصتها»، بين العهد والتيار الوطني الحر من جهة، والثنائي الشيعي من جهة ثانية، مع سقوط التسوية السياسية ، وفشل «صفقة» فك اسر مجلس الوزراء، لم يستطع رئيس البرتقالي الانتظار لما بعد الاعياد فنكس بعهده وكسر وعده واعلنها بصراحة دون ان يسمي حزب الله، معلنا من البترون وخلال عشاء للحرس القديم، بالمختصر المفيد، «نحنا قوايا بذاتنا مش بحدا تاني، ويلي ما بدو يكون معنا ومع قضية الحق تبعنا عمرو ما يكون».

كلام يكشف عمق الشرخ بين الحلفاء، والذي اوصل العهد الى قناعة ويقين عن تحالف القوى السياسية كافة ضده لمنعه من الانجاز، بل تأمين كل عناصر افشاله، بعدما انقلب رئيس الحكومة على بعبدا التي سايرت السراي الى الحد الاقصى، لعلمها ان ميقاتي وصل بصفقة فرنسية –ايرانية اخرجت جنرال بعبدا من حساباتها، زاد من طين مسرحية عين التينة «الي ما بتمرق عا ولد زغير»، ما سرب عن معلومات عن محاولة اطراف سياسية العمل على تفتيت «ثلث رئيس الجمهورية وحبة مسكه» الحكومي،عبر تحييد احد الوزراء، ومحاولة استمالة ثان بعد خلاف وقع بينه وبين رئيس التيار الوطني، وترجم اجراءات «غريبة عجيبة في وزارته» التي باتت دكانا تابعا لمرجعية رئاسية. وهو ما يكون قد دفع ببعض العونيين الى الدعوة لضرورة الاستقالة من الحكومة و»فرطها « لاعادة خلط الاوراق ، طالما ان التعطيل بات معروفا، وبالتالي لمنع وزرائها من الاستفادة من عدم كونها حكومة تصريف اعمال لفتح «دكاكين» على حسابهم.

واذا كان الحديث عن انزعاج الحزب من خصوم الداخل المعارضين لسياساته وممارساته «لزوم ما لا يلزم»، اذ يبدو «مش قاريهم» من الاساس، دون ان يكون حتى لاعادة تموضع من تمترس في الوسط لسنوات، على وقع التطورات الاقليمية، من اشتراكي ومستقبل على قاعدة ربط النزاع معه، اي تأثير ايضا، فإن ما جرى ويجري بين الحارة وميرنا الشالوحي، من آخر صفقة «لا قرار» المجلس الدستوري وما سبقها من ممارسات ومواقف، يؤرق حزب الله، وسط ميل «صهر العهد» لتبني الدعوات لاعادة قراءة جدوى تحالف وتفاهم مار مخايل، فحسب مصادر التيار الوطني الحر، المسألة ما عادت حجّة الفتنة الشيعية – الشيعية بقدر ما هي اتفاق الثنائي الواضح بالانقلاب على الدولة ومؤسساتها ومنطق واسس قيامها،وضرب صلاحيات رئيس الجمهورية ، بالتكافل والتضامن، كما تؤكد المصادر «كل عمرنا كنا وحدنا وحققنا يلي بدنا، تحالفنا مع الحزب ما ربحنا بالعكس خسرنا، فما حدا يراهن عا انو قوتنا منو ،قوتنا منا وفينا، فيون او بلاهم منكمل».

اوساط سياسية خبرت التعامل مع حارة حريك، اشارت الى ان الحزب يعرف كيف يرضي باسيل في الوقت المناسب، وهو يعرف كيف يلاعبه، لذلك لا يتعجبن احد اذا رأى وفداً لحزب الله في الرابية وبعبدا بحجة المعايدة، والوقوف على خاطر الرجلين واتخاذ ما يلزم للتعويض لهما عن النكسة التي اصابت العهد، ولكن هل تنفع هذه المرة هذه الاستراتيجية؟ ام يبلغ انزعاجهما مستوى فض الشراكة؟ تتساءل الاوساط، تاركة الجواب للايام المقبلة، «فيا خبر اليوم بمصاري بكرا ببلاش» والثاني من كانون الثاني لناظره قريب.

كل ما تقدم بات يفرض على الجميع وفي مقدمتهم فريق العهد الخروج من المواقف الرمادية الى الاختيار بين الابيض او الاسود، «حقنا للدماء وحفاظا على ما تبقى».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى