“في حادث” خطير ولافت، صدمت قوة من القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، عمداً، شابّين في بلدة شقراء ودوبيه (قضاء بنت جبيل). وكانت الدوريّة المؤلّفة من ثلاث آليات عسكرية مصفّحة تابعة للقوة الفنلندية، قد شوهدت في أحد الأحياء الداخلية للبلدة من دون مواكبة من الجيش اللبناني وجهاز المخابرات، كما جرت العادة. مصادر أهلية في البلدة أوضحت لـ«الأخبار» أن «جنود الدورية كانوا منتشرين في الحيّ، حاملين أجهزة تحديد المواقع (GPS) وخرائط وأجهزة لابتوب وكاميرات، ويقومون بأخذ إحداثيات للمكان، ما أثار ريبة شُبّان من البلدة». ولدى محاولة هؤلاء سؤال عناصر القوات الدولية عن طبيعة ما يقومون به، سارع العناصر الى ركوب آلياتهم المصفّحة وانسحبوا من المكان بسرعة بعدما صدموا شابّين من أبناء البلدة متسبّبين لهما برضوض. وفي طريقها الى خارج البلدة، مرّت الدورية بمحلّة السوق، حيث تجمّع عدد من الأهالي وقطعوا الطريق أمامها، وحاولوا التحدث مع الجنود الفنلنديين لفهم ما حدث، إلا أن هؤلاء رفضوا الإفصاح عن طبيعة مهمّتهم، واحتموا داخل آلياتهم. وعقب توتّر الأجواء بين الأهالي وعناصر الدورية، وصل مترجم يعمل مع «القوات الدولية»، وتحدّث إلى ضابط الدورية الذي قال إن «الدورية أضاعت طريقها»، رافضاً الإفصاح عن سبب التقاط صور وعن سبب عدم التواصل مع الجيش لإرشادهم الى وجهتهم. وبعد تعنّت عناصر الدورية وعدم تجاوبهم، تصاعد التوتر بين المتجمّعين، وتعرّضت آليات القوّة لبعض التحطيم، قبل أن تحضر قوة من الجيش وتصطحب الدورية الى خارج البلدة.
وأعلنت المكتب الاعلامي للقوات الدولية أن «حرمان اليونيفل من حرية الحركة، والاعتداء على من يخدمون قضية السلام، أمر غير مقبول، وخرق لاتفاقية وضع القوات التي وقعها لبنان».
ولفتت نائبة مدير المكتب كانديس آرديل الى انه «كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، يجب أن تتمتع اليونيفل بوصول كامل ومن دون عوائق إلى جميع أنحاء منطقة عملياتها، على النحو المتفق عليه مع الحكومة اللبنانية وعلى النحو المطلوب بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701». ودعت «جميع الافرقاء المعنيين إلى احترام حرية حركة جنود حفظ السلام (…) وندعو السلطات اللبنانية إلى التحقيق في هذا الحادث وتقديم المرتكبين إلى العدالة».