كتبت “الجزيرة”: تلقت سمعة رئيس الموساد السابق يوسي كوهين ضربة قاسية بعدما ذكرت قناة تلفزيونية إسرائيلية لأول مرة أنه كشف، في وقت كان لا يزال في منصبه، عن عمليات سرية للموساد خلال محادثات حميمة مع مضيفة طيران، وحتى خلال أحاديث له مع زوجها.
وذكر مراسل لوفيغارو بإسرائيل مارك هانري أن زوج هذه المرأة هو من قام بنشر كل ذلك، مما قوض بشكل خطير صورة “الجاسوس الفائق” يوسي كوهين الذي يعتبر حسب المراسل “النسخة الإسرائيلية من جيمس بوند”، في إشارة إلى الممثل البريطاني المعروف.
وحسب مراسل الصحيفة الفرنسية فإن الرئيس السابق للموساد كان يروج لكونه يريد أن يترك انطباعا بأنه هو من دبر عمليات حاسمة ضد البرنامج النووي الإيراني، وهي الصورة التي قام بالترويج لها لمدة 5 سنوات قبل رحيله في حزيران الماضي.
وأضاف أن القصة بدأت بتقرير للقناة التلفزيونية-13 الخاصة، حيث تمكنت من إجراء مقابلة مع غاي شيكا الذي وقعت زوجته تحت تأثير زعيم الموساد الذي قابلها وزوجها عدة مرات في بيتهما بإحدى ضواحي مدينة تل أبيب. وخلال هذه اللقاءات، تباهى كوهين -حسب رواية الزوج- بإعطاء تفاصيل عن أنشطة الموساد السرية.
ومن بين ما ذكره أنه جند الطبيب المعالج لزعيم عربي، وأعطى تفاصيل عن رحلات كان من المفترض أن تظل سرية، واستحضر “مغامراته الأسطورية” العديدة التي شملت كذلك العمل مرشدًا لرحلة خاصة بالعرب.
ويضيف زوج مضيفة الطيران أن كوهين “أخبرنا أيضًا أنه أقال 6 من رؤساء فرق الموساد (ما يعادل رتبة لواء جيش) بعد 10 أيام من توليه المنصب عام 2016 لأنه لم يلمس فيهم “الجدية ولا الإخلاص له”.
وقال أيضا: “أوضح كوهين أنه جعل هؤلاء القادة يعتبرونه أفضل صديق لهم عندما كان في نفس مستواهم بالتسلسل القيادي الهرمي، قبل أن يتخلى عنهم بلا رحمة”.
وعن السبب الذي جعل كوهين يبوح بأسراره، يقول شيكا إنه يعتقد أنه كان يحاول تهدئته (أي الزوج) “من خلال مشاركة الأسرار معه لجعله يدرك إلى أي مدى ينبغي له أن يشعر بالفخر والاعتزاز لكونه يقابل زعيم الموساد ” وبالتالي يتجاوز عن الاعتبارات الزوجية. وفي محاولة للحد من الضرر الناجم عن هذا العرض لسوء السلوك المهني الخطير، والذي كان يستحق عقوبات خطيرة، نفى كوهين كل شيء.
ومن جهتها، ناشدت محامية الزوجة المحاكم، من دون جدوى، بمنع بث التقرير، وذلك باسم الدفاع عن خصوصية هذه المرأة وسلامة طفلي الزوجين.
ويرى مراسل لوفيغارو أن هذه المعلومات تأتي في وقت سيئ لكوهين الذي لم يخفِ طموحاته في أن يصبح يومًا ما رئيسًا للوزراء بمباركة بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء السابق) الذي عينه على رأس الموساد، وهو الحلم الذي كان يعتقد أن وظيفته السابقة ستمكنه من تحقيقه، خصوصا أن عمليات كبيرة تمت فترة رئاسته للموساد، بما في ذلك القضاء على العدو الأول في إسرائيل أبي البرنامج النووي الإيراني علي محسن فخري زاده، ناهيك عن قائمة من الانفجارات الغامضة أو التخريب السيبراني بالمواقع النووية الإيرانية، كما أشرف على سرقة أرشيف إيران النووي السري.
وباختصار، يقول المراسل إن كوهين يتمتع بالشخصية المثالية لإغواء الناخبين الإسرائليين في نهاية المطاف عندما يأتي اليوم الذي يترشح فيه، ولكن هالته تضررت كثيرا بما تكشف من معلومات، كما أنه كان قد كشف بمناسبة رحيله، في مقابلة تلفزيونية، عن تفاصيل عمليات التخريب في إيران التي كان ينبغي إبقاؤها سرية.
وكان كوهين، قد استخدم، من ناحية أخرى، علاقاته مع مسؤول كبير بالإمارات، أثناء وجوده في منصبه للعثور على وظيفة بشركة تمويل خليجية لابنته، وفضلًا عن ذلك قبل زعيم الموساد السابق 20 ألف دولار من ملياردير أسترالي، صديق لنتنياهو، هدية زفاف لابنته، ولإسكات الانتقادات الموجهة له بسبب قبول تلك الهدية قال كوهين إنه أعاد الأموال لصاحبها.
(الجزيرة)