–سميه فحص
–ناشطة حقوقية، وإعلامية لبنانية
شنّ مندوب السعوديّة الدائم في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي يوم امس هُجومًا شديدًا، غير مسبوق، على الرئيس بشار الأسد والدولة السوريّة، و”حزب الله” اللبناني الذي اتّهمه بالإرهاب، ونفى أن تكون الحرب في سورية قد انتهت، وأن النظام انتصر، وقال إنّ الرئيس السوري “يقف فوق هرم من جماجم الأبرياء مُدَّعِيًا النصر العظيم”.
وجاء الهُجوم على الرئيس السوري وبلاده، من على منصّة الأمم المتحدة، متزامنا مع التحرك القوي من الرئيس عبد المجيد تبون، لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية بمناسبة انعقاد قمة الجامعة العربية شهر مارس القادم.
ويعتبر التحرك السعودي المفاجئ والعنيف، خطوة صريحة لإجهاض التحرّك الجزائري لإعادة سورية إلى الجامعة العربيّة في مارس المُقبل، حيث ستستضيف العاصمة الجزائريّة مُؤتمر القمّة العربيّة، كما تمثل الخطوة السعودية وقوفا صريحا في خندق التطبيع مع الكيان الصهيوني ودعم نظام المخزن الذي أعلن حربا صريحة على الجزائر بمساعدة صهيونية.
وتزامن الهجوم على سوريا والرئيس الأسد ومحور المقاومة، في الوقت الذي اشتدت ضربات الجيش اليمني ضد التحالف العربي بقيادة السعودية وقرب انتهاء معركة مأرب لصالح الحوثي وهزيمة تحالف العار العربي ودحره نهائيا عن اليمن بعد 7 سنوات من الحرب العبثية الظالمة التي خلفت أكثر من 350 ألف شهيد وملايين المهجرين وتدمير كلي للاقتصاد اليمني.
وإلى جانب قرب حسم معركة مأرب، جاء التحرك السعودي المشبوه، متزامنا مع نهاية الجولة السابعة من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وإمكانية عدم تسجيل أي تقدم في الملف.
الغريب في الهجوم السعودي، أيضا أنه يمثل خروج عن بعض الاجماع الخليجي في التقارب مع دمشق، واتجاه حكومات خليجية نحو إعادة فتح سفاراتها في سوريا، وقِيام مسؤولين بارزين فيها بزيارة العاصمة السوريّة، آخِرهم الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجيّة الإماراتي، وقبله الجِنرال خالد الحميدان، رئيس جهاز المُخابرات السعودي الذي وصل إلى دِمشق على رأس وفد أمني كبير، والتقى نظيره السوري اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن القومي السوري، مثلما التقى أيضًا الرئيس السوري بشار الأسد مايو الماضي.
ويفهم من الموقف السعودي المتوتر، بأنه محاولة ليس فقط للهجوم ضد سوريا وحزب الله وإيران، بل أيضا للانتقام من الإمارات العربية المتحدة التي تتقارب مع إيران وتتجه للانسحاب من الحرب اليمنية انتقاما هي الأخرى من الحرب الاقتصادية المعلنة من الرياض على دبي، وسعيها لجدب ألاف الشركات من دبي إلى الرياض، وهو ما تراه الامارات بمثابة الحرب المعلنة من الرياض عليها.